خالد بن الوليد .. معارك وفتوحات
4 مشترك
NeXt VeT :: •εïз¦ نحو حياة إسلامية ]¦εïз• :: `*:•. القسم الإسلامي العام•:*¨` :: `*هدي الصحابة والتابعين*¨`
صفحة 1 من اصل 1
خالد بن الوليد .. معارك وفتوحات
خالد بن الوليد.. معارك و فتوحات
هو "أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة"، ينتهي نسبه إلى "مرة بن كعب بن لؤي" الجد السابع للنبي (صلى الله عليه وسلم) و"أبي بكر الصديق" رضي الله عنه.
وأمه هي "لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية"، وقد ذكر "ابن عساكر" – في تاريخه – أنه كان قريبًا من سن "عمر بن الخطاب".
أسرة عريقة ومجد تليد
وينتمي خالد إلى قبيلة "بني مخزوم" أحد بطون "قريش" التي كانت إليها "القبة" و"الأعنة"، وكان لها شرف عظيم ومكانة كبيرة في الجاهلية، وكانت على قدر كبير من الجاه والثراء، وكانت بينهم وبين قريش مصاهرة متبادلة.
وكان منهم الكثير من السابقين للإسلام؛ منهم: "أبو سلمة بن عبد الأسد"، وكان في طليعة المهاجرين إلى الحبشة، و"الأرقم بن أبي الأرقم" الذي كانت داره أول مسجد للإسلام، وأول مدرسة للدعوة الإسلامية.
وكانت أسرة "خالد" ذات منزلة متميزة في بني مخزوم؛ فعمه "أبو أمية بن المغيرة" كان معروفًا بالحكمة والفضل، وكان مشهورًا بالجود والكرم، وهو الذي أشار على قبائل قريش بتحكيم أول من يدخل عليهم حينما اختلفوا على وضع الحجر الأسود وكادوا يقتتلون، وقد مات قبل الإسلام.
وعمه "هشام بن المغيرة" كان من سادات قريش وأشرافها، وهو الذي قاد بني مخزوم في "حرب الفجار".
وكان لخالد إخوة كثيرون بلغ عددهم ستة من الذكور هم: "العاص" و"أبو قيس" و"عبد شمس" و"عمارة" و"هشام" و"الوليد"، اثنتين من الإناث هما: "فاطمة" و"فاضنة".
أما أبوه فهو "عبد شمس الوليد بن المغيرة المخزومي"، وكان ذا جاه عريض وشرف رفيع في "قريش"، وكان معروفًا بالحكمة والعقل؛ فكان أحدَ حكام "قريش" في الجاهلية، وكان ثَريًّا صاحب ضياع وبساتين لا ينقطع ثمرها طوال العام.
فارس عصره
وفي هذا الجو المترف المحفوف بالنعيم نشأ "خالد بن الوليد"، وتعلم الفروسية كغيره من أبناء الأشراف، ولكنه أبدى نبوغًا ومهارة في الفروسية منذ وقت مبكر، وتميز على جميع أقرانه، كما عُرف بالشجاعة والجَلَد والإقدام، والمهارة وخفة الحركة في الكرّ والفرّ.
واستطاع "خالد" أن يثبت وجوده في ميادين القتال، وأظهر من فنون الفروسية والبراعة في القتال ما جعله فارس عصره بلا منازع.
معاداته للإسلام والمسلمين
وكان "خالد" –كغيره من أبناء "قريش"– معاديًا للإسلام ناقمًا على النبي (صلى الله عليه وسلم) والمسلمين الذين آمنوا به وناصروه، بل كان شديد العداوة لهم شديد التحامل عليهم، ومن ثَم فقد كان حريصًا على محاربة الإسلام والمسلمين، وكان في طليعة المحاربين لهم في كل المعارك التي خاضها الكفار والمشركون ضد المسلمين.
وكان له دور بارز في إحراز النصر للمشركين على المسلمين في غزوة "أحد"، حينما وجد غِرَّة من المسلمين بعد أن خالف الرماة أوامر النبي (صلى الله عليه وسلم)، وتركوا مواقعهم في أعلى الجبل، ونزلوا ليشاركوا إخوانهم جمع غنائم وأسلاب المشركين المنهزمين، فدار "خالد" بفلول المشركين وباغَتَ المسلمين من خلفهم، فسادت الفوضى والاضطراب في صفوفهم، واستطاع أن يحقق النصر للمشركين بعد أن كانت هزيمتهم محققة.
كذلك فإن "خالدا" كان أحد صناديد قريش يوم الخندق الذين كانوا يتناوبون الطواف حول الخندق علهم يجدون ثغرة منه؛ فيأخذوا المسلمين على غرة، ولما فشلت الأحزاب في اقتحام الخندق، وولوا منهزمين، كان "خالد بن الوليد" أحد الذين يحمون ظهورهم حتى لا يباغتهم المسلمون.
وفي "الحديبية" خرج "خالد" على رأس مائتي فارس دفعت بهم قريش لملاقاة النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه، ومنعهم من دخول مكة، وقد أسفر الأمر عن عقد معاهدة بين المسلمين والمشركين عرفت باسم "صلح الحديبية".
وقد تجلت كراهية "خالد" للإسلام والمسلمين حينما أراد المسلمون دخول مكة في عمرة القضاء؛ فلم يطِق خالد أن يراهم يدخلون مكة –رغم ما بينهم من صلح ومعاهدة– وقرر الخروج من مكة حتى لا يبصر أحدًا منهم فيها.
إسلامه
أسلم خالد في (صفر 8 هـ= يونيو 629م)؛ أي قبل فتح مكة بستة أشهر فقط، وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين.
ويروى في سبب إسلامه: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال للوليد بن الوليد أخيه، وهو في عمرة القضاء: "لو جاء خالد لقدّمناه، ومن مثله سقط عليه الإسلام في عقله"، فكتب "الوليد" إلى "خالد" يرغبه في الإسلام، ويخبره بما قاله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيه، فكان ذلك سبب إسلامه وهجرته.
وقد سُرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بإسلام خالد، وقال له حينما أقبل عليه: "الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير".
وفرح المسلمون بانضمام خالد إليهم، فقد أعزه الله بالإسلام كما أعز الإسلام به، وتحول عداء خالد للإسلام والمسلمين إلى حب وتراحم، وانقلبت موالاته للكافرين إلى عداء سافر، وكراهية متأججة، وجولات متلاحقة من الصراع والقتال.
سيف الله في مؤتة
وكانت أولى حلقات الصراع بين خالد والمشركين –بعد التحول العظيم الذي طرأ على حياة خالد وفكره وعقيدته– في (جمادى الأولى 8هـ = سبتمبر 629م) حينما أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) سرية الأمراء إلى "مؤتة" للقصاص من قتلة "الحارث بن عمير" رسوله إلى صاحب بصرى.
وجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) على هذا الجيش: "زيد بن حارثة" ومن بعده "جعفر بن أبي طالب"، ثم "عبد الله بن رواحة"، فلما التقى المسلمون بجموع الروم، استشهد القادة الثلاثة الذين عينهم النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأصبح المسلمون بلا قائد، وكاد عقدهم ينفرط وهم في أوج المعركة، وأصبح موقفهم حرجًا، فاختاروا "خالدًا" قائدًا عليهم.
واستطاع "خالد" بحنكته ومهارته أن يعيد الثقة إلى نفوس المسلمين بعد أن أعاد تنظيم صفوفهم، وقد أبلى "خالد" – في تلك المعركة – بلاء حسنًا، فقد اندفع إلى صفوف العدو يعمل فيهم سيفه قتلاً وجرحًا حتى تكسرت في يده تسعة أسياف.
وقد أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه باستشهاد الأمراء الثلاثة، وأخبرهم أن "خالدًا" أخذ اللواء من بعدهم، وقال عنه: "اللهم إنه سيف من سيوفك، فأنت تنصره". فسمي خالد "سيف الله" منذ ذلك اليوم.
وبرغم قلة عدد جيش المسلمين الذي لا يزيد عن ثلاثة آلاف فارس، فإنه استطاع أن يلقي في روع الروم أن مددًا جاء للمسلمين بعد أن عمد إلى تغيير نظام الجيش بعد كل جولة، فتوقف الروم عن القتال، وتمكن خالد بذلك أن يحفظ جيش المسلمين، ويعود به إلى المدينة استعدادًا لجولات قادمة.
خالد والدفاع عن الإسلام
وحينما خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) في نحو عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار؛ لفتح "مكة" في (10 من رمضان 8هـ = 3 من يناير 630م)، جعله النبي (صلى الله عليه وسلم) على أحد جيوش المسلمين الأربعة، وأمره بالدخول من "الليط" في أسفل مكة، فكان خالد هو أول من دخل من أمراء النبي (صلى الله عليه وسلم)، بعد أن اشتبك مع المشركين الذين تصدوا له وحاولوا منعه من دخول البيت الحرام، فقتل منهم ثلاثة عشر مشركًا، واستشهد ثلاثة من المسلمين، ودخل المسلمون مكة – بعد ذلك – دون قتال.
وبعد فتح مكة أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) خالدًا في ثلاثين فارسًا من المسلمين إلى "بطن نخلة" لهدم "العزى" أكبر أصنام "قريش" وأعظمها لديها.
ثم أرسله – بعد ذلك – في نحو ثلاثمائة وخمسين رجلاً إلى "بني جذيمة" يدعوهم إلى الإسلام، ولكن "خالدًا" – بما عُرف عنه من البأس والحماس – قتل منهم عددًا كبيرًا برغم إعلانهم الدخول في الإسلام؛ ظنًا منه أنهم إنما أعلنوا إسلامهم لدرء القتل عن أنفسهم، وقد غضب النبي (صلى الله عليه وسلم) لما فعله خالد وقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد"، وأرسل "عليًا بن أبي طالب" لدفع دية قتلى "بني جذيمة".
وقد اعتبر كثير من المؤرخين تلك الحادثة إحدى مثالب "خالد"، وإن كانوا جميعًا يتفقون على أنه أخطأ متأولاً، وليس عن قصد أو تعمد. وليس أدل على ذلك من أنه ظل يحظى بثقة النبي (صلى الله عليه وسلم)، بل إنه ولاه – بعد ذلك – إمارة عدد كبير من السرايا، وجعله على مقدمة جيش المسلمين في العديد من جولاتهم ضد الكفار والمشركين.
ففي "غزوة حنين" كان "خالد" على مقدمة خيل "بني سليم" في نحو مائة فارس، خرجوا لقتال قبيلة "هوازن" في (شوال 8هـ = فبراير 630م)، وقد أبلى فيها "خالد" بلاءً حسنًا، وقاتل بشجاعة، وثبت في المعركة بعد أن فرَّ من كان معه من "بني سليم"، وظل يقاتل ببسالة وبطولة حتى أثخنته الجراح البليغة، فلما علم النبي (صلى الله عليه وسلم) بما أصابه سأل عن رحله ليعوده.
سيف على أعداء الله
ولكن هذه الجراح البليغة لم تمنع خالدًا أن يكون على رأس جيش المسلمين حينما خرج إلى "الطائف" لحرب "ثقيف" و"هوازن".
ثم بعثه النبي (صلى الله عليه وسلم) – بعد ذلك – إلى "بني المصطلق" سنة (9هـ = 630م)، ليقف على حقيقة أمرهم، بعدما بلغه أنهم ارتدوا عن الإسلام، فأتاهم "خالد" ليلاً، وبعث عيونه إليهم، فعلم أنهم على إسلامهم، فعاد إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بخبرهم.
وفي (رجب 9هـ = أكتوبر 630م) أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) "خالدًا" في أربعمائة وعشرين فارسًا إلى "أكيدر بن عبد الملك" صاحب "دومة الجندل"، فاستطاع "خالد" أسر "أكيدر"، وغنم المسلمون مغانم كثيرة، وساقه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فصالحه على فتح "دومة الجندل"، وأن يدفع الجزية للمسلمين، وكتب له النبي (صلى الله عليه وسلم) كتابًا بذلك.
وفي (جمادى الأولى 1هـ = أغسطس 631م) بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) "خالدًا" إلى "بني الحارث بن كعب" بنجران في نحو أربعمائة من المسلمين، ليخيرهم بين الإسلام أو القتال، فأسلم كثير منهم، وأقام "خالد" فيهم ستة أشهر يعلمهم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيه، ثم أرسل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) يخبره بإسلامهم، فكتب إليه النبي يستقدمه مع وفد منهم.
يقاتل المرتدين ومانعي الزكاة
وبعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) شارك "خالد" في قتال المرتدين في عهد "أبي بكر الصديق" – رضي الله عنه – فقد ظن بعض المنافقين وضعاف الإيمان أن الفرصة قد أصبحت سانحة لهم – بعد وفاة النبي – للانقضاض على هذا الدين، فمنهم من ادعى النبوية، ومنهم من تمرد على الإسلام ومنع الزكاة، ومنهم من ارتد عن الإسلام. وقد وقع اضطراب كبير، واشتعلت الفتنة التي أحمى أوارها وزكّى نيرانها كثير من أعداء الإسلام.
وقد واجه الخليفة الأول تلك الفتنة بشجاعة وحزم، وشارك خالد بن الوليد بنصيب وافر في التصدي لهذه الفتنة والقضاء عليها، حينما وجهه أبو بكر لقتال "طليحة بن خويلد الأسدي" وكان قد تنبأ في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) حينما علم بمرضه بعد حجة الوداع، ولكن خطره تفاقم وازدادت فتنته بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) والتفاف كثير من القبائل حوله، واستطاع خالد أن يلحق بطليحة وجيشه هزيمة منكرة فر "طليحة" على إثرها إلى "الشام"، ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه، وكان له دور بارز في حروب الفرس، وقد استشهد في عهد عمر بن الخطاب.
وبعد فرار طليحة راح خالد يتتبع فلول المرتدين، فأعمل فيهم سيفه حتى عاد كثير منهم إلى الإسلام.
مقتل مالك بن نويرة وزواج خالد من امرأته
ثم سار خالد ومن معه إلى مالك بن نويرة الذي منع الزكاة بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم)، فلما علم مالك بقدومه أمر قومه بالتفرق حتى لا يظفر بهم خالد، ولكن خالدا تمكن من أسره في نفر من قومه، وكانت ليلة شديدة البرودة، فأمر خالد مناديًا أن أدفئوا أسراكم، وظن الحرس -وكانوا من كنانة- أنه أراد قتل الأسرى – على لغتهم- فشرعوا فيهم سيوفهم بالقتل، حتى إذا ما انتبه خالد كانوا قد فرغوا منهم.
وأراد خالد أن يكفّر عن ذلك الخطأ الذي لم يعمده فتزوج من امرأة مالك؛ مواساة لها، وتخفيفًا عن مصيبتها في فقد زوجها الفارس الشاعر.
القضاء على فتنة مسيلمة الكذاب
وخرج خالد – بعد ذلك – لقتال مسيلمة الكذاب الذي كان من أشد أولئك المتنبئين خطرًا، ومن أكثرهم أعوانًا وجندًا، ودارت معركة عنيفة بين الجانبين، انتهت بهزيمة "بني حنيفة" ومقتل "مسيلمة"، وقد استشهد في تلك الحرب عدد كبير من المسلمين بلغ أكثر من ثلاثمائة وستين من المهاجرين والأنصار، وكان أكثرهم من السابقين إلى الإسلام، وحفظه القرآن، وهو الأمر الذي دعا أبا بكر إلى التفكير في جمع القرآن الكريم؛ خوفًا عليه من الضياع بعد موت هذا العدد الكبير من الحفاظ.
فتوحات خالد في العراق
ومع بدايات عام (12هـ = 633م) بعد أن قضى أبو بكر على فتنة الردة التي كادت تمزق الأمة وتقضي على الإسلام، توجه الصديق ببصره إلى العراق يريد تأمين حدود الدولة الإسلامية، وكسر شوكة الفرس المتربصين بالإسلام.
وكان خالد في طليعة القواد الذين أرسلهم أبو بكر لتلك المهمة، واستطاع خالد أن يحقق عددًا من الانتصارات على الفرس في "الأبلة" و"المذار" و"الولجة" و"أليس"، وواصل خالد تقدمه نحو "الحيرة" ففتحها بعد أن صالحه أهلها على الجزية، واستمر خالد في تقدمه وفتوحاته حتى فتح جانبًا كبيرًا من العراق، ثم اتجه إلى "الأنبار" ليفتحها، ولكن أهلها تحصنوا بها، وكان حولها خندق عظيم يصعب اجتيازه، ولكن خالدًا لم تعجزه الحيلة، فأمر جنوده برمي الجنود المتحصنين بالسهام في عيونهم، حتى أصابوا نحو ألف عين منهم، ثم عمد إلى الإبل الضعاف والهزيلة، فنحرها وألقى بها في أضيق جانب من الخندق، حتى صنع جسرًا استطاع العبور عليه هو وفرسان المسلمين تحت وابل من السهام أطلقه رماته لحمايتهم من الأعداء المتربصين بهم من فوق أسوار الحصن العالية المنيعة.. فلما رأى قائد الفرس ما صنع خالد وجنوده، طلب الصلح، وأصبحت الأنبار في قبضة المسلمين.
يواصل فتوحاته في العراق
واستخلف خالد "الزبرقان بن بدر" على الأنبار واتجه إلى "عين التمر" التي اجتمع بها عدد كبير من الفرس، تؤازرهم بعض قبائل العرب، فلما بلغهم مقدم "خالد" هربوا، والتجأ من بقي منهم إلى الحصن، وحاصر خالد الحصن حتى استسلم من فيه، فاستخلف "عويم بن الكاهل الأسلمي" على عين التمر، وخرج في جيشه إلى دومة الجندل ففتحهما.
وبسط خالد نفوذه على الحصيد والخنافس والمصيخ، وامتد سلطانه إلى الفراض وأرض السواد ما بين دجلة والفرات.
الطريق إلى الشام
ثم رأى أبو بكر أن يتجه بفتوحاته إلى الشام، فكان خالد قائده الذي يرمي به الأعداء في أي موضع، حتى قال عنه: "والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد"، ولم يخيب خالد ظن أبي بكر فيه، فقد استطاع أن يصل إلى الشام بسرعة بعد أن سلك طريقًا مختصرًا، مجتازًا المفاوز المهلكة غير المطروقة، متخذًا "رافع بن عمير الطائي" دليلاً له، ليكون في نجدة أمراء أبي بكر في الشام: "أبي عبيدة عامر الجراح"، و"شرحبيل بن حسنة" و"عمرو بن العاص"، فيفاجئ الروم قبل أن يستعدوا له.. وما إن وصل خالد إلى الشام حتى عمد إلى تجميع جيوش المسلمين تحت راية واحدة، ليتمكنوا من مواجهة عدوهم والتصدي له.
وأعاد خالد تنظيم الجيش، فقسمه إلى كراديس، ليكثروا في عين عدوهم فيهابهم، وجعل كل واحد من قادة المسلمين على رأس عدد من الكراديس، فجعل أبا عبيدة في القلب على (18) كردسا، ومعه عكرمة بن أبي جهل والقعقاع بن عمرو، وجعل عمرو بن العاص في الميمنة على 10 كراديس ومعه شرحبيل بن حسنة، وجعل يزيد بن أبي سفيان في الميسرة على 10 كراديس.
والتقى المسلمون والروم في وادي اليرموك وحمل المسلمون على الروم حملة شديدة، أبلوا فيها بلاء حسنا حتى كتب لهم النصر في النهاية. وقد استشهد من المسلمين في هذه الموقعة نحو ثلاثة آلاف، فيهم كثير من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وتجلت حكمة خالد وقيادته الواعية حينما جاءه رسول برسالة من عمر بن الخطاب تحمل نبأ وفاة أبي بكر الصديق وتخبره بعزله عن إمارة الجيش وتولية أبي عبيدة بدلا منه، وكانت المعركة لا تزال على أشدها بين المسلمين والروم، فكتم خالد النبأ حتى تم النصر للمسلمين، فسلم الرسالة لأبي عبيدة ونزل له عن قيادة الجيش.
خالد بين القيادة والجندية
ولم ينته دور خالد في الفتوحات الإسلامية بعزل عمر له وتولية أبي عبيدة أميرا للجيش، وإنما ظل خالد يقاتل في صفوف المسلمين، فارسا من فرسان الحرب وبطلا من أبطال المعارك الأفذاذ المعدودين.
وكان له دور بارز في فتح دمشق وحمص وقنسرين، ولم يفت في عضده أن يكون واحدا من جنود المسلمين، ولم يوهن في عزمه أن يصير جنديا بعد أن كان قائدا وأميرا؛ فقد كانت غايته الكبرى الجهاد في سبيل الله، ينشده من أي موقع وفي أي مكان.
وفاة الفاتح العظيم
وتوفي خالد بحمص في (18 من رمضان 21هـ = 20 من أغسطس 642م). وحينما حضرته الوفاة، انسابت الدموع من عينيه حارة حزينة ضارعة، ولم تكن دموعه رهبة من الموت، فلطالما واجه الموت بحد سيفه في المعارك، يحمل روحه على سن رمحه، وإنما كان حزنه وبكاؤه لشوقه إلى الشهادة، فقد عزّ عليه –وهو الذي طالما ارتاد ساحات الوغى فترتجف منه قلوب أعدائه وتتزلزل الأرض من تحت أقدامهم- أن يموت على فراشه، وقد جاءت كلماته الأخيرة تعبر عن ذلك الحزن والأسى في تأثر شديد: "لقد حضرت كذا وكذا زحفا وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء".
وحينا يسمع عمر بوفاته يقول: "دع نساء بني مخزوم يبكين على أبي سليمان، فإنهن لا يكذبن، فعلى مثل أبي سليمان تبكي البواكي
هو "أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة"، ينتهي نسبه إلى "مرة بن كعب بن لؤي" الجد السابع للنبي (صلى الله عليه وسلم) و"أبي بكر الصديق" رضي الله عنه.
وأمه هي "لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية"، وقد ذكر "ابن عساكر" – في تاريخه – أنه كان قريبًا من سن "عمر بن الخطاب".
أسرة عريقة ومجد تليد
وينتمي خالد إلى قبيلة "بني مخزوم" أحد بطون "قريش" التي كانت إليها "القبة" و"الأعنة"، وكان لها شرف عظيم ومكانة كبيرة في الجاهلية، وكانت على قدر كبير من الجاه والثراء، وكانت بينهم وبين قريش مصاهرة متبادلة.
وكان منهم الكثير من السابقين للإسلام؛ منهم: "أبو سلمة بن عبد الأسد"، وكان في طليعة المهاجرين إلى الحبشة، و"الأرقم بن أبي الأرقم" الذي كانت داره أول مسجد للإسلام، وأول مدرسة للدعوة الإسلامية.
وكانت أسرة "خالد" ذات منزلة متميزة في بني مخزوم؛ فعمه "أبو أمية بن المغيرة" كان معروفًا بالحكمة والفضل، وكان مشهورًا بالجود والكرم، وهو الذي أشار على قبائل قريش بتحكيم أول من يدخل عليهم حينما اختلفوا على وضع الحجر الأسود وكادوا يقتتلون، وقد مات قبل الإسلام.
وعمه "هشام بن المغيرة" كان من سادات قريش وأشرافها، وهو الذي قاد بني مخزوم في "حرب الفجار".
وكان لخالد إخوة كثيرون بلغ عددهم ستة من الذكور هم: "العاص" و"أبو قيس" و"عبد شمس" و"عمارة" و"هشام" و"الوليد"، اثنتين من الإناث هما: "فاطمة" و"فاضنة".
أما أبوه فهو "عبد شمس الوليد بن المغيرة المخزومي"، وكان ذا جاه عريض وشرف رفيع في "قريش"، وكان معروفًا بالحكمة والعقل؛ فكان أحدَ حكام "قريش" في الجاهلية، وكان ثَريًّا صاحب ضياع وبساتين لا ينقطع ثمرها طوال العام.
فارس عصره
وفي هذا الجو المترف المحفوف بالنعيم نشأ "خالد بن الوليد"، وتعلم الفروسية كغيره من أبناء الأشراف، ولكنه أبدى نبوغًا ومهارة في الفروسية منذ وقت مبكر، وتميز على جميع أقرانه، كما عُرف بالشجاعة والجَلَد والإقدام، والمهارة وخفة الحركة في الكرّ والفرّ.
واستطاع "خالد" أن يثبت وجوده في ميادين القتال، وأظهر من فنون الفروسية والبراعة في القتال ما جعله فارس عصره بلا منازع.
معاداته للإسلام والمسلمين
وكان "خالد" –كغيره من أبناء "قريش"– معاديًا للإسلام ناقمًا على النبي (صلى الله عليه وسلم) والمسلمين الذين آمنوا به وناصروه، بل كان شديد العداوة لهم شديد التحامل عليهم، ومن ثَم فقد كان حريصًا على محاربة الإسلام والمسلمين، وكان في طليعة المحاربين لهم في كل المعارك التي خاضها الكفار والمشركون ضد المسلمين.
وكان له دور بارز في إحراز النصر للمشركين على المسلمين في غزوة "أحد"، حينما وجد غِرَّة من المسلمين بعد أن خالف الرماة أوامر النبي (صلى الله عليه وسلم)، وتركوا مواقعهم في أعلى الجبل، ونزلوا ليشاركوا إخوانهم جمع غنائم وأسلاب المشركين المنهزمين، فدار "خالد" بفلول المشركين وباغَتَ المسلمين من خلفهم، فسادت الفوضى والاضطراب في صفوفهم، واستطاع أن يحقق النصر للمشركين بعد أن كانت هزيمتهم محققة.
كذلك فإن "خالدا" كان أحد صناديد قريش يوم الخندق الذين كانوا يتناوبون الطواف حول الخندق علهم يجدون ثغرة منه؛ فيأخذوا المسلمين على غرة، ولما فشلت الأحزاب في اقتحام الخندق، وولوا منهزمين، كان "خالد بن الوليد" أحد الذين يحمون ظهورهم حتى لا يباغتهم المسلمون.
وفي "الحديبية" خرج "خالد" على رأس مائتي فارس دفعت بهم قريش لملاقاة النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه، ومنعهم من دخول مكة، وقد أسفر الأمر عن عقد معاهدة بين المسلمين والمشركين عرفت باسم "صلح الحديبية".
وقد تجلت كراهية "خالد" للإسلام والمسلمين حينما أراد المسلمون دخول مكة في عمرة القضاء؛ فلم يطِق خالد أن يراهم يدخلون مكة –رغم ما بينهم من صلح ومعاهدة– وقرر الخروج من مكة حتى لا يبصر أحدًا منهم فيها.
إسلامه
أسلم خالد في (صفر 8 هـ= يونيو 629م)؛ أي قبل فتح مكة بستة أشهر فقط، وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين.
ويروى في سبب إسلامه: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال للوليد بن الوليد أخيه، وهو في عمرة القضاء: "لو جاء خالد لقدّمناه، ومن مثله سقط عليه الإسلام في عقله"، فكتب "الوليد" إلى "خالد" يرغبه في الإسلام، ويخبره بما قاله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيه، فكان ذلك سبب إسلامه وهجرته.
وقد سُرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بإسلام خالد، وقال له حينما أقبل عليه: "الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلاً رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير".
وفرح المسلمون بانضمام خالد إليهم، فقد أعزه الله بالإسلام كما أعز الإسلام به، وتحول عداء خالد للإسلام والمسلمين إلى حب وتراحم، وانقلبت موالاته للكافرين إلى عداء سافر، وكراهية متأججة، وجولات متلاحقة من الصراع والقتال.
سيف الله في مؤتة
وكانت أولى حلقات الصراع بين خالد والمشركين –بعد التحول العظيم الذي طرأ على حياة خالد وفكره وعقيدته– في (جمادى الأولى 8هـ = سبتمبر 629م) حينما أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) سرية الأمراء إلى "مؤتة" للقصاص من قتلة "الحارث بن عمير" رسوله إلى صاحب بصرى.
وجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) على هذا الجيش: "زيد بن حارثة" ومن بعده "جعفر بن أبي طالب"، ثم "عبد الله بن رواحة"، فلما التقى المسلمون بجموع الروم، استشهد القادة الثلاثة الذين عينهم النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأصبح المسلمون بلا قائد، وكاد عقدهم ينفرط وهم في أوج المعركة، وأصبح موقفهم حرجًا، فاختاروا "خالدًا" قائدًا عليهم.
واستطاع "خالد" بحنكته ومهارته أن يعيد الثقة إلى نفوس المسلمين بعد أن أعاد تنظيم صفوفهم، وقد أبلى "خالد" – في تلك المعركة – بلاء حسنًا، فقد اندفع إلى صفوف العدو يعمل فيهم سيفه قتلاً وجرحًا حتى تكسرت في يده تسعة أسياف.
وقد أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه باستشهاد الأمراء الثلاثة، وأخبرهم أن "خالدًا" أخذ اللواء من بعدهم، وقال عنه: "اللهم إنه سيف من سيوفك، فأنت تنصره". فسمي خالد "سيف الله" منذ ذلك اليوم.
وبرغم قلة عدد جيش المسلمين الذي لا يزيد عن ثلاثة آلاف فارس، فإنه استطاع أن يلقي في روع الروم أن مددًا جاء للمسلمين بعد أن عمد إلى تغيير نظام الجيش بعد كل جولة، فتوقف الروم عن القتال، وتمكن خالد بذلك أن يحفظ جيش المسلمين، ويعود به إلى المدينة استعدادًا لجولات قادمة.
خالد والدفاع عن الإسلام
وحينما خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) في نحو عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار؛ لفتح "مكة" في (10 من رمضان 8هـ = 3 من يناير 630م)، جعله النبي (صلى الله عليه وسلم) على أحد جيوش المسلمين الأربعة، وأمره بالدخول من "الليط" في أسفل مكة، فكان خالد هو أول من دخل من أمراء النبي (صلى الله عليه وسلم)، بعد أن اشتبك مع المشركين الذين تصدوا له وحاولوا منعه من دخول البيت الحرام، فقتل منهم ثلاثة عشر مشركًا، واستشهد ثلاثة من المسلمين، ودخل المسلمون مكة – بعد ذلك – دون قتال.
وبعد فتح مكة أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) خالدًا في ثلاثين فارسًا من المسلمين إلى "بطن نخلة" لهدم "العزى" أكبر أصنام "قريش" وأعظمها لديها.
ثم أرسله – بعد ذلك – في نحو ثلاثمائة وخمسين رجلاً إلى "بني جذيمة" يدعوهم إلى الإسلام، ولكن "خالدًا" – بما عُرف عنه من البأس والحماس – قتل منهم عددًا كبيرًا برغم إعلانهم الدخول في الإسلام؛ ظنًا منه أنهم إنما أعلنوا إسلامهم لدرء القتل عن أنفسهم، وقد غضب النبي (صلى الله عليه وسلم) لما فعله خالد وقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد"، وأرسل "عليًا بن أبي طالب" لدفع دية قتلى "بني جذيمة".
وقد اعتبر كثير من المؤرخين تلك الحادثة إحدى مثالب "خالد"، وإن كانوا جميعًا يتفقون على أنه أخطأ متأولاً، وليس عن قصد أو تعمد. وليس أدل على ذلك من أنه ظل يحظى بثقة النبي (صلى الله عليه وسلم)، بل إنه ولاه – بعد ذلك – إمارة عدد كبير من السرايا، وجعله على مقدمة جيش المسلمين في العديد من جولاتهم ضد الكفار والمشركين.
ففي "غزوة حنين" كان "خالد" على مقدمة خيل "بني سليم" في نحو مائة فارس، خرجوا لقتال قبيلة "هوازن" في (شوال 8هـ = فبراير 630م)، وقد أبلى فيها "خالد" بلاءً حسنًا، وقاتل بشجاعة، وثبت في المعركة بعد أن فرَّ من كان معه من "بني سليم"، وظل يقاتل ببسالة وبطولة حتى أثخنته الجراح البليغة، فلما علم النبي (صلى الله عليه وسلم) بما أصابه سأل عن رحله ليعوده.
سيف على أعداء الله
ولكن هذه الجراح البليغة لم تمنع خالدًا أن يكون على رأس جيش المسلمين حينما خرج إلى "الطائف" لحرب "ثقيف" و"هوازن".
ثم بعثه النبي (صلى الله عليه وسلم) – بعد ذلك – إلى "بني المصطلق" سنة (9هـ = 630م)، ليقف على حقيقة أمرهم، بعدما بلغه أنهم ارتدوا عن الإسلام، فأتاهم "خالد" ليلاً، وبعث عيونه إليهم، فعلم أنهم على إسلامهم، فعاد إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بخبرهم.
وفي (رجب 9هـ = أكتوبر 630م) أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) "خالدًا" في أربعمائة وعشرين فارسًا إلى "أكيدر بن عبد الملك" صاحب "دومة الجندل"، فاستطاع "خالد" أسر "أكيدر"، وغنم المسلمون مغانم كثيرة، وساقه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فصالحه على فتح "دومة الجندل"، وأن يدفع الجزية للمسلمين، وكتب له النبي (صلى الله عليه وسلم) كتابًا بذلك.
وفي (جمادى الأولى 1هـ = أغسطس 631م) بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) "خالدًا" إلى "بني الحارث بن كعب" بنجران في نحو أربعمائة من المسلمين، ليخيرهم بين الإسلام أو القتال، فأسلم كثير منهم، وأقام "خالد" فيهم ستة أشهر يعلمهم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيه، ثم أرسل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) يخبره بإسلامهم، فكتب إليه النبي يستقدمه مع وفد منهم.
يقاتل المرتدين ومانعي الزكاة
وبعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) شارك "خالد" في قتال المرتدين في عهد "أبي بكر الصديق" – رضي الله عنه – فقد ظن بعض المنافقين وضعاف الإيمان أن الفرصة قد أصبحت سانحة لهم – بعد وفاة النبي – للانقضاض على هذا الدين، فمنهم من ادعى النبوية، ومنهم من تمرد على الإسلام ومنع الزكاة، ومنهم من ارتد عن الإسلام. وقد وقع اضطراب كبير، واشتعلت الفتنة التي أحمى أوارها وزكّى نيرانها كثير من أعداء الإسلام.
وقد واجه الخليفة الأول تلك الفتنة بشجاعة وحزم، وشارك خالد بن الوليد بنصيب وافر في التصدي لهذه الفتنة والقضاء عليها، حينما وجهه أبو بكر لقتال "طليحة بن خويلد الأسدي" وكان قد تنبأ في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) حينما علم بمرضه بعد حجة الوداع، ولكن خطره تفاقم وازدادت فتنته بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) والتفاف كثير من القبائل حوله، واستطاع خالد أن يلحق بطليحة وجيشه هزيمة منكرة فر "طليحة" على إثرها إلى "الشام"، ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه، وكان له دور بارز في حروب الفرس، وقد استشهد في عهد عمر بن الخطاب.
وبعد فرار طليحة راح خالد يتتبع فلول المرتدين، فأعمل فيهم سيفه حتى عاد كثير منهم إلى الإسلام.
مقتل مالك بن نويرة وزواج خالد من امرأته
ثم سار خالد ومن معه إلى مالك بن نويرة الذي منع الزكاة بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم)، فلما علم مالك بقدومه أمر قومه بالتفرق حتى لا يظفر بهم خالد، ولكن خالدا تمكن من أسره في نفر من قومه، وكانت ليلة شديدة البرودة، فأمر خالد مناديًا أن أدفئوا أسراكم، وظن الحرس -وكانوا من كنانة- أنه أراد قتل الأسرى – على لغتهم- فشرعوا فيهم سيوفهم بالقتل، حتى إذا ما انتبه خالد كانوا قد فرغوا منهم.
وأراد خالد أن يكفّر عن ذلك الخطأ الذي لم يعمده فتزوج من امرأة مالك؛ مواساة لها، وتخفيفًا عن مصيبتها في فقد زوجها الفارس الشاعر.
القضاء على فتنة مسيلمة الكذاب
وخرج خالد – بعد ذلك – لقتال مسيلمة الكذاب الذي كان من أشد أولئك المتنبئين خطرًا، ومن أكثرهم أعوانًا وجندًا، ودارت معركة عنيفة بين الجانبين، انتهت بهزيمة "بني حنيفة" ومقتل "مسيلمة"، وقد استشهد في تلك الحرب عدد كبير من المسلمين بلغ أكثر من ثلاثمائة وستين من المهاجرين والأنصار، وكان أكثرهم من السابقين إلى الإسلام، وحفظه القرآن، وهو الأمر الذي دعا أبا بكر إلى التفكير في جمع القرآن الكريم؛ خوفًا عليه من الضياع بعد موت هذا العدد الكبير من الحفاظ.
فتوحات خالد في العراق
ومع بدايات عام (12هـ = 633م) بعد أن قضى أبو بكر على فتنة الردة التي كادت تمزق الأمة وتقضي على الإسلام، توجه الصديق ببصره إلى العراق يريد تأمين حدود الدولة الإسلامية، وكسر شوكة الفرس المتربصين بالإسلام.
وكان خالد في طليعة القواد الذين أرسلهم أبو بكر لتلك المهمة، واستطاع خالد أن يحقق عددًا من الانتصارات على الفرس في "الأبلة" و"المذار" و"الولجة" و"أليس"، وواصل خالد تقدمه نحو "الحيرة" ففتحها بعد أن صالحه أهلها على الجزية، واستمر خالد في تقدمه وفتوحاته حتى فتح جانبًا كبيرًا من العراق، ثم اتجه إلى "الأنبار" ليفتحها، ولكن أهلها تحصنوا بها، وكان حولها خندق عظيم يصعب اجتيازه، ولكن خالدًا لم تعجزه الحيلة، فأمر جنوده برمي الجنود المتحصنين بالسهام في عيونهم، حتى أصابوا نحو ألف عين منهم، ثم عمد إلى الإبل الضعاف والهزيلة، فنحرها وألقى بها في أضيق جانب من الخندق، حتى صنع جسرًا استطاع العبور عليه هو وفرسان المسلمين تحت وابل من السهام أطلقه رماته لحمايتهم من الأعداء المتربصين بهم من فوق أسوار الحصن العالية المنيعة.. فلما رأى قائد الفرس ما صنع خالد وجنوده، طلب الصلح، وأصبحت الأنبار في قبضة المسلمين.
يواصل فتوحاته في العراق
واستخلف خالد "الزبرقان بن بدر" على الأنبار واتجه إلى "عين التمر" التي اجتمع بها عدد كبير من الفرس، تؤازرهم بعض قبائل العرب، فلما بلغهم مقدم "خالد" هربوا، والتجأ من بقي منهم إلى الحصن، وحاصر خالد الحصن حتى استسلم من فيه، فاستخلف "عويم بن الكاهل الأسلمي" على عين التمر، وخرج في جيشه إلى دومة الجندل ففتحهما.
وبسط خالد نفوذه على الحصيد والخنافس والمصيخ، وامتد سلطانه إلى الفراض وأرض السواد ما بين دجلة والفرات.
الطريق إلى الشام
ثم رأى أبو بكر أن يتجه بفتوحاته إلى الشام، فكان خالد قائده الذي يرمي به الأعداء في أي موضع، حتى قال عنه: "والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد"، ولم يخيب خالد ظن أبي بكر فيه، فقد استطاع أن يصل إلى الشام بسرعة بعد أن سلك طريقًا مختصرًا، مجتازًا المفاوز المهلكة غير المطروقة، متخذًا "رافع بن عمير الطائي" دليلاً له، ليكون في نجدة أمراء أبي بكر في الشام: "أبي عبيدة عامر الجراح"، و"شرحبيل بن حسنة" و"عمرو بن العاص"، فيفاجئ الروم قبل أن يستعدوا له.. وما إن وصل خالد إلى الشام حتى عمد إلى تجميع جيوش المسلمين تحت راية واحدة، ليتمكنوا من مواجهة عدوهم والتصدي له.
وأعاد خالد تنظيم الجيش، فقسمه إلى كراديس، ليكثروا في عين عدوهم فيهابهم، وجعل كل واحد من قادة المسلمين على رأس عدد من الكراديس، فجعل أبا عبيدة في القلب على (18) كردسا، ومعه عكرمة بن أبي جهل والقعقاع بن عمرو، وجعل عمرو بن العاص في الميمنة على 10 كراديس ومعه شرحبيل بن حسنة، وجعل يزيد بن أبي سفيان في الميسرة على 10 كراديس.
والتقى المسلمون والروم في وادي اليرموك وحمل المسلمون على الروم حملة شديدة، أبلوا فيها بلاء حسنا حتى كتب لهم النصر في النهاية. وقد استشهد من المسلمين في هذه الموقعة نحو ثلاثة آلاف، فيهم كثير من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وتجلت حكمة خالد وقيادته الواعية حينما جاءه رسول برسالة من عمر بن الخطاب تحمل نبأ وفاة أبي بكر الصديق وتخبره بعزله عن إمارة الجيش وتولية أبي عبيدة بدلا منه، وكانت المعركة لا تزال على أشدها بين المسلمين والروم، فكتم خالد النبأ حتى تم النصر للمسلمين، فسلم الرسالة لأبي عبيدة ونزل له عن قيادة الجيش.
خالد بين القيادة والجندية
ولم ينته دور خالد في الفتوحات الإسلامية بعزل عمر له وتولية أبي عبيدة أميرا للجيش، وإنما ظل خالد يقاتل في صفوف المسلمين، فارسا من فرسان الحرب وبطلا من أبطال المعارك الأفذاذ المعدودين.
وكان له دور بارز في فتح دمشق وحمص وقنسرين، ولم يفت في عضده أن يكون واحدا من جنود المسلمين، ولم يوهن في عزمه أن يصير جنديا بعد أن كان قائدا وأميرا؛ فقد كانت غايته الكبرى الجهاد في سبيل الله، ينشده من أي موقع وفي أي مكان.
وفاة الفاتح العظيم
وتوفي خالد بحمص في (18 من رمضان 21هـ = 20 من أغسطس 642م). وحينما حضرته الوفاة، انسابت الدموع من عينيه حارة حزينة ضارعة، ولم تكن دموعه رهبة من الموت، فلطالما واجه الموت بحد سيفه في المعارك، يحمل روحه على سن رمحه، وإنما كان حزنه وبكاؤه لشوقه إلى الشهادة، فقد عزّ عليه –وهو الذي طالما ارتاد ساحات الوغى فترتجف منه قلوب أعدائه وتتزلزل الأرض من تحت أقدامهم- أن يموت على فراشه، وقد جاءت كلماته الأخيرة تعبر عن ذلك الحزن والأسى في تأثر شديد: "لقد حضرت كذا وكذا زحفا وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء".
وحينا يسمع عمر بوفاته يقول: "دع نساء بني مخزوم يبكين على أبي سليمان، فإنهن لا يكذبن، فعلى مثل أبي سليمان تبكي البواكي
lolo- مشرف
- s m s :
عدد الرسائل : 242
العمر : 37
العمل/الترفيه : elsfar
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
رد: خالد بن الوليد .. معارك وفتوحات
جزاااااااااااااااااااااااااك الله خير يا اخ لولو
وعاوزك كدا كل اسبوع
تقولنا نبذه مختصره عن كل صحااابي
وعاوزك كدا كل اسبوع
تقولنا نبذه مختصره عن كل صحااابي
AMA- مشرف عام
- s m s : علمنتي الحياه ان أصعب ***** انواع البكاء الضحك عندالمحن
عدد الرسائل : 3459
العمر : 37
الموقع :
العمل/الترفيه : طالب بيطري عاوز ييرتاح
تاريخ التسجيل : 08/04/2009
رد: خالد بن الوليد .. معارك وفتوحات
الفاروق
عمر بن الخطاب
[size=16]رضي الله عنه
عمر بن الخطاب
[size=16]رضي الله عنه
نسبه
عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن
رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي. وفي كعب يجتمع نسبه مع نسب محمد
بن عبد الله رسول الإسلام. أمه حنتمة بنت هشام المخزوميه أخت أبي جهل.لقبه
الفاروق. وكنيته أبو حفص، وقد لقب بالفاروق لأنه كان يفرق بين الحق
والباطل ولا يخاف في الله لومة لائم.و كان منزل عمر في الجاهلية في أصل
الجبل الذي يقال له اليوم جبل عمر، وكان اسم الجبل في الجاهلية العاقر،
وكان عمر من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة فهو سفير قريش.
عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن
رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي. وفي كعب يجتمع نسبه مع نسب محمد
بن عبد الله رسول الإسلام. أمه حنتمة بنت هشام المخزوميه أخت أبي جهل.لقبه
الفاروق. وكنيته أبو حفص، وقد لقب بالفاروق لأنه كان يفرق بين الحق
والباطل ولا يخاف في الله لومة لائم.و كان منزل عمر في الجاهلية في أصل
الجبل الذي يقال له اليوم جبل عمر، وكان اسم الجبل في الجاهلية العاقر،
وكان عمر من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة فهو سفير قريش.
إسلامه
أسلم عمر في السنة السادسة من النبوة وهو
ابن ست وعشرين. وكان النَّبيُّ قال: "اللَّهُمَّ أعز الإسلام بأحب الرجلين
إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام"
أسلم عمر في السنة السادسة من النبوة وهو
ابن ست وعشرين. وكان النَّبيُّ قال: "اللَّهُمَّ أعز الإسلام بأحب الرجلين
إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام"
رواية عمر
ذكر أسامة بن زيد عن أبيه عن جده أسلم
قال: قال لنا عمر بن الخطاب: أتحبون أن أُعلِّمكم كيف كان بَدء إسلامي؟
قلنا: نعم. قال:
ذكر أسامة بن زيد عن أبيه عن جده أسلم
قال: قال لنا عمر بن الخطاب: أتحبون أن أُعلِّمكم كيف كان بَدء إسلامي؟
قلنا: نعم. قال:
"كنت من أشد الناس
على رسول الله . فبينا أنا يوماً في يوم حار شديد الحر بالهاجرة في بعض طرق
مكة إذ لقيني رجل من قريش،
على رسول الله . فبينا أنا يوماً في يوم حار شديد الحر بالهاجرة في بعض طرق
مكة إذ لقيني رجل من قريش،
فقال: أين تذهب يا
ابن الخطاب؟ أنت تزعم أنك هكذا وقد دخل عليك الأمر في بيتك.
قلت: وما ذاك؟
قال: أختك قد صبأت. فرجعت مغضباً وقد كان
رسول الله يجمع الرجل والرجلين إذا أسلما عند الرجل به قوة فيكونان معه
ويصيبان من طعامه، وقد كان ضم إلى زوج أختي رجلين. فجئت حتى قرعت الباب،
فقيل: من هذا؟
قلت: ابن الخطاب وكان القوم جلوساً
يقرؤون القرآن في صحيفة معهم. فلما سمعوا صوتي تبادروا واختفوا وتركوا أو
نسوا الصحيفة من أيديهم. فقامت المرأة ففتحت لي.
فقلت: يا عدوة نفسها، قد بلغني أنك صبوت!
- يريد أسلمت - فأرفع شيئاً في يدي فأضربها به. فسال الدم. فلما رأت
المرأة الدم بكت، ثم قالت: يا ابن الخطاب، ما كنت فاعلاً فافعل، فقد أسلمت.
فدخلت وأنا مغضب، فجلست على السرير، فنظرت فإذا بكتاب في ناحية البيت،
فقلت: ما هذا الكتاب؟ أعطينيه.
فقالت: لا أعطيك. لَسْتَ من أهله. أنت لا
تغتسل من الجنابة، ولا تطهر، وهذا {لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ
المُطَهَّرُوْنَ} [الواقعة: 79]. فلم أزل بها حتى أعطيتينيه فإذا فيه:
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ} فلما مررت بـ {الرَّحْمَنِ
الرَّحِيْمِ} ذعرت ورميت بالصحيفة من يدي، ثم رجعت إلى نفسي فإذا فيها:
{سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيْزِ
الحَكِيْمُ} [الحديد: 1] فكلما مررت باسم من أسماء اللّه عزَّ وجلَّ، ذعرت،
ثم ترجع إلي نفسي حتى بلغت: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا
مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِيْنَ فِيْهِ} [الحديد: 7] حتى بلغت إلى
قوله: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِيْنَ} [الحديد: 8]
فقلت: أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن
محمداً رسول اللّه. فخرج القوم يتبادرون بالتكبير استبشاراً بما سمعوه مني
وحمدوا اللَّه عزَّ وجلَّ. ثم قالوا: يا ابن الخطاب، أبشر فإن رسول الله
دعا يوم الاثنين فقال: "اللّهم أعز الإسلام بأحد الرجلين إما عمرو بن هشام
وإما عمر بن الخطاب". وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الله لك فأبشر. فلما
عرفوا مني الصدق قلت لهم: أخبروني بمكان رسول الله .
فقالوا: هو في بيت أسفل الصفا وصفوه.
فخرجت حتى قرعت الباب.
قيل: من هذا؟
قلت: ابن الخطاب. فما اجترأ أحد منهم أن
يفتح الباب.
فقال رسول الله : "افتحوا فإنه إن يرد
اللّه به خيراً يهده". ففتحوا لي وأخذ رجلان بعضدي حتى دنوت من النبيَّ
فقال: "أرسلوه". فأرسلوني فجلست بين
يديه. فأخذ بمجمع قميصي فجبذني إليه ثم قال: "أسلم يا ابن الخطاب
اللَّهُمَّ اهده"
قلت: أشهد أن لا إله إلا اللّه وأنك رسول
اللّه. فكبَّر المسلمون تكبيرة سمعت بطرق مكة.
وقد كان استخفى فكنت لا أشاء أن أرى من
قد أسلم يضرب إلا رأيته. فلما رأيت ذلك قلت: لا أحب إلا أن يصيبني ما يصيب
المسلمين. فذهبت إلى خالي وكان شريفاً فيهم فقرعت الباب عليه.
ابن الخطاب؟ أنت تزعم أنك هكذا وقد دخل عليك الأمر في بيتك.
قلت: وما ذاك؟
قال: أختك قد صبأت. فرجعت مغضباً وقد كان
رسول الله يجمع الرجل والرجلين إذا أسلما عند الرجل به قوة فيكونان معه
ويصيبان من طعامه، وقد كان ضم إلى زوج أختي رجلين. فجئت حتى قرعت الباب،
فقيل: من هذا؟
قلت: ابن الخطاب وكان القوم جلوساً
يقرؤون القرآن في صحيفة معهم. فلما سمعوا صوتي تبادروا واختفوا وتركوا أو
نسوا الصحيفة من أيديهم. فقامت المرأة ففتحت لي.
فقلت: يا عدوة نفسها، قد بلغني أنك صبوت!
- يريد أسلمت - فأرفع شيئاً في يدي فأضربها به. فسال الدم. فلما رأت
المرأة الدم بكت، ثم قالت: يا ابن الخطاب، ما كنت فاعلاً فافعل، فقد أسلمت.
فدخلت وأنا مغضب، فجلست على السرير، فنظرت فإذا بكتاب في ناحية البيت،
فقلت: ما هذا الكتاب؟ أعطينيه.
فقالت: لا أعطيك. لَسْتَ من أهله. أنت لا
تغتسل من الجنابة، ولا تطهر، وهذا {لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ
المُطَهَّرُوْنَ} [الواقعة: 79]. فلم أزل بها حتى أعطيتينيه فإذا فيه:
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ} فلما مررت بـ {الرَّحْمَنِ
الرَّحِيْمِ} ذعرت ورميت بالصحيفة من يدي، ثم رجعت إلى نفسي فإذا فيها:
{سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيْزِ
الحَكِيْمُ} [الحديد: 1] فكلما مررت باسم من أسماء اللّه عزَّ وجلَّ، ذعرت،
ثم ترجع إلي نفسي حتى بلغت: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا
مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِيْنَ فِيْهِ} [الحديد: 7] حتى بلغت إلى
قوله: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِيْنَ} [الحديد: 8]
فقلت: أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن
محمداً رسول اللّه. فخرج القوم يتبادرون بالتكبير استبشاراً بما سمعوه مني
وحمدوا اللَّه عزَّ وجلَّ. ثم قالوا: يا ابن الخطاب، أبشر فإن رسول الله
دعا يوم الاثنين فقال: "اللّهم أعز الإسلام بأحد الرجلين إما عمرو بن هشام
وإما عمر بن الخطاب". وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الله لك فأبشر. فلما
عرفوا مني الصدق قلت لهم: أخبروني بمكان رسول الله .
فقالوا: هو في بيت أسفل الصفا وصفوه.
فخرجت حتى قرعت الباب.
قيل: من هذا؟
قلت: ابن الخطاب. فما اجترأ أحد منهم أن
يفتح الباب.
فقال رسول الله : "افتحوا فإنه إن يرد
اللّه به خيراً يهده". ففتحوا لي وأخذ رجلان بعضدي حتى دنوت من النبيَّ
فقال: "أرسلوه". فأرسلوني فجلست بين
يديه. فأخذ بمجمع قميصي فجبذني إليه ثم قال: "أسلم يا ابن الخطاب
اللَّهُمَّ اهده"
قلت: أشهد أن لا إله إلا اللّه وأنك رسول
اللّه. فكبَّر المسلمون تكبيرة سمعت بطرق مكة.
وقد كان استخفى فكنت لا أشاء أن أرى من
قد أسلم يضرب إلا رأيته. فلما رأيت ذلك قلت: لا أحب إلا أن يصيبني ما يصيب
المسلمين. فذهبت إلى خالي وكان شريفاً فيهم فقرعت الباب عليه.
فقال: من هذا؟
فقلت: ابن الخطاب. فخرج إليَّ فقلت له:
أشعرت أني قد صبوت؟
فقال: فعلت؟ فقلت: نعم. قال: لا تفعل.
فقلت: بلى، قد فعلت. قال: لا تفعل. وأجاف الباب دوني (رده) وتركني. :قلت:
ما هذا بشيء. فخرجت حتى جئت رجلاً من عظماء قريش فقرعت عليه الباب.
فقال: من هذا؟
فقلت: عمر بن الخطاب. فخرج إليَّ، فقلت
له: أشعرت أني قد صبوت؟
قال: فعلت؟ قلت: نعم. قال: لا تفعل. ثم
قام فدخل وأجاف الباب. فلما رأيت ذلك انصرفت. فقال لي رجل: تحب أن يعلم
إسلامك؟ قلت: نعم. قال: فإذا جلس الناس في الحجر واجتمعوا أتيت فلاناً،
رجلاً لم يكن يكتم السر. فاُصغ إليه، وقل له فيما بينك وبينه: إني قد صبوت
فإنه سوف يظهر عليك ويصيح ويعلنه. فاجتمع الناس في الحجر، فجئت الرجل،
فدنوت منه، فأصغيت إليه فيما بيني وبينه.
فقلت: ابن الخطاب. فخرج إليَّ فقلت له:
أشعرت أني قد صبوت؟
فقال: فعلت؟ فقلت: نعم. قال: لا تفعل.
فقلت: بلى، قد فعلت. قال: لا تفعل. وأجاف الباب دوني (رده) وتركني. :قلت:
ما هذا بشيء. فخرجت حتى جئت رجلاً من عظماء قريش فقرعت عليه الباب.
فقال: من هذا؟
فقلت: عمر بن الخطاب. فخرج إليَّ، فقلت
له: أشعرت أني قد صبوت؟
قال: فعلت؟ قلت: نعم. قال: لا تفعل. ثم
قام فدخل وأجاف الباب. فلما رأيت ذلك انصرفت. فقال لي رجل: تحب أن يعلم
إسلامك؟ قلت: نعم. قال: فإذا جلس الناس في الحجر واجتمعوا أتيت فلاناً،
رجلاً لم يكن يكتم السر. فاُصغ إليه، وقل له فيما بينك وبينه: إني قد صبوت
فإنه سوف يظهر عليك ويصيح ويعلنه. فاجتمع الناس في الحجر، فجئت الرجل،
فدنوت منه، فأصغيت إليه فيما بيني وبينه.
فقلت: أعلمت أني
صبوت؟
فقال: ألا إن عمر بن الخطاب قد صبا. فما
زال الناس يضربونني وأضربهم. فقال خالي: ما هذا؟ فقيل: ابن الخطاب. فقام
على الحجر فأشار بكمه فقال: ألا إني قد أجرت ابن أختي فانكشف الناس عني.
وكنت لا أشاء أن أرى أحداً من المسلمين يضرب إلا رأيته وأنا لا أضرب. فقلت:
ما هذا بشيء حتى يصيبني مثل ما يصيب المسلمين. فأمهلت حتى إذا جلس الناس
في الحجر وصلت إلى خالي فقلت: اسمع. فقال: ما أسمع؟ قلت: جوارك عليك رد.
فقال: لا تفعل يا ابن الخطاب. قلت: بلى هو ذاك. قال: ما شئت. فما زلت أضرب
وأضرب حتى أعز اللّه الإسلام"
صبوت؟
فقال: ألا إن عمر بن الخطاب قد صبا. فما
زال الناس يضربونني وأضربهم. فقال خالي: ما هذا؟ فقيل: ابن الخطاب. فقام
على الحجر فأشار بكمه فقال: ألا إني قد أجرت ابن أختي فانكشف الناس عني.
وكنت لا أشاء أن أرى أحداً من المسلمين يضرب إلا رأيته وأنا لا أضرب. فقلت:
ما هذا بشيء حتى يصيبني مثل ما يصيب المسلمين. فأمهلت حتى إذا جلس الناس
في الحجر وصلت إلى خالي فقلت: اسمع. فقال: ما أسمع؟ قلت: جوارك عليك رد.
فقال: لا تفعل يا ابن الخطاب. قلت: بلى هو ذاك. قال: ما شئت. فما زلت أضرب
وأضرب حتى أعز اللّه الإسلام"
الهجرة إلى المدينة
كان إسلام عمر بن الخطاب في ذي الحجة من
السنة السادسة للدعوة، وهو ابن ست وعشرين سنة، وقد أسلم بعد نحو أربعين
رجلاً، ودخل "عمر" في الإسلام بالحمية التي كان يحاربه بها من قبل، فكان
حريصًا على أن يذيع نبأ إسلامه في قريش كلها، وزادت قريش في حربها وعدائها
لمحمد وأصحابه؛ حتى بدأ المسلمون يهاجرون إلى "المدينة" فرارًا بدينهم من
أذى المشركين، وكانوا يهاجرون إليها خفية، فلما أراد عمر الهجرة تقلد سيفه،
ومضى إلى الكعبة فطاف بالبيت سبعًا، ثم أتى المقام فصلى، ثم نادى في جموع
المشركين: "من أراد أن يثكل أمه أو ييتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء
هذا الوادي".
كان إسلام عمر بن الخطاب في ذي الحجة من
السنة السادسة للدعوة، وهو ابن ست وعشرين سنة، وقد أسلم بعد نحو أربعين
رجلاً، ودخل "عمر" في الإسلام بالحمية التي كان يحاربه بها من قبل، فكان
حريصًا على أن يذيع نبأ إسلامه في قريش كلها، وزادت قريش في حربها وعدائها
لمحمد وأصحابه؛ حتى بدأ المسلمون يهاجرون إلى "المدينة" فرارًا بدينهم من
أذى المشركين، وكانوا يهاجرون إليها خفية، فلما أراد عمر الهجرة تقلد سيفه،
ومضى إلى الكعبة فطاف بالبيت سبعًا، ثم أتى المقام فصلى، ثم نادى في جموع
المشركين: "من أراد أن يثكل أمه أو ييتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء
هذا الوادي".
وفي "المدينة" آخى
النبي بينه وبين "عتبان بن مالك" وقيل: "معاذ بن عفراء"، وكان لحياته فيها
وجه آخر لم يألفه في مكة، وبدأت تظهر جوانب عديدة ونواح جديدة، من شخصية
"عمر"، وأصبح له دور بارز في الحياة العامة في "المدينة".
[/size]النبي بينه وبين "عتبان بن مالك" وقيل: "معاذ بن عفراء"، وكان لحياته فيها
وجه آخر لم يألفه في مكة، وبدأت تظهر جوانب عديدة ونواح جديدة، من شخصية
"عمر"، وأصبح له دور بارز في الحياة العامة في "المدينة".
د/نور- مشرفه
- s m s : ثقتى فيك يارب انك الله
عدد الرسائل : 1241
العمر : 33
الموقع : أرض الله الواسعة
العمل/الترفيه : دكتورة بيطرية
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
رد: خالد بن الوليد .. معارك وفتوحات
خلافة أبى بكر
تمت البيعة لأبى بكر، ونجح المسلمون:
الأنصار والمهاجرون في أول امتحان لهم بعد وفاة الرسول ، لقد احترموا مبدأ
الشورى، وتمسكوا بالمبادئ الإسلامية، فقادوا سفينتهم إلى شاطئ الأمان.
تمت البيعة لأبى بكر، ونجح المسلمون:
الأنصار والمهاجرون في أول امتحان لهم بعد وفاة الرسول ، لقد احترموا مبدأ
الشورى، وتمسكوا بالمبادئ الإسلامية، فقادوا سفينتهم إلى شاطئ الأمان.
وها هو ذا خليفتهم
يقف بينهم ليعلن عن منهجه، فبعد أن حمد الله وأثنى عليه، قال: "أيها الناس،
إنى قد وليت عليكم ولستُ بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقومونى
(ردونى عن الإساءة)، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوى عندى حتى
آخذ له حقه، والقوى ضعيف عندى حتى آخذ منه الحق إن شاء الله تعالى، لا يدع
أحد منكم الجهاد، فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع
الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعونى ما أطعت الله ورسوله،
فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله"
[ابن هشام].
يقف بينهم ليعلن عن منهجه، فبعد أن حمد الله وأثنى عليه، قال: "أيها الناس،
إنى قد وليت عليكم ولستُ بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقومونى
(ردونى عن الإساءة)، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوى عندى حتى
آخذ له حقه، والقوى ضعيف عندى حتى آخذ منه الحق إن شاء الله تعالى، لا يدع
أحد منكم الجهاد، فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع
الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعونى ما أطعت الله ورسوله،
فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله"
[ابن هشام].
كان الإسلام في عهد
النبى قد بدأ ينتشر بعد السنة السادسة للهجرة، وبعد هزيمة هوازن وثقيف بدأت
الوفود تَرِد إلى الرسول معلنة إسلامها، وكان ذلك في العام التاسع!
النبى قد بدأ ينتشر بعد السنة السادسة للهجرة، وبعد هزيمة هوازن وثقيف بدأت
الوفود تَرِد إلى الرسول معلنة إسلامها، وكان ذلك في العام التاسع!
خلافته
الاختيار:
الاختيار:
لقد قال فيه عمر يوم
أن بويع بالخلافة: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده. ولقد كان عمر
قريبًا من أبى بكر، يعاونه ويؤازره، ويمده بالرأى والمشورة، فهو الصاحب وهو
المشير.
أن بويع بالخلافة: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده. ولقد كان عمر
قريبًا من أبى بكر، يعاونه ويؤازره، ويمده بالرأى والمشورة، فهو الصاحب وهو
المشير.
وعندما مرض أبو بكر
راح يفكر فيمن يعهد إليه بأمر المسلمين، هناك العشرة المبشرون بالجنة ،
الذين مات الرسول وهو عنهم راضٍ. وهناك أهل بدر ، وكلهم أخيار أبرار، فمن
ذلك الذى يختاره للخلافة من بعده؟ إن الظروف التى تمر بها البلاد لا تسمح
بالفرقة والشقاق؛ فهناك على الحدود تدور معارك رهيبة بين المسلمين والفرس،
وبين المسلمين والروم. والجيوش في ميدان القتال تحتاج إلى مدد وعون متصل من
عاصمة الخلافة، ولا يكون ذلك إلا في جو من الاستقرار، إن الجيوش في أمسِّ
الحاجة إلى التأييد بالرأى، والإمداد بالسلاح، والعون بالمال والرجال،
والموت يقترب، ولا وقت للانتظار، وعمر هو من هو عدلا ورحمة وحزمًا وزهدًا
وورعًا. إنه عبقرى موهوب، وهو فوق كل ذلك من تمناه رسول الله يوم قال:
اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك، عمر بن الخطاب وأبى جهل بن هشام"
[الطبرانى]، فكان عمر بن الخطاب. فلِمَ لا يختاره أبو بكر والأمة تحتاج إلى
مثل عمر؟ ولم تكن الأمة قد عرفت عدل عمر كما عرفته فيما بعد، من أجل ذلك
سارع الصديق باستشارة أولى الرأى من الصحابة في عمر، فما وجد فيهم من يرفض
مبايعته، وكتب عثمان كتاب العهد، فقرئ على المسلمين، فأقروا به وسمعوا له
وأطاعوا. إنه رجل الملمات والأزمات، لقد كان إسلامه فتحًا، وكانت هجرته
نصرًا، فلتكن إمارته رحمة، ولقد كانت؛ قام الفاروق عمر بالأمر خير قيام
وأتمه، وكان أول من سمى بأمير المؤمنين.
راح يفكر فيمن يعهد إليه بأمر المسلمين، هناك العشرة المبشرون بالجنة ،
الذين مات الرسول وهو عنهم راضٍ. وهناك أهل بدر ، وكلهم أخيار أبرار، فمن
ذلك الذى يختاره للخلافة من بعده؟ إن الظروف التى تمر بها البلاد لا تسمح
بالفرقة والشقاق؛ فهناك على الحدود تدور معارك رهيبة بين المسلمين والفرس،
وبين المسلمين والروم. والجيوش في ميدان القتال تحتاج إلى مدد وعون متصل من
عاصمة الخلافة، ولا يكون ذلك إلا في جو من الاستقرار، إن الجيوش في أمسِّ
الحاجة إلى التأييد بالرأى، والإمداد بالسلاح، والعون بالمال والرجال،
والموت يقترب، ولا وقت للانتظار، وعمر هو من هو عدلا ورحمة وحزمًا وزهدًا
وورعًا. إنه عبقرى موهوب، وهو فوق كل ذلك من تمناه رسول الله يوم قال:
اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك، عمر بن الخطاب وأبى جهل بن هشام"
[الطبرانى]، فكان عمر بن الخطاب. فلِمَ لا يختاره أبو بكر والأمة تحتاج إلى
مثل عمر؟ ولم تكن الأمة قد عرفت عدل عمر كما عرفته فيما بعد، من أجل ذلك
سارع الصديق باستشارة أولى الرأى من الصحابة في عمر، فما وجد فيهم من يرفض
مبايعته، وكتب عثمان كتاب العهد، فقرئ على المسلمين، فأقروا به وسمعوا له
وأطاعوا. إنه رجل الملمات والأزمات، لقد كان إسلامه فتحًا، وكانت هجرته
نصرًا، فلتكن إمارته رحمة، ولقد كانت؛ قام الفاروق عمر بالأمر خير قيام
وأتمه، وكان أول من سمى بأمير المؤمنين.
عمر كخليفة للمسلمين
كان "عمر بن الخطاب" نموذجًا فريدًا
للحاكم الذي يستشعر مسئوليته أمام الله وأمام الأمة، فقد كان مثالا نادرًا
للزهد والورع، والتواضع والإحساس بثقل التبعة وخطورة مسئولية الحكم، حتى
إنه كان يخرج ليلا يتفقد أحوال المسلمين، ويلتمس حاجات رعيته التي استودعه
الله أمانتها، وله في ذلك قصص عجيبة وأخبار طريفة، من ذلك ما روي أنه بينما
كان يعس بالمدينة إذا بخيمة يصدر منها أنين امرأة، فلما اقترب رأى رجلا
قاعدًا فاقترب منه وسلم عليه، وسأله عن خبره، فعلم أنه جاء من البادية، وأن
امرأته جاءها المخاض وليس عندها أحد، فانطلق عمر إلى بيته فقال لامرأته
"أم كلثوم" ـ هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ فقالت: وما هو؟ قال: امرأة
غريبة تمخض وليس عندها أحد ـ قالت نعم إن شئت فانطلقت معه، وحملت إليها ما
تحتاجه من سمن وحبوب وطعام، فدخلت على المرأة، وراح عمر يوقد النار حتى
انبعث الدخان من لحيته، والرجل ينظر إليه متعجبًا وهو لا يعرفه، فلما ولدت
المرأة نادت أم كلثوم "عمر" يا أمير المؤمنين، بشر صاحبك بغلام، فلما سمع
الرجل أخذ يتراجع وقد أخذته الهيبة والدهشة، فسكن عمر من روعه وحمل الطعام
إلى زوجته لتطعم امرأة الرجل، ثم قام ووضع شيئًا من الطعام بين يدي الرجل
وهو يقول له: كل ويحك فإنك قد سهرت الليل.
كان "عمر بن الخطاب" نموذجًا فريدًا
للحاكم الذي يستشعر مسئوليته أمام الله وأمام الأمة، فقد كان مثالا نادرًا
للزهد والورع، والتواضع والإحساس بثقل التبعة وخطورة مسئولية الحكم، حتى
إنه كان يخرج ليلا يتفقد أحوال المسلمين، ويلتمس حاجات رعيته التي استودعه
الله أمانتها، وله في ذلك قصص عجيبة وأخبار طريفة، من ذلك ما روي أنه بينما
كان يعس بالمدينة إذا بخيمة يصدر منها أنين امرأة، فلما اقترب رأى رجلا
قاعدًا فاقترب منه وسلم عليه، وسأله عن خبره، فعلم أنه جاء من البادية، وأن
امرأته جاءها المخاض وليس عندها أحد، فانطلق عمر إلى بيته فقال لامرأته
"أم كلثوم" ـ هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ فقالت: وما هو؟ قال: امرأة
غريبة تمخض وليس عندها أحد ـ قالت نعم إن شئت فانطلقت معه، وحملت إليها ما
تحتاجه من سمن وحبوب وطعام، فدخلت على المرأة، وراح عمر يوقد النار حتى
انبعث الدخان من لحيته، والرجل ينظر إليه متعجبًا وهو لا يعرفه، فلما ولدت
المرأة نادت أم كلثوم "عمر" يا أمير المؤمنين، بشر صاحبك بغلام، فلما سمع
الرجل أخذ يتراجع وقد أخذته الهيبة والدهشة، فسكن عمر من روعه وحمل الطعام
إلى زوجته لتطعم امرأة الرجل، ثم قام ووضع شيئًا من الطعام بين يدي الرجل
وهو يقول له: كل ويحك فإنك قد سهرت الليل.
وكان "عمر" عفيفًا
مترفعًا عن أموال المسلمين، حتى إنه جعل نفقته ونفقة عياله كل يوم درهمين،
في الوقت الذي كان يأتيه الخراج لا يدري له عدا فيفرقه على المسلمين، ولا
يبقي لنفسه منه شيئا.
مترفعًا عن أموال المسلمين، حتى إنه جعل نفقته ونفقة عياله كل يوم درهمين،
في الوقت الذي كان يأتيه الخراج لا يدري له عدا فيفرقه على المسلمين، ولا
يبقي لنفسه منه شيئا.
وكان يقول: أنزلت مال
الله مني منزلة مال اليتيم، فإن استغنيت عففت عنه، وإن افتقرت أكلت
بالمعروف.
الله مني منزلة مال اليتيم، فإن استغنيت عففت عنه، وإن افتقرت أكلت
بالمعروف.
وخرج يومًا حتى أتى
المنبر، وكان قد اشتكى ألمًا في بطنه فوصف له العسل، وكان في بيت المال
آنية منه، فقال يستأذن الرعية: إن أذنتم لي فيها أخذتها، وإلا فإنها علي
حرام، فأذنوا له فيها.
المنبر، وكان قد اشتكى ألمًا في بطنه فوصف له العسل، وكان في بيت المال
آنية منه، فقال يستأذن الرعية: إن أذنتم لي فيها أخذتها، وإلا فإنها علي
حرام، فأذنوا له فيها.
إنجازات عمر الإدارية
والحضارية
وقد اتسم عهد الفاروق "عمر" بالعديد من
الإنجازات الإدارية والحضارية، لعل من أهمها أنه أول من اتخذ الهجرة مبدأ
للتاريخ الإسلامي، كما أنه أول من دون الدواوين، وهو أول من اتخذ بيت
المال، وأول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما كان يطلق عليه "تمصير
الأمصار"، وكانت أول توسعة لمسجد الرسول في عهده، فأدخل فيه دار "العباس بن
عبد المطلب"، وفرشه بالحجارة الصغيرة، كما أنه أول من قنن الجزية على أهل
الذمة، فأعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال، وجعلها ثمانية وأربعين درهمًا
على الأغنياء، وأربعة وعشرين على متوسطي الحال، واثني عشر درهمًا على
الفقراء.
والحضارية
وقد اتسم عهد الفاروق "عمر" بالعديد من
الإنجازات الإدارية والحضارية، لعل من أهمها أنه أول من اتخذ الهجرة مبدأ
للتاريخ الإسلامي، كما أنه أول من دون الدواوين، وهو أول من اتخذ بيت
المال، وأول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما كان يطلق عليه "تمصير
الأمصار"، وكانت أول توسعة لمسجد الرسول في عهده، فأدخل فيه دار "العباس بن
عبد المطلب"، وفرشه بالحجارة الصغيرة، كما أنه أول من قنن الجزية على أهل
الذمة، فأعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال، وجعلها ثمانية وأربعين درهمًا
على الأغنياء، وأربعة وعشرين على متوسطي الحال، واثني عشر درهمًا على
الفقراء.
فتحت في عهده بلاد
الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان.
وبنيت في عهده البصرة والكوفة. وكان عمر أوّل من أخرج اليهود من الجزيرة
العربية إلى الشام.
الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان.
وبنيت في عهده البصرة والكوفة. وكان عمر أوّل من أخرج اليهود من الجزيرة
العربية إلى الشام.
أولاده
أنجب اثني عشر ولدا، ستة من الذكور هم
أنجب اثني عشر ولدا، ستة من الذكور هم
عبدالله
عبد الرحمن
زيد
عبيدالله
عاصم
عياض،
وست من الإناث وهن
عبد الرحمن
زيد
عبيدالله
عاصم
عياض،
وست من الإناث وهن
حفصة
رقية
فاطمة
صفية
زينب
أم الوليد.
رقية
فاطمة
صفية
زينب
أم الوليد.
مماته
وعاش عمر يتمنى الشهادة في سبيل الله،
فقد صعد المنبر ذات يوم، فخطب قائلاً: إن في جنات عدن قصرًا له خمسمائة
باب، على كل باب خمسة آلاف من الحور العين، لا يدخله إلا نبي، ثم التفت إلى
قبر رسول الله ( وقال: هنيئًا لك يا صاحب القبر، ثم قال: أو صديق، ثم
التفت إلى قبر أبي بكر-رضي الله عنه-، وقال: هنيئًا لك يا أبا بكر، ثم قال:
أو شهيد، وأقبل على نفسه يقول: وأنى لك الشهادة يا عمر؟! ثم قال: إن الذي
أخرجني من مكة إلى المدينة قادر على أن يسوق إليَّ الشهادة. واستجاب الله
دعوته، وحقق له ما كان يتمناه، فعندما خرج إلى صلاة الفجر يوم الأربعاء
(26) من ذي الحجة سنة (23هـ) تربص به أبو لؤلؤة المجوسي، وهو في الصلاة
وانتظر حتى سجد، ثم طعنه بخنجر كان معه، ثم طعن اثني عشر رجلا مات منهم ستة
رجال، ثم طعن المجوسي نفسه فمات. وأوصى الفاروق أن يكمل الصلاة عبد الرحمن
بن عوف وبعد الصلاة حمل المسلمون عمرًا إلى داره، وقبل أن يموت اختار ستة
من الصحابة؛ ليكون أحدهم خليفة على أن لا يمر ثلاثة أيام إلا وقد اختاروا
من بينهم خليفة للمسلمين، ثم مات الفاروق، ودفن إلى جانب الصديق أبي بكر،
وفي رحاب قبر محمد رسول الإسلام .
وعاش عمر يتمنى الشهادة في سبيل الله،
فقد صعد المنبر ذات يوم، فخطب قائلاً: إن في جنات عدن قصرًا له خمسمائة
باب، على كل باب خمسة آلاف من الحور العين، لا يدخله إلا نبي، ثم التفت إلى
قبر رسول الله ( وقال: هنيئًا لك يا صاحب القبر، ثم قال: أو صديق، ثم
التفت إلى قبر أبي بكر-رضي الله عنه-، وقال: هنيئًا لك يا أبا بكر، ثم قال:
أو شهيد، وأقبل على نفسه يقول: وأنى لك الشهادة يا عمر؟! ثم قال: إن الذي
أخرجني من مكة إلى المدينة قادر على أن يسوق إليَّ الشهادة. واستجاب الله
دعوته، وحقق له ما كان يتمناه، فعندما خرج إلى صلاة الفجر يوم الأربعاء
(26) من ذي الحجة سنة (23هـ) تربص به أبو لؤلؤة المجوسي، وهو في الصلاة
وانتظر حتى سجد، ثم طعنه بخنجر كان معه، ثم طعن اثني عشر رجلا مات منهم ستة
رجال، ثم طعن المجوسي نفسه فمات. وأوصى الفاروق أن يكمل الصلاة عبد الرحمن
بن عوف وبعد الصلاة حمل المسلمون عمرًا إلى داره، وقبل أن يموت اختار ستة
من الصحابة؛ ليكون أحدهم خليفة على أن لا يمر ثلاثة أيام إلا وقد اختاروا
من بينهم خليفة للمسلمين، ثم مات الفاروق، ودفن إلى جانب الصديق أبي بكر،
وفي رحاب قبر محمد رسول الإسلام .
خلاصه:
عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب
مدة حُكمه : 13 هـ -
23 هـ الموافق 634 - 644
تاريخ الميلاد: بعد عام الفيل بثلاث عشرة
سنة -40 عام قبل الهجرة- الموافق 584 مكة شبه الجزيرة العربية
تاريخ وفاته : فجر يوم الأربعاء 26 ذو
الحجة الموافق 7 نوفمبر 644 في المدينة المنورة
دَفَن: في حجرة عائشة -بجانب قبر الرسول
-صلى الله عليه واله وصحبه وسلم- وأبو بكر-
السَّلَف : أبو بكر
خلفه : عثمان بن عفان
23 هـ الموافق 634 - 644
تاريخ الميلاد: بعد عام الفيل بثلاث عشرة
سنة -40 عام قبل الهجرة- الموافق 584 مكة شبه الجزيرة العربية
تاريخ وفاته : فجر يوم الأربعاء 26 ذو
الحجة الموافق 7 نوفمبر 644 في المدينة المنورة
دَفَن: في حجرة عائشة -بجانب قبر الرسول
-صلى الله عليه واله وصحبه وسلم- وأبو بكر-
السَّلَف : أبو بكر
خلفه : عثمان بن عفان
د/نور- مشرفه
- s m s : ثقتى فيك يارب انك الله
عدد الرسائل : 1241
العمر : 33
الموقع : أرض الله الواسعة
العمل/الترفيه : دكتورة بيطرية
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
رد: خالد بن الوليد .. معارك وفتوحات
ياسلااااااااااااااااااااام عليكي يا د نور هيا دي المواضيع ولا بلاااااااااااش
بجد جزاااااااكي الله خير
بجد جزاااااااكي الله خير
AMA- مشرف عام
- s m s : علمنتي الحياه ان أصعب ***** انواع البكاء الضحك عندالمحن
عدد الرسائل : 3459
العمر : 37
الموقع :
العمل/الترفيه : طالب بيطري عاوز ييرتاح
تاريخ التسجيل : 08/04/2009
رد: خالد بن الوليد .. معارك وفتوحات
ياسلااااااااااااااااااااام عليكي يا د نور هيا دي المواضيع ولا بلاااااااااااش
بجد جزاااااااكي الله خير
بجد جزاااااااكي الله خير
AMA- مشرف عام
- s m s : علمنتي الحياه ان أصعب ***** انواع البكاء الضحك عندالمحن
عدد الرسائل : 3459
العمر : 37
الموقع :
العمل/الترفيه : طالب بيطري عاوز ييرتاح
تاريخ التسجيل : 08/04/2009
رد: خالد بن الوليد .. معارك وفتوحات
جزانا واياكم
اللهم امين
هي حفصة بنت عمر أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) ر ضي الله
عنهما ، ولدت قبل المبعث بخمسة الأعوام. لقد كانت حفصة زوجة صالحة للصحابي
الجليل (خنيس بن حذافة السهمي) الذي كان من أصحاب الهجرتين، هاجر إلى
الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها فرارا بدينه ، ثم إلى المدينة نصرة
لنبيه صلى الله عليه و سلم، و قد شهد بدرا أولا ثم شهد أحدا، فأصابته جراحه
توفي على أثرها ، و ترك من ورائه زوجته ( حفصة بنت عمر ) شابة في ريعان
العمر ، فترملت ولها عشرون سنة.
الخطاب لابنته الشابة ، وأوجعه أن يرى ملامح الترمل تغتال شبابها وأصبح
يشعر بانقباض في نفسه كلما رأى ابنته الشابة تعاني من عزلة الترمل، وهي
التي كانت في حياة زوجها تنعم بالسعادة الزوجية، فأخذ يفكر بعد انقضاء عد
تها في أمرها ، من سيكون زوجا لابنته؟
ومرت الأيام متتابعة ..وما من خاطب لها ، وهو غير عالم بأن
النبي صلى الله عليه و سلم قد أخذت من اهتمامه فأسر إلى أبي بكر الصديق أنه
يريد خطبتها. ولما تطاولت الأيام عليه وابنته الشابة الأيم يؤلمها الترمل،
عرضها على أبي بكر ، فلم يجبه بشيء ، ثم عرضها على عثمان ، فقال : بدا لي
اليوم ألا أتزوج . فوجد عليهما وانكسر، وشكا حاله إلى النبي صلى الله عليه و
سلم ، فقال : يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، يتزوج عثمان من هو خير من
حفصة..؟!
وعمر لا يدري معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم . لما به
من هموم لابنته ، ثم خطبها النبي صلى الله عليه و سلم ، فزوجه عمر رضي الله
عنه ابنته حفصة ، وينال شرف مصاهرة النبي صلى الله عليه و سلم ، ويرى نفسه
أنه قارب المنزلة التي بلغها أبو بكر من مصاهرته من ابنته عائشة ، وهذا هو
المقصود والله أعلم من تفكير النبي صلى الله عليه و سلم بخطبة لحفصة بنت
عمر رضي الله عنها ؟!
وزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم عثمان بابنته أم كلثوم
بعد وفاة أختها رقية، ولما أن تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم حفصة
..لقي عمر بن الخطاب أبا بكر.. فاعتذر أبو بكر إليه، وقال : لا تجد علي ،
فإن ر سول الله صلى الله عليه و سلم، كان ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سره ،
ولو تركها لتزوجتها ؟!
وبذلك تحققت فرحة عمر وابنته حفصة .. وبارك الصحابة يد رسول
صلى الله عليه و سلم وهي تمتد لتكرم عمر بن الخطاب بشرف المصاهرة منه عليه
الصلاة والسلام ، وتمسح عن حفصة آلام الترمل والفرقة.وكان زواجه صلى الله
عليه و سلم بحفصة سنة ثلاث من الهجرة على صداق قدره 400 درهم، وسنها يوميئذ
عشرون عاما3.
وقد حظيت حفصة بنت عمر الخطاب –رضي الله عنها - بالشرف
الرفيع الذي حظيت به سابقتها عائشة بنت أبي بكر الصديق !!.وتبوأت المنزلة
الكريمة من بين (أمهات المؤمنين ) رضي الله عنهنَّ !!..
وتدخل (حفصة ) بيت النبي صلى الله عليه و سلم ... ثالثة
الزوجات في بيوتاته عليه الصلاة والسلام .. فقد جاءت بعد( سوده ) ..و(
عائشة) ..
أما سوده فرحبت بها راضية .. وأما عائشة فحارت ماذا تصنع مع
هذه الزوجة الشابة.. وهي من هي! بنت الفاروق (عمر ) .. الذي أعز الله به
الإسلام قديما .. وملئت قلوب المشركين منه ذعرا!!..
وسكتت عائشة أمام هذا الزواج المفاجئ وهي التي كانت تضيق
بيوم ضرتها (سوده) التي ما اكترثت لها كثيرا …فكيف يكون الحال معها حين
تقتطع (حفصة) من أيامها مع الرسول ثلثها؟!.
وتتضاءل غيرة عائشة من حفصة لما رأت توافد زوجات أخريات على
بيوتات النبي …" زينب …وأم سلمة…وزينب الأخرى ..وجويرية… وصفية .." إنه لم
يسعها إلا أن تصافيها الود…وتسر حفصة لود ضرتها عائشة …وينعمها ذلك الصفاء
النادر بين الضرائر؟.!..
(حفصة) أم المؤمنين …الصوامة .. القوامة… شهادة صادقة من
أمين الوحي (جبريل عليه السلام) !! … وبشارة محققه : إنها زوجتك – يا رسول
الله- في الجنة!!… وقد وعت حفصة مواعظ الله حق الوعي .. وتأدبت بآداب كتابه
الكريم حق التأدب... وقد عكفت على المصحف تلاوة و تدبرا و تفهما و تأملا
..مما أثار انتباه أبيها الفاروق (عمر بن الخطاب) إلى عظيم اهتمامها بكتاب
الله تبارك و تعالى !! مما جعله يوصي بالمصحف الشريف الذي كتب في عهد أبي
بكر الصديق بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم .. و كتابه كانت على العرضة
الأخيرة التي عارضها له جبريل مرتين في شهر رمضان من عام وفاته صلى الله
عليه و سلم………..إلى ابنته (حفصة) أم المؤمنين!!..
روى أبو نعيم عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه
قال : " لما أمرني أبوبكر فجمعت القرآن كتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف
والعسب، فلما هلك أبو بكر رضي الله عنه- أي : توفي – كان عمر كتب ذلك في
صحيفة واحدة فكانت عنده- أي: على رق من نوع واحد – فلما هلك عمر رضي الله
عنه كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم أرسل عثمان
رضي الله عنه إلى حفصة رضي الله عنها ، فسألها أن تعطيه الصحيفة ؛ و حلف
ليردنها إليها، فأعطته ، فعرض المصحف عليها ، فردها إليها ، وطابت نفسه ، و
أمر الناس فكتبوا المصاحف …!
و قد امتاز هذا المصحف الشريف بخصائص الجمع الثاني للقرآن
الكريم الذي تم إنجازه في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، بمشورة من
عمر بن الخطاب ، و ذلك بعد ما استحر القتل في القراء في محاربة ( مسيلمة
الكذاب ) حيث قتل في معركة اليمامة ( سبعون ) من القراء الحفظة للقرآن
باسره .. وخصائص جمع هذا المصحف نجملها فيما يلي :
أولا : أن كل من كان قد تلقى عن رسول الله صلى الله عليه و
سلم شيئا من القرآن أتى وأدلى به إلى زيد بن ثابت .
ثانيا : أن كل من كتب شيئا في حضرة النبي صلى الله عليه و
سلم من القرآن الكريم أتى به إلى زيد .
ثالثا : أن زيدا كان لا يأخذ إلا من أصل قد كتب بين يدي
النبي صلى الله عليه و سلم.
رابعا : أن الجمع بعد المقارنة بين المحفوظ في الصدور ، و
المرسوم في السطور ، و المقابلة بينهما ، لا بمجرد الاعتماد على أحدهما.
خامسا : أن زيدا كان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد معه
شاهدان على سماعه و تلقيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مباشرة بلا
واسطة ؛ فيكون بذلك هذا الجمع قد تم فيه التدوين الجماعي ، و الثلاثة أقل
الجمع.
سادسا : أن ترتيب هذا المصحف الشريف – الأول من نوعه – و
ضبطه كان على حسب العرضة الأخيرة على رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل
التحاقه بالرفيق الأعلى.
وقد شارك زيد في هذه المهمة العظيمة ( عمر بن الخطاب ) فعن
عروة بن الزبير أن أبا بكر قال لعمر و زيد : " اقعدا على باب المسجد ، فمن
جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه " !!.. قال الحافظ السخاوي في
(جمال القراء) : " المراد انهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدي
النبي صلى الله عليه و سلم ، أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه
التي نزل بها القرآن ".
ولما أجمع الصحابة على أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان في
جمع الناس على مصحف إمام يستنسخون منه مصاحفهم .." أرسل أمير المؤمنين
عثمان إلى أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في
المصاحف " ..
تلك هي الوديعة الغالية !!.. التي أودعها أمير المؤمنين عمر
بن الخطاب عند ابنته حفصة أم المؤمنين.. فحفظتها بكل أمانة .. ورعتها بكل
صون ...فحفظ لها الصحابة … والتابعون …. وتابعوهم من المؤمنين إلى يومنا
هذا … وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. ذلك الذكر الجميل الذي تذكر فيه
كلما تذاكر المسلمون جمع المصحف الشريف في مرحلتيه … في عهد الصديق أبي
بكر … وعهد ذي النورين عثمان… وبعد مقتل عثمان…إلى آخر أيام علي….بقيت حفصة
عاكفة على العبادة صوامة قوامة … إلى أن توفيت في أول عهد معاوية بن أبي
سفيان …وشيعها أهل المدينة إلى مثواها الأخير في البقيع مع أمهات المؤمنين
رضي الله عنهن.
اللهم امين
حفصة بنت عمر
هي حفصة بنت عمر أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) ر ضي الله
عنهما ، ولدت قبل المبعث بخمسة الأعوام. لقد كانت حفصة زوجة صالحة للصحابي
الجليل (خنيس بن حذافة السهمي) الذي كان من أصحاب الهجرتين، هاجر إلى
الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها فرارا بدينه ، ثم إلى المدينة نصرة
لنبيه صلى الله عليه و سلم، و قد شهد بدرا أولا ثم شهد أحدا، فأصابته جراحه
توفي على أثرها ، و ترك من ورائه زوجته ( حفصة بنت عمر ) شابة في ريعان
العمر ، فترملت ولها عشرون سنة.
زواج حفصة من الرسول
صلى الله عليه وسلم
تألم عمر بن صلى الله عليه وسلم
الخطاب لابنته الشابة ، وأوجعه أن يرى ملامح الترمل تغتال شبابها وأصبح
يشعر بانقباض في نفسه كلما رأى ابنته الشابة تعاني من عزلة الترمل، وهي
التي كانت في حياة زوجها تنعم بالسعادة الزوجية، فأخذ يفكر بعد انقضاء عد
تها في أمرها ، من سيكون زوجا لابنته؟
ومرت الأيام متتابعة ..وما من خاطب لها ، وهو غير عالم بأن
النبي صلى الله عليه و سلم قد أخذت من اهتمامه فأسر إلى أبي بكر الصديق أنه
يريد خطبتها. ولما تطاولت الأيام عليه وابنته الشابة الأيم يؤلمها الترمل،
عرضها على أبي بكر ، فلم يجبه بشيء ، ثم عرضها على عثمان ، فقال : بدا لي
اليوم ألا أتزوج . فوجد عليهما وانكسر، وشكا حاله إلى النبي صلى الله عليه و
سلم ، فقال : يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، يتزوج عثمان من هو خير من
حفصة..؟!
وعمر لا يدري معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم . لما به
من هموم لابنته ، ثم خطبها النبي صلى الله عليه و سلم ، فزوجه عمر رضي الله
عنه ابنته حفصة ، وينال شرف مصاهرة النبي صلى الله عليه و سلم ، ويرى نفسه
أنه قارب المنزلة التي بلغها أبو بكر من مصاهرته من ابنته عائشة ، وهذا هو
المقصود والله أعلم من تفكير النبي صلى الله عليه و سلم بخطبة لحفصة بنت
عمر رضي الله عنها ؟!
وزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم عثمان بابنته أم كلثوم
بعد وفاة أختها رقية، ولما أن تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم حفصة
..لقي عمر بن الخطاب أبا بكر.. فاعتذر أبو بكر إليه، وقال : لا تجد علي ،
فإن ر سول الله صلى الله عليه و سلم، كان ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سره ،
ولو تركها لتزوجتها ؟!
وبذلك تحققت فرحة عمر وابنته حفصة .. وبارك الصحابة يد رسول
صلى الله عليه و سلم وهي تمتد لتكرم عمر بن الخطاب بشرف المصاهرة منه عليه
الصلاة والسلام ، وتمسح عن حفصة آلام الترمل والفرقة.وكان زواجه صلى الله
عليه و سلم بحفصة سنة ثلاث من الهجرة على صداق قدره 400 درهم، وسنها يوميئذ
عشرون عاما3.
حفصة في بيت النبوة :
وقد حظيت حفصة بنت عمر الخطاب –رضي الله عنها - بالشرف
الرفيع الذي حظيت به سابقتها عائشة بنت أبي بكر الصديق !!.وتبوأت المنزلة
الكريمة من بين (أمهات المؤمنين ) رضي الله عنهنَّ !!..
وتدخل (حفصة ) بيت النبي صلى الله عليه و سلم ... ثالثة
الزوجات في بيوتاته عليه الصلاة والسلام .. فقد جاءت بعد( سوده ) ..و(
عائشة) ..
أما سوده فرحبت بها راضية .. وأما عائشة فحارت ماذا تصنع مع
هذه الزوجة الشابة.. وهي من هي! بنت الفاروق (عمر ) .. الذي أعز الله به
الإسلام قديما .. وملئت قلوب المشركين منه ذعرا!!..
وسكتت عائشة أمام هذا الزواج المفاجئ وهي التي كانت تضيق
بيوم ضرتها (سوده) التي ما اكترثت لها كثيرا …فكيف يكون الحال معها حين
تقتطع (حفصة) من أيامها مع الرسول ثلثها؟!.
وتتضاءل غيرة عائشة من حفصة لما رأت توافد زوجات أخريات على
بيوتات النبي …" زينب …وأم سلمة…وزينب الأخرى ..وجويرية… وصفية .." إنه لم
يسعها إلا أن تصافيها الود…وتسر حفصة لود ضرتها عائشة …وينعمها ذلك الصفاء
النادر بين الضرائر؟.!..
صفات حفصة –رضي الله
عنها
عنها
(حفصة) أم المؤمنين …الصوامة .. القوامة… شهادة صادقة من
أمين الوحي (جبريل عليه السلام) !! … وبشارة محققه : إنها زوجتك – يا رسول
الله- في الجنة!!… وقد وعت حفصة مواعظ الله حق الوعي .. وتأدبت بآداب كتابه
الكريم حق التأدب... وقد عكفت على المصحف تلاوة و تدبرا و تفهما و تأملا
..مما أثار انتباه أبيها الفاروق (عمر بن الخطاب) إلى عظيم اهتمامها بكتاب
الله تبارك و تعالى !! مما جعله يوصي بالمصحف الشريف الذي كتب في عهد أبي
بكر الصديق بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم .. و كتابه كانت على العرضة
الأخيرة التي عارضها له جبريل مرتين في شهر رمضان من عام وفاته صلى الله
عليه و سلم………..إلى ابنته (حفصة) أم المؤمنين!!..
حفظ نسخة القرآن
المكتوب عند حفصة : الوديعة الغالية
المكتوب عند حفصة : الوديعة الغالية
روى أبو نعيم عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه
قال : " لما أمرني أبوبكر فجمعت القرآن كتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف
والعسب، فلما هلك أبو بكر رضي الله عنه- أي : توفي – كان عمر كتب ذلك في
صحيفة واحدة فكانت عنده- أي: على رق من نوع واحد – فلما هلك عمر رضي الله
عنه كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم أرسل عثمان
رضي الله عنه إلى حفصة رضي الله عنها ، فسألها أن تعطيه الصحيفة ؛ و حلف
ليردنها إليها، فأعطته ، فعرض المصحف عليها ، فردها إليها ، وطابت نفسه ، و
أمر الناس فكتبوا المصاحف …!
و قد امتاز هذا المصحف الشريف بخصائص الجمع الثاني للقرآن
الكريم الذي تم إنجازه في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، بمشورة من
عمر بن الخطاب ، و ذلك بعد ما استحر القتل في القراء في محاربة ( مسيلمة
الكذاب ) حيث قتل في معركة اليمامة ( سبعون ) من القراء الحفظة للقرآن
باسره .. وخصائص جمع هذا المصحف نجملها فيما يلي :
أولا : أن كل من كان قد تلقى عن رسول الله صلى الله عليه و
سلم شيئا من القرآن أتى وأدلى به إلى زيد بن ثابت .
ثانيا : أن كل من كتب شيئا في حضرة النبي صلى الله عليه و
سلم من القرآن الكريم أتى به إلى زيد .
ثالثا : أن زيدا كان لا يأخذ إلا من أصل قد كتب بين يدي
النبي صلى الله عليه و سلم.
رابعا : أن الجمع بعد المقارنة بين المحفوظ في الصدور ، و
المرسوم في السطور ، و المقابلة بينهما ، لا بمجرد الاعتماد على أحدهما.
خامسا : أن زيدا كان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد معه
شاهدان على سماعه و تلقيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مباشرة بلا
واسطة ؛ فيكون بذلك هذا الجمع قد تم فيه التدوين الجماعي ، و الثلاثة أقل
الجمع.
سادسا : أن ترتيب هذا المصحف الشريف – الأول من نوعه – و
ضبطه كان على حسب العرضة الأخيرة على رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل
التحاقه بالرفيق الأعلى.
وقد شارك زيد في هذه المهمة العظيمة ( عمر بن الخطاب ) فعن
عروة بن الزبير أن أبا بكر قال لعمر و زيد : " اقعدا على باب المسجد ، فمن
جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه " !!.. قال الحافظ السخاوي في
(جمال القراء) : " المراد انهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدي
النبي صلى الله عليه و سلم ، أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه
التي نزل بها القرآن ".
ولما أجمع الصحابة على أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان في
جمع الناس على مصحف إمام يستنسخون منه مصاحفهم .." أرسل أمير المؤمنين
عثمان إلى أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في
المصاحف " ..
تلك هي الوديعة الغالية !!.. التي أودعها أمير المؤمنين عمر
بن الخطاب عند ابنته حفصة أم المؤمنين.. فحفظتها بكل أمانة .. ورعتها بكل
صون ...فحفظ لها الصحابة … والتابعون …. وتابعوهم من المؤمنين إلى يومنا
هذا … وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. ذلك الذكر الجميل الذي تذكر فيه
كلما تذاكر المسلمون جمع المصحف الشريف في مرحلتيه … في عهد الصديق أبي
بكر … وعهد ذي النورين عثمان… وبعد مقتل عثمان…إلى آخر أيام علي….بقيت حفصة
عاكفة على العبادة صوامة قوامة … إلى أن توفيت في أول عهد معاوية بن أبي
سفيان …وشيعها أهل المدينة إلى مثواها الأخير في البقيع مع أمهات المؤمنين
رضي الله عنهن.
اللهم اجمعنا بهم
فى جنات الفردوس الاعلى
واجعلنا نسير على نهجهن ياارحم
الراحمين
فى جنات الفردوس الاعلى
واجعلنا نسير على نهجهن ياارحم
الراحمين
د/نور- مشرفه
- s m s : ثقتى فيك يارب انك الله
عدد الرسائل : 1241
العمر : 33
الموقع : أرض الله الواسعة
العمل/الترفيه : دكتورة بيطرية
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
رد: خالد بن الوليد .. معارك وفتوحات
جزاكى الله كل الخير د نور
مواضيع فى غاية الروعة
مواضيع فى غاية الروعة
sweet angel- مشرف ذهبى
- s m s : ربي...غرست بذور المعرفة في خلجان قلبي فابتسم بشفاء العقلاء وأسعدت نفسي بثمار المحبة والأنس والشوق إليك ربي فتألقت بأنوار صحبتك حتى بدا قلبي كنجم يسبح في سماء قدرتك وعظمتك ليقف بي عند جنة الأيمان .
اشتقت إليك ربي...... فآمنت بان من اشتاق إليك فأنت تشتاق إليه ومن احبك فأنت اشد حبا ومن ذكرك فأنت أعظم له ذكرا .الست أنت القائل لنبيك داود عليه السلام (يا داود ...أبلغ أهل ارضي أني حبيب لمن أحبني وجليس لمن انس بذكري. وصاحب لمن صاحبني ومختار لمن اختارني ومطيع لمن أطاعني وما أحبني عبد اعلم بذلك يقينا من قلبه إلا قبلته لنفسي وأحببته حبا لا يتقدمه احد من خلقي ومن طلبني بالحق وجدني ومن طلب غيري لم يجدني ....فارفضوا يا أهل الأرض ما انتم عليه من غرورها وهلُّموا إلى كرامتي ومصاحبي ومجالستي).
عدد الرسائل : 655
العمر : 34
العمل/الترفيه : طالبة
تاريخ التسجيل : 26/01/2009
رد: خالد بن الوليد .. معارك وفتوحات
[size=25]أبو هريرة رضى الله عنه و أرضاه
حفظ لأمة الإسلام ما يزيد على ألف
و ستمائة حديث شريف
نجم متألق من صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم كان
يدعى فى الجاهليه ( عبد شمس) فلما دخل الإسلام أسماه النبى صلى الله عليه و
سلم( عبد الرحمن) , وسبب كنيته ب( أبى هريرة) أنه كان له فى طفولته هرة
صغيرة يلعب بها فكان أصحابه يطلقون عليه ( أبو هريرة)
أسلم على يد الطفيل بن عمرو الدوسى , وظل فى بلدة دوس إلى ما بعد الهجرة ب 6
سنوات, ثم وفد إلى المدينة المنورة..
و قد انقطع لخدمة رسول الله صلى الله عليه و سلم و
صحبته , فأتخذ المسجد مقاماً له....
و لم يكن لأبى هريرة زوجة و لا ولد سوى أم أصرت
على الشرك , فكان لا يزال يدعوها إلى الإسلام فترفض إلى أن دعاها مرة ,
فقالت فى النبى صلى الله عليه و سلم قولاً يحزنه , فمضى إلى النبى صلى الله
عليه و سلم باكياً ,,فقال له الرسول صلى الله عليه و سلم : ما يبكيك؟
فقال : أمى رفضت الإسلام , فدعا لها النبى صلى
الله عليه و سلم ,,فأسلمت....
كما أحب أبو هريرة النبى صلى الله عليه و سلم حباً
خالط دمه و لحمه,أحب العلم فكان دائماً يدعو:
اللهم نسأل الله علماً لا ينسى ,فقال الرسول صلى الله عليه و سلم :
آمين......
و كما أحب العلم لنفسه أحبه لغيره..من ذلك أنه مرة يوماً بسوق المدينةفهاله
إنشغال الناس بالدنياو البيع و الشراء, فوقف قائلاً لهم : ميراث رسول الله
صلى الله عليه و سلم يُقَسم فى المسجد و أنتم هنا ,فخرجوا,,و وقف حتى
عادوا و قالوا له لقد أتينا المسجد فلم نجد شيئاً يقسم , بل وجدنا قوماً
يصلون, وآخرين يقرأون القرآن, ويتذاكرون فى الحلال و الحرام....
فقال لهم:هذا ميراث محمد صلى الله عليه و سلم.............
و قد عانى أبو هريرة من الجوع و خشونة العيش بسبب
إنقطاعه للعلم,حتى إنه كان يسأل الصحابه عن الآيه من القرآن و هو كان
يعلمها, حتى يصحبه معه إلى بيته فيطعمه , ولم يمض زمن على ذلك حتى فاضت
الخيرات على المسلمين , فصار له مال و منزل و زوجة و أبناء , ومع ذلك لم
يغير من نفسه شيئاً........
و قد جمع أبو هريرة إلى وفرة علمه و سمو نفسه التقى و
الورع و سخاء اليد , فكان يصوم النهار و يقوم ثلث الليل ثم يوقظ زوجته
فتقوم الثلث الثانى , ثم يوقظ إبنته فتقوم الثلث الثالث ......
و كانت لأبى هريرة جارية أساءت إليه و إلى أهله , فرفع السوط ليضربها ثم
توقف قائلاً : لولا القصاص يوم القيامة لأوجعتك كما آذيتينا , ولكنى سأبيعك
من يوفينى ثمنك و أنا أحوج ما أكون إليه...إذهبى فأنتِ حرة لوجه الله عز و
جل..........
ومن مظاهر كرمه , فقد بعث إليه مروان بن الحكم مائة دينارذهب , فلما كان
الغد أرسل إليه يقول : إن خادمى غلط فأعطاك الدنانير و أنا لم أردك بها و
إنما أردت غيرك ,,فقال له أبو هريرة : أخرجتها فى سبيل الله و لم يبت عندى
منها دينار, فإذا خرج عطائى فخذها منه ,,,وكان مروان قد فعل ذلك ليختبره
,,,,,,,,,,,,,,
رحم الله أبا هريرة فقد حفظ للمسلمين ما يزيد عل ألف و ستمائةو تسعة حديث
شريف من أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم, وجزاه الله عن المسلمين
خيراً.
و ستمائة حديث شريف
نجم متألق من صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم كان
يدعى فى الجاهليه ( عبد شمس) فلما دخل الإسلام أسماه النبى صلى الله عليه و
سلم( عبد الرحمن) , وسبب كنيته ب( أبى هريرة) أنه كان له فى طفولته هرة
صغيرة يلعب بها فكان أصحابه يطلقون عليه ( أبو هريرة)
أسلم على يد الطفيل بن عمرو الدوسى , وظل فى بلدة دوس إلى ما بعد الهجرة ب 6
سنوات, ثم وفد إلى المدينة المنورة..
و قد انقطع لخدمة رسول الله صلى الله عليه و سلم و
صحبته , فأتخذ المسجد مقاماً له....
و لم يكن لأبى هريرة زوجة و لا ولد سوى أم أصرت
على الشرك , فكان لا يزال يدعوها إلى الإسلام فترفض إلى أن دعاها مرة ,
فقالت فى النبى صلى الله عليه و سلم قولاً يحزنه , فمضى إلى النبى صلى الله
عليه و سلم باكياً ,,فقال له الرسول صلى الله عليه و سلم : ما يبكيك؟
فقال : أمى رفضت الإسلام , فدعا لها النبى صلى
الله عليه و سلم ,,فأسلمت....
كما أحب أبو هريرة النبى صلى الله عليه و سلم حباً
خالط دمه و لحمه,أحب العلم فكان دائماً يدعو:
اللهم نسأل الله علماً لا ينسى ,فقال الرسول صلى الله عليه و سلم :
آمين......
و كما أحب العلم لنفسه أحبه لغيره..من ذلك أنه مرة يوماً بسوق المدينةفهاله
إنشغال الناس بالدنياو البيع و الشراء, فوقف قائلاً لهم : ميراث رسول الله
صلى الله عليه و سلم يُقَسم فى المسجد و أنتم هنا ,فخرجوا,,و وقف حتى
عادوا و قالوا له لقد أتينا المسجد فلم نجد شيئاً يقسم , بل وجدنا قوماً
يصلون, وآخرين يقرأون القرآن, ويتذاكرون فى الحلال و الحرام....
فقال لهم:هذا ميراث محمد صلى الله عليه و سلم.............
و قد عانى أبو هريرة من الجوع و خشونة العيش بسبب
إنقطاعه للعلم,حتى إنه كان يسأل الصحابه عن الآيه من القرآن و هو كان
يعلمها, حتى يصحبه معه إلى بيته فيطعمه , ولم يمض زمن على ذلك حتى فاضت
الخيرات على المسلمين , فصار له مال و منزل و زوجة و أبناء , ومع ذلك لم
يغير من نفسه شيئاً........
و قد جمع أبو هريرة إلى وفرة علمه و سمو نفسه التقى و
الورع و سخاء اليد , فكان يصوم النهار و يقوم ثلث الليل ثم يوقظ زوجته
فتقوم الثلث الثانى , ثم يوقظ إبنته فتقوم الثلث الثالث ......
و كانت لأبى هريرة جارية أساءت إليه و إلى أهله , فرفع السوط ليضربها ثم
توقف قائلاً : لولا القصاص يوم القيامة لأوجعتك كما آذيتينا , ولكنى سأبيعك
من يوفينى ثمنك و أنا أحوج ما أكون إليه...إذهبى فأنتِ حرة لوجه الله عز و
جل..........
ومن مظاهر كرمه , فقد بعث إليه مروان بن الحكم مائة دينارذهب , فلما كان
الغد أرسل إليه يقول : إن خادمى غلط فأعطاك الدنانير و أنا لم أردك بها و
إنما أردت غيرك ,,فقال له أبو هريرة : أخرجتها فى سبيل الله و لم يبت عندى
منها دينار, فإذا خرج عطائى فخذها منه ,,,وكان مروان قد فعل ذلك ليختبره
,,,,,,,,,,,,,,
رحم الله أبا هريرة فقد حفظ للمسلمين ما يزيد عل ألف و ستمائةو تسعة حديث
شريف من أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم, وجزاه الله عن المسلمين
خيراً.
[/size]
د/نور- مشرفه
- s m s : ثقتى فيك يارب انك الله
عدد الرسائل : 1241
العمر : 33
الموقع : أرض الله الواسعة
العمل/الترفيه : دكتورة بيطرية
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
رد: خالد بن الوليد .. معارك وفتوحات
علي بن أبي
طالب
"من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ومن
أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله "
حديث شريف
هو ابـن عم النبي صلى الله عليه وسلم ، ولد قبل البعثة النبوية بعشـر سنين
وأقام في بيت النبوة فكان أول من أجاب الى الاسلام من الصبيان ، هو أحد
العشرة
المبشرين بالجنة ، وزوجته فاطمة الزهراء ابنة النبي -صلى الله عليه
وسلم-000
ووالد الحسن والحسين سيدي شباب الجنة000
الرسول يضمه إليه
كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق بما جاءه من
الله تعالى
علي بن أبي طالب رضوان الله وسلامه عليه ، وهو يومئذ ابن عشر سنين ، فقد
أصابت قريشاً أزمة شديدة
وكان أبو طالب ذا عيال كثير فقال الرسول الكريم للعباس عمه : يا عباس ، إن
أخاك أبا طالب كثير العيال
وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمـة ، فانطلق بنا إليه فلنخفـف عنه من
عياله
آخذ من بنيـه رجلا وتأخذ أنت رجلا فنكفهما عنه ..........فقال العباس نعم
فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له إنا نريد أن نخفف من عيالك حتى ينكشف
عن الناس ما هم فيه
فقال لهما أبو طالب إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما ....
فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم علياً فضمه إليه ، وأخذ العباس جعفراً فضمه
إليه
فلم يزل علي مع رسول الله حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبياً ، فاتبعه علي
-رضي الله عنه- وآمن به وصدقه
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حضرت الصلاة خرج الى شعاب مكة ، وخرج
علي معه مستخفياً من أبيه
وسائر قومه ، فيصليان الصلوات معا ، فإذا أمسيا رجعا000
منزلته من الرسول
لمّا آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين أصحابه قال لعلي أنت أخي ...
وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد الغزوات كلها ما عدا غزوة
تبوك حيث استخلفه الرسول
صلى الله عليه وسلم في أهله وقال له أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى
وكان مثالا في الشجاعة و الفروسية ما بارز أحد الا صرعه ، وكان زاهدا في
الدنيا راغبا في الآخرة قال فيه النبي
" من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد
أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله "
دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجته فاطمة وابنيه ( الحسن والحسين )
وجلَّلهم بكساء وقال اللهم هؤلاء
أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرْهُم تطهيراً ..........وذلك عندما نزلت
الآية الكريمة000
قال تعالى:
( إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت )000
صدق الله العظيم
كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة إلى علي ، وعمّار وبلال )000
ليلة الهجرة
في ليلة الهجرة ، اجتمع رأي المشركين في دار الندوة على أن يقتلوا الرسول
صلى الله عليه وسلم في فراشه
فأتى جبريل -عليه السلام- رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
( لا تبيت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه )000
فلما كانت عتمة من الليل اجتمع المشركون على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون
عليه
فلما رأى رسول الله مكانهم قال لعلي
( نم على فراشي ، وتَسَجَّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه فإنه لن
يَخْلُصَ إليك شيء تكرهه منهم )000
ونام علي -رضي الله عنه- تلك الليلة بفراش رسول الله ، واستطاع الرسول صلى
الله عليه سلم الخروج من الدار
ومن مكة ، وفي الصباح تفاجأ المشركون بعلي في فراش الرسول الكريم000
وأقام علي -كرّم الله وجهه- بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم الودائع التي
كانت عنده للناس ، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله في قباء000
يوم خيبر
في غزوة خيبـر قال الرسـول صلى اللـه عليه وسلم
( لأُعْطينّ الرايةَ غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، ويُحبه الله ورسوله ،
يفتح الله عليه ، أو على يديه )000
فكان رضي الله عنه هو المُعْطَى وفُتِحَت على يديه000
خلافتـــــه
لما استشهد عثمان -رضي الله عنه- سنة ( 35 هـ ) بايعه الصحابة والمهاجرين و
الأنصار وأصبح رابع الخلفاء الراشدين
يعمل جاهدا على توحيد كلمة المسلمين واطفاء نار الفتنة ، وعزل الولاة الذين
كانوا مصدر الشكوى 000
ذهبت السيدة عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم الى مكة المكرمة لتأدية
العمرة
في شهر محرم عام 36 هجري ، ولما فرغت من ذلك عادت الى المدينة ، وفي الطريق
علمت باستشهاد عثمان
واختيار علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين ، فعادت ثانية الى مكة حيث لحق بها
طلحة بن عبيد الله
والزبير بن العوام -رضي الله عنهما- وطالب الثلاثة الخليفة بتوقيع القصاص
على الذين شاركوا في الخروج على
الخليفة عثمان -رضي الله عنه- ، وكان من رأي الخليفة الجديد عدم التسرع في
ذلك
والانتظار حتى تهدأ نفوس المسلمين ،وتستقر الأوضاع في الدولة الاسلامية
غير أنهم لم يوافقوا على ذلك واستقر رأيهم على التوجه الى البصرة ، فساروا
اليها مع أتباعهم 000
معركة الجمــــــل
خرج الخليفة من المدينة المنورة على رأس قوة من المسلمين على أمل أن يدرك
السيدة عائشة -رضي الله عنها-
ويعيدها ومن معها الى مكة المكرمة ، ولكنه لم يلحق بهم ، فعسكر بقواته في (
ذي قار ) قرب البصرة ، وجرت
محاولات للتفاهم بين الطرفين ولكن الأمر لم يتم ، ونشب القتال بينهم وبذلك
بدأت موقعة الجمل في شهر جمادي
الآخرة عام 36 هجري ، وسميت بذلك نسبة الى الجمل الذي كانت تركبه السيدة
عائشة -رضي الله عنها- خلال
الموقعة ، التي انتهت بانتصار قوات الخليفة ، وقد أحسن علي -رضي الله عنه-
استقبال السيدة عائشة
وأعادها الى المدينة المنورة معززة مكرمة ، بعد أن جهزها بكل ما تحتاج اليه
، ثم توجه بعد ذلك الى الكوفة في
العراق ، واستقر بها ، وبذلك أصبحت عاصمة الدولة الاسلامية 0
مواجهة معاوية
قرر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ( بعد توليه الخلافة ) عزل معاوية بن
أبي سفيان عن ولاية الشام
غير أن معاوية رفض ذلك ، كما امتنع عن مبايعته بالخلافة ، وطالب بتسليم
قتلة عثمان -رضي الله عنه- ليقوم معاوية
باقامة الحد عليهم ، فأرسل الخليفة الى أهل الشام يدعوهم الى مبايعته ،
وحقن دماء المسلمين ، ولكنهم رفضوا
فقرر المسير بقواته اليهم وحملهم على الطاعة ، وعدم الخروج على جماعة
المسلمين .
والتقت قوات الطرفين عند ( صفين ) بالقرب من الضفة الغربية لنهر الفرات
وبدأ بينهما القتال يوم الأربعاء (1 صفر عام 37 هجري ) 000
وحينما رأى معاوية أن تطور القتال يسير لصالح علي وجنده ، أمر جيشه فرفعوا
المصاحف على ألسنة الرماح
وقد أدرك الخليفة خدعتهم وحذر جنوده منها وأمرهم بالاستمرار في القتال ،
لكن فريقا من رجاله
اضطروه للموافقة على وقف القتال وقبول التحكيم ، بينما رفضه فريق آخر 000
وفي رمضان عام 37 هجري اجتمع عمر بن العاص ممثلا عن معاوية وأهل الشام ،
وأبو موسى الأشعري
عن علي وأهل العراق ، واتفقا على أن يتدارسا الأمر ويعودا للاجتماع في شهر
رمضان من نفس العام
وعادت قوات الطرفين الى دمشق والكوفة ، فلما حان الموعد المتفق عليه اجتمعا
ثانية
وكانت نتيجة التحكيم لصالح معاوية 0
الخـــــــــــوارج
أعلن فريق من جند علي رفضهم للتحكيم بعد أن اجبروا عليا -رضي الله عنه- على
قبوله
وخرجوا على طاعته ، فعرفوا لذلك باسم الخوارج ، وكان عددهم آنذاك حوالي
اثني عشر ألفا ، حاربهم الخليفة
وهزمهم في معركة (النهروان) عام 38 هجري ، وقضى على معظمهم ، ولكن تمكن
بعضهم من النجاة والهرب 000
وأصبحوا منذ ذلك الحين مصدر كثير من القلاقل في الدولة الاسلامية 000
استشهاده
لم يسلم الخليفة من شر هؤلاء الخوارج اذ اتفقوا فيما بينهم على قتل علي
ومعاوية وعمرو بن العاص في ليلة واحدة
ظنا منهم أن ذلك يحسم الخلاف ويوحد كلمة المسلمين على خليفة جديد ترتضيه كل
الأمة
وحددوا لذلك ثلاثة من بينهم لتنفيذ ما اتفقوا عليه ، ونجح عبد الرحمن بن
ملجم فيما كلف به
اذ تمكن من طعن علي -رضي الله عنه- بالسيف وهو خارج لصلاة الفجر من يوم
الجمعة الثامن عشر من رمضان
عام أربعين هجرية بينما أخفق الآخران ، وعندما هجم المسلمون على ابن ملجم
ليقتلوه نهاهم علي قائلا :
(( ان أعش فأنا أولى بدمه قصاصا أو عفوا ، وان مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب
العالمين
ولا تقتلوا بي سواه ، ان الله لا يحب المعتدين ))
وحينما طلبوا منه أن يستخلف عليهم وهو في لحظاته الأخيرة قال:
( لهم لا آمركم ولا أنهاكم ، أنتم بأموركم أبصر )
واختلف في مكان قبره000وباستشهاده -رضي الله عنه- انتهى عهد الخلفاء
الراشدين000
رحم الله ابا بكر , و عمر , و عثمان , و على ,
خلفاء رسول الله
صلـــــــى الله عليــــــــــــــه و سلـــــــم
و جمعنا بهم فى الدار الاخرة
و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم
طالب
"من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ومن
أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله "
حديث شريف
هو ابـن عم النبي صلى الله عليه وسلم ، ولد قبل البعثة النبوية بعشـر سنين
وأقام في بيت النبوة فكان أول من أجاب الى الاسلام من الصبيان ، هو أحد
العشرة
المبشرين بالجنة ، وزوجته فاطمة الزهراء ابنة النبي -صلى الله عليه
وسلم-000
ووالد الحسن والحسين سيدي شباب الجنة000
الرسول يضمه إليه
كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق بما جاءه من
الله تعالى
علي بن أبي طالب رضوان الله وسلامه عليه ، وهو يومئذ ابن عشر سنين ، فقد
أصابت قريشاً أزمة شديدة
وكان أبو طالب ذا عيال كثير فقال الرسول الكريم للعباس عمه : يا عباس ، إن
أخاك أبا طالب كثير العيال
وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمـة ، فانطلق بنا إليه فلنخفـف عنه من
عياله
آخذ من بنيـه رجلا وتأخذ أنت رجلا فنكفهما عنه ..........فقال العباس نعم
فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له إنا نريد أن نخفف من عيالك حتى ينكشف
عن الناس ما هم فيه
فقال لهما أبو طالب إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما ....
فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم علياً فضمه إليه ، وأخذ العباس جعفراً فضمه
إليه
فلم يزل علي مع رسول الله حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبياً ، فاتبعه علي
-رضي الله عنه- وآمن به وصدقه
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حضرت الصلاة خرج الى شعاب مكة ، وخرج
علي معه مستخفياً من أبيه
وسائر قومه ، فيصليان الصلوات معا ، فإذا أمسيا رجعا000
منزلته من الرسول
لمّا آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين أصحابه قال لعلي أنت أخي ...
وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد الغزوات كلها ما عدا غزوة
تبوك حيث استخلفه الرسول
صلى الله عليه وسلم في أهله وقال له أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى
وكان مثالا في الشجاعة و الفروسية ما بارز أحد الا صرعه ، وكان زاهدا في
الدنيا راغبا في الآخرة قال فيه النبي
" من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد
أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله "
دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجته فاطمة وابنيه ( الحسن والحسين )
وجلَّلهم بكساء وقال اللهم هؤلاء
أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرْهُم تطهيراً ..........وذلك عندما نزلت
الآية الكريمة000
قال تعالى:
( إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت )000
صدق الله العظيم
كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة إلى علي ، وعمّار وبلال )000
ليلة الهجرة
في ليلة الهجرة ، اجتمع رأي المشركين في دار الندوة على أن يقتلوا الرسول
صلى الله عليه وسلم في فراشه
فأتى جبريل -عليه السلام- رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
( لا تبيت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه )000
فلما كانت عتمة من الليل اجتمع المشركون على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون
عليه
فلما رأى رسول الله مكانهم قال لعلي
( نم على فراشي ، وتَسَجَّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه فإنه لن
يَخْلُصَ إليك شيء تكرهه منهم )000
ونام علي -رضي الله عنه- تلك الليلة بفراش رسول الله ، واستطاع الرسول صلى
الله عليه سلم الخروج من الدار
ومن مكة ، وفي الصباح تفاجأ المشركون بعلي في فراش الرسول الكريم000
وأقام علي -كرّم الله وجهه- بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم الودائع التي
كانت عنده للناس ، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله في قباء000
يوم خيبر
في غزوة خيبـر قال الرسـول صلى اللـه عليه وسلم
( لأُعْطينّ الرايةَ غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، ويُحبه الله ورسوله ،
يفتح الله عليه ، أو على يديه )000
فكان رضي الله عنه هو المُعْطَى وفُتِحَت على يديه000
خلافتـــــه
لما استشهد عثمان -رضي الله عنه- سنة ( 35 هـ ) بايعه الصحابة والمهاجرين و
الأنصار وأصبح رابع الخلفاء الراشدين
يعمل جاهدا على توحيد كلمة المسلمين واطفاء نار الفتنة ، وعزل الولاة الذين
كانوا مصدر الشكوى 000
ذهبت السيدة عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم الى مكة المكرمة لتأدية
العمرة
في شهر محرم عام 36 هجري ، ولما فرغت من ذلك عادت الى المدينة ، وفي الطريق
علمت باستشهاد عثمان
واختيار علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين ، فعادت ثانية الى مكة حيث لحق بها
طلحة بن عبيد الله
والزبير بن العوام -رضي الله عنهما- وطالب الثلاثة الخليفة بتوقيع القصاص
على الذين شاركوا في الخروج على
الخليفة عثمان -رضي الله عنه- ، وكان من رأي الخليفة الجديد عدم التسرع في
ذلك
والانتظار حتى تهدأ نفوس المسلمين ،وتستقر الأوضاع في الدولة الاسلامية
غير أنهم لم يوافقوا على ذلك واستقر رأيهم على التوجه الى البصرة ، فساروا
اليها مع أتباعهم 000
معركة الجمــــــل
خرج الخليفة من المدينة المنورة على رأس قوة من المسلمين على أمل أن يدرك
السيدة عائشة -رضي الله عنها-
ويعيدها ومن معها الى مكة المكرمة ، ولكنه لم يلحق بهم ، فعسكر بقواته في (
ذي قار ) قرب البصرة ، وجرت
محاولات للتفاهم بين الطرفين ولكن الأمر لم يتم ، ونشب القتال بينهم وبذلك
بدأت موقعة الجمل في شهر جمادي
الآخرة عام 36 هجري ، وسميت بذلك نسبة الى الجمل الذي كانت تركبه السيدة
عائشة -رضي الله عنها- خلال
الموقعة ، التي انتهت بانتصار قوات الخليفة ، وقد أحسن علي -رضي الله عنه-
استقبال السيدة عائشة
وأعادها الى المدينة المنورة معززة مكرمة ، بعد أن جهزها بكل ما تحتاج اليه
، ثم توجه بعد ذلك الى الكوفة في
العراق ، واستقر بها ، وبذلك أصبحت عاصمة الدولة الاسلامية 0
مواجهة معاوية
قرر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ( بعد توليه الخلافة ) عزل معاوية بن
أبي سفيان عن ولاية الشام
غير أن معاوية رفض ذلك ، كما امتنع عن مبايعته بالخلافة ، وطالب بتسليم
قتلة عثمان -رضي الله عنه- ليقوم معاوية
باقامة الحد عليهم ، فأرسل الخليفة الى أهل الشام يدعوهم الى مبايعته ،
وحقن دماء المسلمين ، ولكنهم رفضوا
فقرر المسير بقواته اليهم وحملهم على الطاعة ، وعدم الخروج على جماعة
المسلمين .
والتقت قوات الطرفين عند ( صفين ) بالقرب من الضفة الغربية لنهر الفرات
وبدأ بينهما القتال يوم الأربعاء (1 صفر عام 37 هجري ) 000
وحينما رأى معاوية أن تطور القتال يسير لصالح علي وجنده ، أمر جيشه فرفعوا
المصاحف على ألسنة الرماح
وقد أدرك الخليفة خدعتهم وحذر جنوده منها وأمرهم بالاستمرار في القتال ،
لكن فريقا من رجاله
اضطروه للموافقة على وقف القتال وقبول التحكيم ، بينما رفضه فريق آخر 000
وفي رمضان عام 37 هجري اجتمع عمر بن العاص ممثلا عن معاوية وأهل الشام ،
وأبو موسى الأشعري
عن علي وأهل العراق ، واتفقا على أن يتدارسا الأمر ويعودا للاجتماع في شهر
رمضان من نفس العام
وعادت قوات الطرفين الى دمشق والكوفة ، فلما حان الموعد المتفق عليه اجتمعا
ثانية
وكانت نتيجة التحكيم لصالح معاوية 0
الخـــــــــــوارج
أعلن فريق من جند علي رفضهم للتحكيم بعد أن اجبروا عليا -رضي الله عنه- على
قبوله
وخرجوا على طاعته ، فعرفوا لذلك باسم الخوارج ، وكان عددهم آنذاك حوالي
اثني عشر ألفا ، حاربهم الخليفة
وهزمهم في معركة (النهروان) عام 38 هجري ، وقضى على معظمهم ، ولكن تمكن
بعضهم من النجاة والهرب 000
وأصبحوا منذ ذلك الحين مصدر كثير من القلاقل في الدولة الاسلامية 000
استشهاده
لم يسلم الخليفة من شر هؤلاء الخوارج اذ اتفقوا فيما بينهم على قتل علي
ومعاوية وعمرو بن العاص في ليلة واحدة
ظنا منهم أن ذلك يحسم الخلاف ويوحد كلمة المسلمين على خليفة جديد ترتضيه كل
الأمة
وحددوا لذلك ثلاثة من بينهم لتنفيذ ما اتفقوا عليه ، ونجح عبد الرحمن بن
ملجم فيما كلف به
اذ تمكن من طعن علي -رضي الله عنه- بالسيف وهو خارج لصلاة الفجر من يوم
الجمعة الثامن عشر من رمضان
عام أربعين هجرية بينما أخفق الآخران ، وعندما هجم المسلمون على ابن ملجم
ليقتلوه نهاهم علي قائلا :
(( ان أعش فأنا أولى بدمه قصاصا أو عفوا ، وان مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب
العالمين
ولا تقتلوا بي سواه ، ان الله لا يحب المعتدين ))
وحينما طلبوا منه أن يستخلف عليهم وهو في لحظاته الأخيرة قال:
( لهم لا آمركم ولا أنهاكم ، أنتم بأموركم أبصر )
واختلف في مكان قبره000وباستشهاده -رضي الله عنه- انتهى عهد الخلفاء
الراشدين000
رحم الله ابا بكر , و عمر , و عثمان , و على ,
خلفاء رسول الله
صلـــــــى الله عليــــــــــــــه و سلـــــــم
و جمعنا بهم فى الدار الاخرة
و صلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم
د/نور- مشرفه
- s m s : ثقتى فيك يارب انك الله
عدد الرسائل : 1241
العمر : 33
الموقع : أرض الله الواسعة
العمل/الترفيه : دكتورة بيطرية
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
رد: خالد بن الوليد .. معارك وفتوحات
هو محدش شكرني ليه انا كمان منا شركت برده
lolo- مشرف
- s m s :
عدد الرسائل : 242
العمر : 37
العمل/الترفيه : elsfar
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
رد: خالد بن الوليد .. معارك وفتوحات
لا ياخبر
الفكرة تعود لحضرتك برضه
ولا يتساوى ابدا من بدا العمل بمن اكمل المسيرة
وجزاك الله كل خير على الموضوع ده
وبجد مش هضيف مشاركة تانى الا بعد اذن حضرتك
الفكرة تعود لحضرتك برضه
ولا يتساوى ابدا من بدا العمل بمن اكمل المسيرة
وجزاك الله كل خير على الموضوع ده
وبجد مش هضيف مشاركة تانى الا بعد اذن حضرتك
د/نور- مشرفه
- s m s : ثقتى فيك يارب انك الله
عدد الرسائل : 1241
العمر : 33
الموقع : أرض الله الواسعة
العمل/الترفيه : دكتورة بيطرية
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
رد: خالد بن الوليد .. معارك وفتوحات
ههههههههههههههههه
والله سكر انا مش قصدي والله
وعلى فكره لا قيمه لعمل مالم يظهر
وانت سبب ظهور الفكره وطلعها للنور وبالدكتور نور يظهر العمل للنور
استمري يشرفني ان استفيد منك ثم احنا نيجي في مشركاتك البنائه اه
واستمري على كدا احنا كلنا معااااااااااااااااااكي
والله سكر انا مش قصدي والله
وعلى فكره لا قيمه لعمل مالم يظهر
وانت سبب ظهور الفكره وطلعها للنور وبالدكتور نور يظهر العمل للنور
استمري يشرفني ان استفيد منك ثم احنا نيجي في مشركاتك البنائه اه
واستمري على كدا احنا كلنا معااااااااااااااااااكي
lolo- مشرف
- s m s :
عدد الرسائل : 242
العمر : 37
العمل/الترفيه : elsfar
تاريخ التسجيل : 24/04/2009
رد: خالد بن الوليد .. معارك وفتوحات
يانهر ايض يا دكتوره نوووووور بردو انتي الخير والبركه
واكيد ولولو ما عندوش مانع انك تضيفي اي موااااضيع
واكيد ولولو ما عندوش مانع انك تضيفي اي موااااضيع
AMA- مشرف عام
- s m s : علمنتي الحياه ان أصعب ***** انواع البكاء الضحك عندالمحن
عدد الرسائل : 3459
العمر : 37
الموقع :
العمل/الترفيه : طالب بيطري عاوز ييرتاح
تاريخ التسجيل : 08/04/2009
رد: خالد بن الوليد .. معارك وفتوحات
يانهر ايض يا دكتوره نوووووور بردو انتي الخير والبركه
واكيد ولولو ما عندوش مانع انك تضيفي اي موااااضيع
واكيد ولولو ما عندوش مانع انك تضيفي اي موااااضيع
AMA- مشرف عام
- s m s : علمنتي الحياه ان أصعب ***** انواع البكاء الضحك عندالمحن
عدد الرسائل : 3459
العمر : 37
الموقع :
العمل/الترفيه : طالب بيطري عاوز ييرتاح
تاريخ التسجيل : 08/04/2009
مواضيع مماثلة
» برنامج قصص القرآن ( الجزء الثانى ) للدكتور عمرو خالد
» جربمة خالد يوسف وعلا غانم وهيفاء وعادل امام ,,(هام جدا)
» جربمة خالد يوسف وعلا غانم وهيفاء وعادل امام ,,(هام جدا)
NeXt VeT :: •εïз¦ نحو حياة إسلامية ]¦εïз• :: `*:•. القسم الإسلامي العام•:*¨` :: `*هدي الصحابة والتابعين*¨`
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى