؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ ...الموسوعة التاريخية...¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛
صفحة 1 من اصل 1
؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ ...الموسوعة التاريخية...¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛
موسوعــة التاريــخ الحديــث والقديم
جمال عبد الناصر
(15 يناير 1918 - 28 سبتمبر 1970). هو ثاني رؤساءمصر بعد محمد نجيب. تولى السلطة من العام 1954 حتى وفاته العام 1970. و هوقائد ثورة 23 يوليو 1952، ومن أهم نتائج الثورة هي خلع الملك فاروق عنالحكم، و بدء عهد جديد من التمدن في مصر والاهتمام بالقومية العربية والتيتضمنت فترة قصيرة من الوحدة بين مصر وسوريا ما بين عامي 1958 و 1962، والتي عرفت باسم الجمهورية العربية المتحدة. كما أن عبد الناصر شجع عدد منالثورات في أقطار الوطن العربي وعدد من الدول الأخرى في آسيا وأفريقياوأمريكا اللاتينية. و لقد كان لعبد الناصر دور قيادي و أساسي في تأسيسمنظمة التحرير الفلسطينية في سنة 1964 و حركة عدم الانحياز الدولية.
يعتبر عبد الناصر زعيم الأمة و من أهم الشخصياتالسياسية في العالم العربي و في العالم النامي للقرن العشرين والتي أثرتتأثيرا كبيرا في المسار السياسي العالمي. عرف عن عبد الناصر قوميتهوانتماؤه للوطن العربي. و أصبحت أفكاره مذهبا سياسيا سمى تيمنا باسمه وهو"المذهب الناصري" والذي اكتسب الكثير من المؤيدين في الوطن العربي خلالفترة الخمسينيات والستينيات. و بالرغم من أن صورة جمال عبد الناصر كقائداهتزت إبان نكسة 67 إلا أنه مازال يحظى بشعبية وتأييد بين كثير من مؤيديه،و الذين يعتبرونه "رمزا للكرامة والحرية العربية ضد استبداد الاستعمار وطغيان الاحتلال". توفي العام 1970، وكانت جنازته جنازة ضخمة جدا خرجت فيهاأغلب الجنسيات العربية حزنا على رحيله.
نشأته
ولد جمال عبد الناصر حسين سلطان بالأسكندرية قبيل أحداث ثورة 1919 التيهزّت مصر، وحركت وجدان المصريين، ألهبت مشاعر الثورة والوطنية في قلوبهم،وبعثت روح المقاومة ضد المستعمرين. و كان أبوه عبد الناصر حسين خليل سلطانقد انتقل من قريته بني مر بمحافظة أسيوط؛ ليعمل وكيلا لمكتب بريد باكوسبالإسكندرية، وقد تزوج من السيدة "فهيمة" ابنة "محمد حماد" تاجر الفحمالمعروف في المدينة.
وفي منزل والده- رقم 12 "شارع الدكتور قنواتي"- بحي فلمنج ولد في (15يناير 1918). وقد تحول هذا المنزل الآن إلي متحف يضم ممتلكات جمال عبدالناصر في بدايه حياته . وكان والده دائم الترحال والانتقال من بلدة إلىأخرى؛ نظراً لطبيعة وظيفته التي كانت تجعله لا يستقر كثيرا في مكان.
جمال في بيت عمه
و لم يكد يبلغ الثامنة من عمره حتى تُوفيت أمه في(18 رمضان 1344 هـ / 2 أبريل 1926) وهي تضع مولودها الرابع "شوقي" بعدأخوته الليثي وعز العرب، وكان عمه "خليل"، الذي يعمل موظفا بالأوقاف فيالقاهرة متزوجاً منذ فترة، ولكنه لم يرزق بأبناء، فوجد في أبناء أخيهأبوته المفتقدة وحنينه الدائم إلى الأبناء؛ فأخذهم معه إلى القاهرة؛ليقيموا معه حيث يوفر لهم الرعاية والاستقرار بعد وفاة أمهم.
وبعد أكثر من سبع سنوات على وفاة السيدة "فهيمة" تزوج الوالد عبد الناصرمن السيدة "عنايات مصطفى" في مدينة السويس وذلك سنة 1933، ثم ما لبث أن تمنقله إلى القاهرة ليصبح مأمورا للبريد في حي الخرنفش بين الأزبكيةوالعباسية؛ حيث استأجر بيتا يملكه أحد اليهود المصريين، فانتقل مع إخوتهللعيش مع أبيهم. بعد أن تم نقل عمه "خليل" إلى إحدى القرى بالمحلة الكبرى،وكان في ذلك الوقت طالبًا في الصف الأول الثانوي.
زواجه
وفى ٢٩ يونيه ١٩٤٤ تزوج جمال عبد الناصر من تحيةمحمد كاظم – ابنة تاجر من رعايا إيران – كان قد تعرف على عائلتها عن طريقعمه خليل حسين، وقد أنجب ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد وعبدالحميد(علي اسم أخو تحيه المتوفي خالد) و عبد الحكيم (علي اسم عبد الحكيمعامر صديق عمره). لعبت تحية دوراً هاماً في حياته خاصة في مرحلة الإعدادللثورة واستكمال خلايا تنظيم الضباط الأحرار، فقد تحملت أعباء أسرتهالصغيرة - هدى ومنى - عندما كان في حرب فلسطين، كما ساعدته في إخفاءالسلاح حين كان يدرب الفدائيين المصريين للعمل ضد القاعدة البريطانية فيقناة السويس في ١٩٥١، ١٩٥٢.
جمال في حياته العسكرية
بعد حصوله على شهادة الثانوية من مدرسة النهضة المصرية بالقاهرة(في عام1356 هـ / 1937)، كان يتوق إلى دراسة الحقوق، ولكنه ما لبث أن قرر دخولالكلية الحربية، بعد أن قضى بضعة أشهر في دراسة الحقوق. دخل الكليةالحربية، ولم يكن طلاب الكلية يتجاوزن 90 طالبا. وبعد تخرجه في الكليةالحربية (عام 1357 هـ / 1938) التحق بالكتيبة الثالثة بنادق، وتم نقله إلى"منقباد" بأسيوط؛ حيث التقى بأنور السادات وزكريا محيي الدين.
وفي سنة (1358هـ / 1939) تم نقله إلى الإسكندرية ، وهناك تعرف على عبدالحكيم عامر، الذي كان قد تخرج في الدفعة التالية له من الكلية الحربية،وفي عام 1942 تم نقله إلى معسكر العلمين، وما لبث أن نُقل إلى السودانومعه عامر.
وعندما عاد من السودان تم تعيينه مدرسا بالكلية الحربية، والتحق بكليةأركان الحرب؛ فالتقى خلال دراسته بزملائه الذين أسس معهم "تنظيم الضباطالأحرار".
الثوار في حرب فلسطين
كانت الفترة ما بين 1945و1947 هي البداية الحقيقيةلتكوين نواة تنظيم الضباط الأحرار؛ فقد كان معظم الضباط، الذين أصبحوا-فيما بعد "اللجنة التنفيذية للضباط الأحرار"، يعملون في العديد من الوحداتالقريبة من القاهرة، وكانت تربطهم علاقات قوية بزملائهم؛ فكسبوا من بينهممؤيدين لهم.
وكانت حرب 1948 هي الشرارة التي فجّرت عزم هؤلاء الضباط على الثورة، بعدالنكبة التي مني بها العالم العربي في فلسطين. و في تلك الأثناء كان كثيرمن هؤلاء الضباط منخرطين بالفعل في حرب فلسطين.
نشأة تنظيم الضباط الأحرار
وفي صيف 1949 نضجت فكرة إنشاء تنظيم ثوري سري فيالجيش، وتشكلت لجنة تأسيسية ضمت في بدايتها خمسة أعضاء فقط، هم: جمال عبدالناصر، وكمال الدين حسين، وحسن إبراهيم، وخالد محيي الدين، وعبد المنعمعبد الرءوف، ثم زيدت بعد ذلك إلى عشرة، بعد أن انضم إليها كل من: أنورالسادات، وعبد الحكيم عامر، وعبد اللطيف البغدادي، وزكريا محيي الدين،وجمال سالم. وظل خارج اللجنة كل من: ثروت عكاشة، وعلي صبري، ويوسف منصورصديق.
وفي ذلك الوقت تم تعيين جمال عبد الناصر مدرسا في كلية أركان الحرب، ومنحهرتبة بكباشي (مقدم)، بعد حصوله على دبلوم أركان الحرب العام 1951 في أعقابعودته من حرب فلسطين، وكان قد حوصر هو ومجموعة من رفاقه في "الفالوجة"أكثر من أربعة أشهر، وبلغ عدد الغارات الجوية عليها أثناء الحصار 220غارة. عاد بعد أن رأى بعينه الموت يحصد أرواح جنوده وزملائه، الذين رفضواالاستسلام لليهود، وقاوموا برغم الحصار العنيف والإمكانات المحدودة،وقاتلوا بفدائية نادرة وبطولة فريدة؛ حتى تم رفع الحصار في (جمادى الآخرة1368 هـ / مارس 1949.
دخل دورات خارج مصر منها دورة السلاح أو الصنف في بريطانيا، مما أتاح لهالتعرف على الحياة الغربية والتأثر بمنجزاتها. كما كان دائم التأثربالأحداث الدولية وبالواقع العربي وأحداثه السياسية وتداعيات الحربالعالمية الثانية وانقلاب بكر صدقي باشا كأول انقلاب عسكري في الوطنالعربي في العراق العام 1936. وثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق ضدالإنجليز والحكومة الموالية لهم عام 1941 .وتأميم مصدق لنفط إيران عام1951. والثورات العربية ضد المحتل مثل الثورة التونسية والثورة الليبية.كما أعجب بحركة الإخوان المسلمين ثم مالبث أن توصل إلى رأي بأن لا جدوى منأحزاب دينية في وطن عربي يوجد فيه أعراق وطوائف وأديان مختلفة.
ثورة 23 يوليو / وقيام الجمهورية
بعد سلسلة من الإخفاقات التي واجهها الملك داخليا وخارجيا وخصوصا تخبطه فيعلاقاته أثناء الحرب العالمية الثانية بين دول المحور والحلفاء، مما زعزعموقف مصر كثيرا وأدى إلى إنشاء ثاني أكبر قاعدة بريطانية في المنطقة فيالسويس "بعد الحبانية في الفلوجة في العراق ". وكذلك موقفه في حرب 1948التي خسر فيها الحرب. وقبل ذلك كانت الدعوات والضغوطات داخليا وعربيا تحثقادة الجيش على لعب دورا في إصلاح الأوضاع المصرية، منها ما كانت تبثهمحطة إذاعة برلين العربية إبان الحرب العالمية الثانية والتي كانت تحتتصرف كل من الشخصية الوطنية العراقية رشيد عالي الكيلاني ومفتي القدس أمينالحسيني، وأخذ الكيلاني بعد أن نجح في العراق عام 1941 بإحداث أول ثورةتحررية قي الوطن العربي ضد الإنجليز ذات أبعاد قومية تنادي بوحدة الأقطارالعربية أطلق التصريحات والبيانات للقادة والجيوش العربية بضرورة الانتفاضضد الهيمنة البريطانية والفرنسية. وحث الجيش المصري على الثورة ضدالمستعمر الذي يدعم النظام الملكي منبهين من خطر المخططات الأجنبية لمنحفلسطين لليهود، وخص الجيش المصري بخطاب يحثه على مقاومة الإنجليز من خلالدعم وتأييد الالمان ودول المحور. وبعد مهادنة الملك فاروق للانجليز أصدرالكيلاني بيانا يحث الجيش المصري بالانتفاض على الملك ولقيت دعوة الكيلانيالتفهم والترحيب لدى القادة العسكريين المصريين وكانت لطروحاته وشعاراتهالثورية والتحررية من خلال إذاعة برلين العربية الأثر في نفوس ثوار مصربالاطاحة بالملك فاروق في حركة يوليو/ تموز 1952 ، لاسيما بعد أن تعمق هذاالاحساس بعد حرب 1948.
و في 23 يوليو 1952 قامت الثورة، ولم تلقَ مقاومة تذكر، ولم يسقط في تلكالليلة سوى ضحيتين فقط، هما الجنديان اللذان قتلا عند اقتحام مبنى القيادةالعامة. وكان الضباط الأحرار قد اختاروا محمد نجيب رئيسا لحركتهم، وذلكلما يتمتع به من احترام وتقدير ضباط الجيش؛ وذلك لسمعته الطيبة وحسهالوطني، فضلا عن كونه يمثل رتبة عالية في الجيش، وهو ما يدعم الثورةويكسبها تأييدا كبيرا سواء من جانب الضباط، أو من جانب جماهير الشعب.
وكان عبد الناصر هو الرئيس الفعلي للجنة التأسيسية للضباط الأحرار؛ ومن ثمفقد نشأ صراع شديد على السلطة بينه وبين محمد نجيب، ما لبث أن أنهاه عبدالناصر لصالحه في (17 ربيع الأول 1374 هـ / 14 نوفمبر 1954)، بعد أن اعتقلمحمد نجيب، وحدد إقامته في منزله ، وانفرد وحده بالسلطة.
و استطاع أن يعقد اتفاقية مع بريطانيا لجلاء قواتها عن مصر في وذلك في 19أكتوبر 1954، وذلك بعد أن اتفقت مصر وبريطانيا على أن يتم منح السودانالاستقلال.
في العام 1958 أقام وحدة اندماجية مع سوريا، وسميت الدولة الوليدةبالجمهورية العربية المتحدة، إلا أن هذه الوحدة لم تدم طويلاً ، حيث حدثانقلاب في الاقليم السوري في سبتمبر من عام 1961 أدى إلى إعلان الانفصالثم تم عقد معاهدة وحدة متأنية مع العراق وسوريا العام 1964 إلا أن وفاةالرئيس العراقي المشير عبد السلام عارف عام 1966 ثم حرب 1967 حالت دونتحقيق الوحدة. علما أن مصر استمرت في تبني اسم "الجمهورية العربيةالمتحدة" وذلك لغاية عام 1971 أي إلى ما بعد رحيل عبد الناصر بعام.
بعد حرب حرب 1967 كما سميت في إسرائيل والغرب أو النكسة كما عرفت عندالعرب، خرج عبدالناصر على الجماهير طالباً التنحي من منصبه، إلا أنه خرجتمظاهرات في العديد من مدن مصر و خصوصا في القاهرة طالبته بعدم التنحي عنرئاسة الجمهورية
من إنجازاته
وافق على مطلب السوريين بالوحدة مع مصر في الجمهوريةالعربية المتحدة، والتي لم تستمر أكثر من ثلاث سنين تحت اسم الجمهوريةالعربية المتحدة (1958-1961) وسط مؤامرات دولية وعربية لإجهاضها.
استجاب لدعوة العراق لتحقيق أضخم إنجاز وحدوي مع العراق وسوريا بعد توليالرئيس العراقي المشير عبد السلام عارف رئاسة الجمهورية العراقية بما يسمىباتفاق 16 ابريل 1964.
قام بتأميم قناة السويس وإنشاء السد العالي على نهر النيل.
تأسيسه منظمة عدم الانحياز مع الرئيس اليوغوسلافي تيتو والإندونيسي سوكارنو والهندي نهرو.
تأميم البنوك الخاصة و الأجنبية العاملة في مصر.
قوانين الاصلاح الزراعى و تحديد الملكية الزراعية والتى بموجبها صار فلاحومصر يمتلكون للمرة الأولى الأرض التي يفلحونها ويعملون عليها وتم تحديدملكيات الاقطاعيين بمئتى فدان فقط .
إنشاء التليفزيون المصري (1960)
قوانين يوليو الاشتراكية (1961)
إبرام اتفاقية الجلاء مع بريطانيا العام 1954، والتى بموجبها تم جلاء آخرجندي إنجليزى عن قناة السويس و مصر كلها في الثامن عشر من يونيو 1956 .
بناء إستاد القاهرة الرياضي بمدينة نصر.
إنشاء كورنيش النيل.
إنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب.
التوسع في التعليم المجاني على كل المراحل.
التوسع المطرد في مجال الصناعات التحويلية.
يقول د.علي الجربتلي المنتمي إلى المدرسة الليبرالية في الاقتصاد "انه فيعهد عبد الناصر، قامت الثورة باستصلاح 920 الف فدان، وتحويل نصف مليونفدان من ري الحياض إلى الري الدائم". ما يصل بنا إلى مساحة مليونواربعمائة الف فدان.
يضيف د.جربتلي "فيما يتعلق بالقطاع الصناعي، انه حدث تغيير جذري في الدخلوالانتاج القومي، فقد زادت قيمة الانتاج الصناعي بالاسعار الجارية من 314مليون جنيه سنة 1952 إلى 1140 مليون جنيه سنة 1965 ووصلت إلى 1635 مليونسنة 1970 وزادت قيمة البترول من 34 مليون جنيه سنة 1952 إلى 133 مليون سنة1970، ناهيك عن وفرة الطاقة الكهربائية، خصوصا بعد بناء السد العالي".
أما د.إسماعيل صبري عبد الله الذي تولى وزارة التخطيط الاقتصادي في عهدالسادات فيقول "أن الإنتاج الصناعي كان لا يزيد عن 282 مليون جنيه سنة1952 وبلغ 2424 مليون جنيه سنة 1970, مسجلا نموا بمعدل 11.4% سنويا,ووصلتمساهمته في الدخل القومي إلى 22% سنة 1970 مقابل 9% سنة 1952,ووفرت الدولةطاقة كهربائية ضخمة ورخيصة، وزاد الإنتاج من 991 مليون كيلو وات/ساعة إلى8113 مليون كيلو وات/ساعة." ويقول د.صبري "ان الثورة جاوزت نسبة 75% فيالاستيعاب لمرحلة التعليم الالزامي، وارتفع عدد تلاميذ المرحلة الابتدائيةمن 1.6 مليون إلى 3.8 مليون، وعدد تلاميذ المدارس الاعدادية والثانوية من250 الف إلى 1.500.000 وعدد طلاب الجامعات من 40 الف إلى 213 الف".
مساندة للحركات الثورية في الوطن العربي
اعتبر الرئيس ناصر من أبرز الزعماء المنادين بالوحدةالعربية وهذا هو الشعور السائد يومذاك بين معظم الشعوب العربية. وسبقه فيذلك الزعيم العربي الشريف حسين قائد الثورة العربية الكبرى. كان "مؤتمرباندونج" سنة 1955 نقطة انطلاق عبدالناصر إلى العالم الخارجي.
دعم الرئيس عبد الناصر القضية الفلسطينية وساهم شخصيا بحرب العام 1948وجرح فيها. وعند توليه الرئاسة اعتبر القضية الفلسطينية من أولوياتهلأسباب عديدة منها مبدئية ومنها إستراتيجية تتعلق بكون قيام دولة معاديةعلى حدود مصر سيسبب خرقا للأمن الوطني المصري. كما أن قيام دولة إسرائيلفي موقعها في فلسطين يسبب قطع خطوط الاتصال التجاري والجماهيري مع المحيطالعربي خصوصا الكتلتين المؤثرتين الشام والعراق لذلك كان يرى قيام وحدةإما مع العراق أو سوريا أو مع كليهما.
و كان لعبد الناصر دور بارز في مساندة ثورة الجزائر وتبني قضية تحريرالشعب الجزائري في المحافل الدولية، وسعى كذلك إلى تحقيق الوحدة العربية؛فكانت تجربة الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958 تحت اسم الجمهوريةالعربية المتحدة، وقد تولى هو رئاستها بعد أن تنازل الرئيس السوري شكرىالقوتلي له عن الحكم، إلا أنها لم تستمر أكثر من ثلاث سنوات.
كما ساند عبد الناصر الثورة العسكرية المتمردة التي قام بها الجيش بزعامةالمشير عبد الله السلال في اليمن بسنة 1962 ضد الحكم الإمامي الملكي حيثأرسل عبد الناصر نحو 70 ألف جندي مصري إلى اليمن لمقاومة النظام الملكيالذي لقي دعما من المملكة السعودية وقد يعزى إلى هذا التدخل إرهاق الجيشالمصري في اليمن مما سبب الخسارة الفادحة في عام النكسة. كما أيد حركةيوليو 1958 الثورية في العراق التي قادها الجيش العراقي بمؤازرة القوىالسياسية المؤتلفة في جبهة الاتحاد الوطني للاطاحة بالحكم الملكي في 14يوليو 1958.
حقائق
جلاء القوات البريطانيا عن مصر في 19 أكتوبر 1954،
تعرض لمحاولة اغتيال في 26 أكتوبر1954م. عندما كان يلقي خطبة جماهيرية فيميدان المنشية بمدينة الإسكندرية الساحلية في احتفال أقيم تكريماً لهولزملائه بمناسبة اتفاقية الجلاء ، حيث ألقيت عليه ثمان رصاصات لم تصبهأيا منها لكنها أصابت الوزير السوداني "ميرغني حمزة" وسكرتير هيئة التحريربالإسكندرية "أحمد بدر" الذي كان يقف إلى جانب جمال عبد الناصر، وألقيالقبض علي مطلق الرصاص، الذي تبين لاحقا أنه ينتمي الي تنظيم الاخوانالمسلمين .
ما لبث أن اصطدم بجميع الناشطين السياسيين و على رأسهم الشيوعيون و جماعةالإخوان المسلمين وكلاهما جماعات محظور نشاطها في مصر في ذلك الوقت. وألقتالدولة المصرية آنذاك القبض علي الآلاف من أعضاء تلك الجماعات، و أجريتلهم محاكمات عسكرية و حكم بالإعدام على عدد منهم. وامتدت المواجهات إلىالنقابات المختلفة؛ فقد تم حلّ مجلس نقابة المحامين في التي حلت بتاريخ 26ديسمبر 1954، ثم تلتها نقابة الصحفيين في العام 1955 كما ألغيت الحياةالنيابية و الحزبية و وحدت التيارات في الاتحاد القومي عام 1959، ثمالاتحاد الاشتراكي بعام 1962.
في 26 سبتمبر 1962 أرسل الرئيس عبد الناصر القوات المسلحة المصرية إلىاليمن لدعم الثورة اليمنية التي قامت على غرار الثورة المصرية، وأيدتالسعودية الامام اليمني المخلوع خوفا من امتداد الثورة إليها. وهو ما أدىإلى توتر العلاقات المصرية السعودية، ويقول بعض المراقبين "بان ذلك كان لهأثره السيئ في استنزاف موارد مصر وإضعاف قوتها العسكرية، وكانت أبرزعواقبه الوخيمة تلك الهزيمة العسكرية الفادحة التي منيت بها القواتالمسلحة في نكسة 1967".
في يونيو 1967 قصف سلاح الطيران الإسرائيلي جميع المطارات العسكرية لدولالطوق واستطاع تدمير سلاح الطيران المصري على الأرض، و قتل آلاف من الجنودالمصريين في انسحاب الجيش غير المخطط له من سيناء مما أدى إلى سقوط شبهجزيرة سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان في يد إسرائيل فيغضون ستة أيام.
وفاته
آخر مهام عبد الناصر كان الوساطة لإيقاف أحداث أيلولالأسود بالأردن بين الحكومة الأردنية والمنظمات الفلسطينية في قمة القاهرةفي 26 إلى 28 سبتمبر 1970. حيث عاد من مطار القاهرة بعد أن ودع صباحالسالم الصباح أمير الكويت. عندما داهمته نوبة قلبية بعد ذلك، وأعلن عنوفاته في 28 سبتمبر 1970 عن عمر 52 عاما بعد 18 عاماً قضاها في رئاسة مصر،ليتولى الحكم من بعده نائبه محمد أنور السادات.
حرب المائة عام
عبارة عن نزاع بين فرنسا وإنجلترا، التي دامتْ 116 سنةَ مِنْ 1337 إلى1453. إدّعى الملوكُ الإنجليزُ العرشُ الفرنسيُ وكافحوا من أجله. هذهالمعركةِ قوطعتْ بعِدّة فترات طويلة مِنْ السلامِ قَبْلَ أَنْ تنتهي بطردِالإنجليزِ مِنْ فرنسا، بإستثناء كاليه.وكانت الحرب سلسلة من النزاعاتِومقسمةُ إلى ثلاثة مراحلِ:
الحرب الإدواردية (1337-1360)
حرب كارولين (1369-1389)
حرب لانكاستريان (1415-1429)
والهبوط البطيئ للثرواتِ الإنجليزيةِ بعد ظهورِ جوان .امابنسبة للتعبير "حرب المائة عام" كَانت تعبير تأريخي لاحقاً إخترعَ مِن قِبل المؤرخينلوَصْف سلسلةِ الأحداثِ. تَستمد الحربُ أهميتُها التأريخيةُ إلى عدد مِنْالعواملِ. مع ذلك كانت اساساً نزاع سلالي،ولقد ساعدتْ الحربَ على تَطويرالجنسيةِ الفرنسيةِ والإنجليزيةِ. وكانت مقدمةَ للأسلحةِ والوسائلِالجديدةِ، الذي غيّرا النظامَ الأقدمَ للجيوشِ الإقطاعيةِ والذي كانيسيطرَ عليه سلاحِ الفرسان الثقيلِ. والذي كان يعتبر الجيوش الدائميةالأولى في أوروبا الغربية منذ زمن الإمبراطورية الرومانية ، لذاتغير دورطبقةِ الفلاحين. كُلّ هذا ، بالإضافة إلى المدّة الطويلةِ،جعل المؤرخينيعتبرونها في أغلب الأحيان كأحد النزاعاتَ الأهمَّ في تأريخِ الحروبِ فيالقرون الوسطى.
تعدى تأثير هذه الحرب إلي ممالك ودوقيات مجاورة ، وتعتبر تلك الحرب أطولالحروب الأوروبية وتعتبر تلك الفترة <فترة الحرب> نهاية للعصورالوسطى وبداية للعصور الحديثة. حيث كانت إنجلترا وفرنسا تحت حكم أنظمةملكية تقلبت بين القوةوالضعف ففى فرنسا كانت الملكية تعانى من قلة المواردوالصراع بين النبلاء والإقطاعيين ورجال الدين وعامة الشعب ويتفاوت هذاالصراع ويتباين بالنظر إلي حال الجالس على العرش ، وقد حكم فرنسا خلال حربالمائة عامخمسة ملوك أهمهم فيليب السادسوشارل الخامس حتى شارل السابعوأعتمدت فرنسا على الضرائب المختلفة وفى الحكم على مجلس الدولةوأعوانهومجلس طبقات الأمة. ولمتختلف أنجلترا عن ذلك كثيرا فقد أعتمدت علي الزراعةوتربية الأغنام وتجارة الصوفوكانت إنجلترا تابعة لملك فرنسا,وحكم أنجلترامن الملوك أثناء الحرب خمسة هم إدوارد الثالث وريتشارد الثاني وهنريالرابع حتى هنري السادس وعانى ملوكأنجلترا من كثير من المشاكل الداخلية فيالعلاقات مع أسكتلندا وأيرلندا وتنظيم الدخل والعلاقات مع النبلاءوالأقطاعيينورجال الدين.
أسباب حرب المائة عام
تعود الأسباب إلي تعقد العلاقات بين البلدين منذ منتصف القرن الثالث عشر1250م تقريبا وترتب علي جذور تلك العلاقات أن أصبحت أنجلترا تابعة لملكفرنسا الذي أستغل تلك التبعية في الحصول على كثير من المكاسب المادية فيشكل ضرائب وحقوق سيادةوالكثير من السلع التجارية هذا بالإضافة للضغوطالسياسية والمعنوية وكان لذلك الأثر الكبير في رغبةإنجلترا للتخلص من تلكالتبعية حتى وإنكان ذلك بالحرب المدمرة.
السبب الأول للحرب سياسي يتعلق برغبة أنجلترا التخلص من التبعية لفرنسا.
السبب الثانى للحرب أقتصادي ذلك أن إنجلترا كانت تعتمد في جزء هام منأقتصادها على كونتيه الفلاندر التي كان تصدر إليها صوف الغنم الأنجليزيوالذي كان يجد له سوقا رائجا في الفلاندر بجانب العنب والنبيذ,كانت كونتيهالفلاندر أحد تبعيات ملك فرنسا ولكنها كانت شبه مستقلة ولكن ملك فرنساتدخل كثيرا في شؤنها الداخلية واحتل بعض مدنها كما تدخل في حرية الكونتصاحب الفلاندر فأشتكى الكونت بدوره لملك إنجلترا فما كان من ملك فرنسا سوىأحتلالها فأصبح ملك أنجلترا في مأزق باب أقتصادي كان مفتوحا للأقتصادالأنجليزى.
السبب الثالث يتعلق بشخص ملك فرنسا الذي كان ضعيفا مسرفا في أنفاقه محبللبذخ والحفلات الصاخبة ولم يحكم البلاد بنفسه بل ترك امرها لخاصتهوحاشيته وتكلب علي حفلاته ومجالسه الكثير من أصحاب المصالح والمنتفعينورجال الدين والأعيان ، فكان الملك دائم الأفلاس وأستدان من الجميع حتى منالموظفين والضباط, كما أنه لم ينشىء جيش نظامي وأكتفى بجيش مؤقت مرهونبموافقة السادة الاقطاعيين كما انه لم يوجد سوى بعض الفرسان غير النظاميينوالضعاف كان هذا دافع كبير أغرى ملك إنجلترا للغزو.
السبب الرابع على النقيض من السبب الثالث فقد كانت أنجلترا تتمتع بحكم ملكقوي وهو إدوارد الثالث الذي كان عمليا واقعيا يخطط لأهدافه ويصر علىالحصول عليها كما نجح في علاقاته الداخلية مع الأقطاعيين وأحكم سيطرته علىنظام حكمه وشعبه ساعيا في اقتصاد بلاده والأهم من ذلك أنه كون جيشا نظامياقويا مدربا على أسس جديدة وكان أفراد الجيش علي قناعة بمهامهم وتكونت منهمفرق لرماة النبال والسهام وقوة ضاربة من سلاح المدفعية ، وغير ذلك منوسائل التكتيك الحديثة ، أضف إلى ذلك أسطول قوى ضارب وكان على النقيض منذلك تماما الجيش الفرنسي .
dr:sniper- شخصية هامة
- s m s : أَنْهى الحـــــديثَ ، ولمْ يفـطن لخطبـــتهِ إلاَّ الصَّــدى و الّلَظى في قَـــلْبِه الدَّامي
وجَلْجَــــــــلَتْ صرْخةُ المستـهزئينَ بهِ : فــــــاتَ الأوانُ ، فلا تركن لأوهــــــامِ
نســـــيْتَ أنَّ لنــــا ربًّــــــا نلــــوذُ بـــهِ إذا تَـــــــطَاوَلَ فـينا جَـــــــورُ حُــــكَّامِ
عدد الرسائل : 5173
العمر : 35
الموقع : next vet
العمل/الترفيه : طبيب بـــــــــــيطري
تاريخ التسجيل : 13/12/2008
رد: ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ ...الموسوعة التاريخية...¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛
حوادث الحرب وتطوراتها
في صيف 1339 بدأ إدوارد الثالث حربه ضد فرنسا وكانتالبداية في شكل تكثيف نشاط ديبلوماسي وكسب علاقات لحصار فرنسا أمام موجاتمتلاحقة من عداء المحيطين لفرنسا فكان التأييد لأنجلترا من الفلاندر التيأصيبت بضرر أقتصادى جسيم كما ذكرنا في السبب الثاني وحتى على السواحلالفرنسية كسبت إنجلترا التأييد والتشجيع, وبدأ الملك إدوارد حربه بمعركةبحرية على السواحل الفرنسية أنزلت فيها البحرية الأنجليزية ضرر بالغوخسارة فادحة جعلت فرنسا تخسر أسطولها الذى تكون على مدار
سنوات طويلة
وواصل إدوارد الثالث أستعدداده ففى شهر يوليو من عام 1346 نزل بقواتهالبرية في الأراضي الفرنسية وكانت حربا سهلة بدون عقبات فالدفاع ضعيفوأمكانات الجيش الفرنسي أضعف وخرج ملك فرنسا فيليب السادس بفرسانه لملاقاةالزحف إلا أن اللقاء أثبت تفوق الجيش الأنجلزي الذى تمكن بسهامه من قهرالجيش الفرنسي وقتل منه الآلاف ففر ملك فرنسا من المعركة
وواصل الجيش الأنجلزي زحفه حتى وصل لمدينه كالييه التي سلمت للأنجليزعام1347 ومع تأكد ملك فرنسا من ضعف أمكانياته عقد هدنة مع ملك إنجلترا ،وفى عام 1350 توفي ملك فرنسا فيليب السادس. جاء بعد فيليب السادس ملكاضعيفا واصل الحرب
وجائت المعركة البرية الثانية لتنزل الهزيمة بالجيش الفرنسى وأخذت إنجلتراملك فرنسا أسيراً في معركة بواتييه 1356 فكانت كارثة سياسية إلى جانبالكارثة العسكرية واضربت أحوال فرنسا بعد الهزيمة وجيء بالأمير شارل وكانشابا صغير السن لا خبرة له لتزداد الأمور سوءاً وتكثر الأضطرابات في كلأنخاء البلاد وما لبث ان عاد ملك فرنسا من أسره ولكن بشروط لمتنفذ حتىالتوقيع على معاهدة بين الطرفين
تعرف بمعاهدة كالييه عام 1360. من شروط معاهدة كالييه أن تحصل بريطانياعلى كل شمال غرب فرنسا مع المناطق التي أحتلتها إنجلترا قبل ذلك علاوة علىكالييه في الشمال وأن تدفع فرنسا لأنجلترا ثلاثة ملايين جنيه من الذهب ،والكثر من ذلك أن أنجلترا أذلت فرنسا بأن اتفق على تسليم أثنين من أبناءالملك الفرنسي وأخوالملك وسبعة وثلاثون اميرا مع تسليم ممثلين عن الدولالهامة وسلم هؤلاء كرهائن عند الأنجليز جعلت تلك الشروط ملك فرنسا يحياحياة مهينةوأثقل كاهل البلاد بالذل والخضوع. جاء بعد ذلك على عرش البلادشارل الخامس ليواصل الكفاح ضد الأحتلال الأنجليز
وكان قد أستفاد من التجارب السابقة فدخل مع إنجلترا في معارك منفصلةوأستدرج إنجلترا في معارك داخلية أثقلت كاهل إنجلترا وأستمرت هذه الحروبلسنواتأفقدت النجليز الكثير من المواراد والإمكانيات,ووقف إلى كانب شارلالخامس الشعب الفرنسى الذي مل من الرضوغ وقلة الموارد ومذلة النفس ومن ثمكان تجاوبه لصالح فرنسا قبل ملكها ، فحدث أن خسرت أنجلترا الكثير منالمواقع التي أحتلتها وأضطرت لعقد سلسلة من أتفاقيات الهدنة بداية من عام1375
وانعكست هذه الاوضاع على داخل إنجلترا التى قلت مواردهاوأنقلبت أوذاعهاالداخلية وما لبث أن مات إدوارد الثالث عام 1377 ليأتى بعده ريتشاردالثاني ليُحاصر بصراعات داخل أنجلترا وحرب مفتوحة مع فرنسا تحتاج إل حلولحاسمة. وفي فرنسا جائت وفاة الملك شارل الخامس فجأة ويأتي بعده شارلالسادس عام 1378 وكان صغيراً ومن ثم كانت الوصاية عليه فتحت باب الصراع فيداخل فرنسا
والمنافسة للوصول إلى المانصب الكبرى والمكاسب المادية دون اعتبار للصراعالخارجى مع إنجلترا والمهدد بالانفجار في أية لحظة, وأنعكس الصراع علياوضاع العامة التي انتقل إليها الصراع والتفتت وشيوع التمردوالعصابات.
وبالرغم من أن الأضرابات كانت في إنجلترا ايضا وتلك نتيجة طبيعية لطول أمدالحروب إلا انها كانت أبشع في فرنسا شجع ذلك هنري الخامس على القيام بغزوةجديدة عام 1413 وطالب هنرى الخامس من ملك فرنسا شارل السادس التنازل عنالعرش كما طلب بالزواج من أبنة الملك الفرنسى.
وواصل هنري الخامس حروبه وأنتصاراته في فرنسا وسط مقاومة ضعيفة ومقتل آلافالفرسان بفعل مهارة رماة السهام الأنجليز وكان ذلك عام 1415 ووجد الملكالفرنسى نفسه في موقف الذل والمهانة فأضطر للاعتراف بملك أنجلترا هنرىالخامس ملكا على فرنسا
وترتب علي ذلك ظهور حالة من اليأس في أوصال الشعب الفرنسي وسط ترتيباتانتشار الدارة الأنجليزية بموظفيها لتدير امور البلاد والمدن الفرنسيةوجائت الطامة الكبرى بضياع الهيبة والصولجان وكان ذلك توقيع معاهدة تروافي 12 مايو 1420. وفي اطار وبموجب تلك المعاهدة أعطى ملك أنجلترا يد أبنتهلملك فرنسا ليحرم أبنه من وراثة العرش وبذلك تنضم فرنسا للتاج البريطانى,وجائت وفاة هنري الخامس عام 1424 مفاجئة لينتقل العرش إلى خليفته هنريالسادس الصغير ويحكم بالوصاية
جاء حكم الأوصياء ظالما مما أشاع روح الذل والغضب في الشعب الفرنسي. بدأتبوادر المقاومة بأن توج الفرنسيين عليهم شارل السابع سرا كملك لفرنسا عام1422 ،وما لبث أن شاع الأمر فدخل في معارك مع الجيش الأنجليزي وذاقالهزيمة مرات متتالية بسبب جيش إنجلترا النظامي والقوي وقواته الضعيفة,
وبالرغم من ذلك أستمر في الحرب بتاييد من الشعب الفنسي الذي أرتوى بروحالمقاومة, ووسط حماس المقاومة ظهرت فتاة ريفية ذكية تدعى جان دارك قالتأنها تأتيها أصوات من السماء تذكر لها أن الله قد اختارها إجلاس الملكشارل السابع على العرش لتواصل معه المقاومة وإجلاء المحتل الأنجليزي وقدنجحت بالفعل في بعض معاركها مع الأنجليز ومنها فك حصارهم عن مدينة أورليانكما نجحت في تنصيب شارل السابع على العرش رسميا في يولو من عام 1429بمدينة ريمس
ولكن سوء الطالع أوقعها في الأسر التي أعدمتها بدعوة الهرطقة لتكون بذلكجان دارك رمز للمقاومة والعزة في فرنسا إلى بومنا هذاوجائت ملحمة كفاح جاندارك لتلهب حماس الشعب الفرنسي الذي واصل المقاومةوأرهب المحتل الأنجليزيوطلب الأنجليز عقد الصلح الذي تم في عام 1435 بمعاهدة أراس التي محت كثيرمن شروط المعاهدة المهينة تروا. وواصل الملك والشعب الفرنسي الكفاح فيمعاركمريرة تخللها بعض فترات من الهدنة منها عام 1444 والتي تزوجت فيهاالأميرة مارجريت أبنه أخو ملك فرنسا من ملك أنجلترا هنري السادسفكان ذلكجانب قضة تحرير فرنسا وعادت الحرب من جديد بين البلدين في عام1449 وكانتتلك خر الحروب حتى تم خروج آخر جندي أنجليزى من أرض فرنسا والجلاء الكاملماعدا كالييه وكان ذلك في عام 1453.
ظهرت قوة التتار في أوائل القرن السابع الهجري، وحتى نفهم الظروف التينشأت فيها هذه القوة لابد من إلقاء نظرة على واقع الأرض في ذلك الزمان..
الناظر إلى الأرض في ذلك الوقت يجد أن القوى الموجودة كانت متمثلة في فئتين رئيسيتين:
أما الفئة الأولى فهي أمة الإسلام
المساحات الإسلامية في هذا الوقت كانت تقترب من نصف مساحات الأراضيالمعمورة في الدنيا.. كانت حدود البلاد الإسلامية تبدأ من غرب الصين وتمتدعبر آسيا وأفريقيا لتصل إلى غرب أوروبا حيث بلاد الأندلس..
وهي مساحة شاسعة للغاية، لكن وضع العالم الإسلامي - للأسف الشديد - كانمؤلماً جداً.. فمع المساحات الواسعة من الأرض، ومع الأعداد الهائلة منالبشر، ومع الإمكانيات العظيمة من المال والمواد والسلاح والعلوم.. مع كلهذا إلى أنه كانت هناك فرقة شديدة في العالم الإسلامي، وتدهور كبير فيالحالة السياسية لمعظم الأقطار الإسلامية.. والغريب أن هذا الوضع المؤسفكان بعد سنوات قليلة من أواخر القرن السادس الهجري.. حيث كانت أمة الإسلامقوية منتصرة متحدة رائدة..ولكن هذه سُنة ماضية: "وتلك الأيام نداولها بينالناس"..
ولنلق نظرة على العالم الإسلامي في أوائل القرن السابع الهجري:
1ـ الخلافة العباسية:
وهي خلافة قديمة جدًا؛ فقد نشأت بعد سقوط الدولةالأموية العظيمة في سنة 132 هـ.. وكانت - في مطلع القرن السابع الهجري -قد ضعفت جداً، حتى أصبحت لا تسيطر حقيقة إلا على العراق، وتتخذ من بغدادعاصمة لها منذ سنة132 هجرية...وحول العراق عشرات من الإمارات المستقلةاستقلالاً حقيقياً عن الخلافة، وإن كانت لا تعلن نفسها كخلافة منافسةللخلافة العباسية..فتستطيع أن تقول: إن الخلافة العباسية كانت "صورةخلافة" وليست خلافة حقيقية.. وكانت كالرمز الذي يحب المسلمون أن يظلموجوداً حتى وإن لم يكن له دور يذكر..تماماً كما يُبقى الإنجليز الآن علىملكة إنجلترا كرمز تاريخي فقط، دون دور يذكر لها في الحكم، بخلاف الخليفةالعباسي الذي كان يحكم فعليًا منطقة العراق باستثناء الأجزاء الشماليةمنها.
وكان يتعاقب على حكم المسلمين في العراق خلفاء من بني العباس.. حملواالاسم العظيم الجليل: "الخليفة"، ولكنهم (في هذه الفترة من لقرن السابعالهجري) ما اتصفوا بهذا الاسم أبداً, ولا رغبوا أصلاً في الاتصاف به؛ فلميكن لهم من همّ إلا جمع المال، وتوطيد أركان السلطان في هذه الرقعةالمحدودة من الأرض.. ولم ينظروا نظرة صحيحة أبداً إلى وظيفتهم كحكام.. لميدركوا أن من مسئولية الحاكم أن يوفر الأمان لدولته، ويقوي من جيشها،ويرفع مستوى المعيشة لأفراد شعبه، ويحكم في المظالم، ويرد الحقوق لأهلها،ويجير المظلومين، ويعاقب الظالمين، ويقيم حق الله عز وجل على العباد،ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويدافع عن كل ما يتعلق بالإسلام، ويوحدالصفوف والقلوب...
لم يدركوا هذه المهام الجليلة للحاكم المسلم، كل ما كانوا يريدونه فقط هوالبقاء أطول فترة ممكنة في كرسي الحكم,وتوريث الحكم لأبنائهم، وتمكينأفراد عائلتهم من رقاب الناس، وكذلك كانوا يحرصون على جمع الأموالالكثيرة، والتحف النادرة، ويحرصون على إقامة الحفلات الساهرة، وسماعالأغاني والموسيقى والإسراف في اللهو والطرب.
حياة الحكام كانت حياة لا تصلح أن تكون لفرد من عوام أمة الإسلام فضلاً عن أن تكون لحاكم أمة الإسلام..
لقد ضاعت هيبة الخلافة.. وتضاءلت طموحات الخليفة!..
كانت هذه هي "الخلافة" العباسية في أوائل القرن السابع الهجري
2ـ مصر والشام والحجاز واليمن
كانت هذه الأقاليم في أوائل القرن السابع الهجري في أيدي الأيوبيين أحفادصلاح الدين الأيوبي، ولكنهم - للأسف - لم يكونوا على شاكلة ذلك الرجلالعظيم..بل تنازعوا الحكم فيما بينهم, وقسَّموا الدولة الأيوبية الموحدة(التي هزمت الصليبيين في حطين هزيمة منكرة) إلى ممالك صغيرةمتناحرة!!فاستقلت الشام عن مصر، واستقلت كذلك كل من الحجاز واليمن عنالشام ومصر..بل وقسمت الشام إلى إمارات متعددة متحاربة!!..فانفصلت حمص عنحلب ودمشق.. وكذلك انفصلت فلسطين والأردن، وما لبثت الأراضي التي كانحررها صلاح الدين من أيدي الصليبيين أن تقع من جديد في أيديهم بعد هذهالفرقة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!..
3ـ بلاد المغرب والأندلس:
كانت تحت إمرة "دولة الموحدين".. وقد كانت فيما سبقدولة قوية مترامية الأطراف تحكم مساحة تمتدّ من ليبيا شرقاً إلى المغربغرباً، ومن الأندلس شمالاً إلى وسط أفريقيا جنوباً.. ومع ذلك ففي أوائلالقرن السابع الهجري كانت هذه الدولة قد بدأت في الاحتضار..وخاصةً بعدموقعة "العقاب" الشهيرة سنة 609 هجرية، والتي كانت بمثابة القاضية على هذهالدولة الضخمة.. دولة الموحدين
4ـ خوارزم
كانت الدولة الخوارزمية دولة مترامية الأطراف، وكانتتضم معظم البلاد الإسلامية في قارة آسيا.. تمتد حدودها من غرب الصين شرقاًإلى أجزاء كبيرة من إيران غرباً.. وكانت هذه الدولة على خلاف كبير معالخلافة العباسية.. وكانت بينهما مكائد ومؤامرات متعددة، ومالت الدولةالخوارزمية في بعض فترات من زمانها إلى التشيع، وكثرت فيها الفتنوالانقلابات، وقامت في عصرها حروب كثيرة مع السلاجقة والغوريين والعباسيينوغيرهم من المسلمين..
5ـ الهند:
كانت تحت سلطان الغوريين في ذلك الوقت، وكانت الحروب بينهم وبين دولة خوارزم كثيرة ومتكررة
6ـ فارس
وهي إيران الحالية، وكانت أجزاء منها تحت سلطانالخوارزميين، وكانت الأجزاء الغربية منها - والملاصقة للخلافة العباسية-تحت سيطرة طائفة الإسماعيلية، وهي طائفة من طوائف الشيعة كانت شديدةالخبث، ولها مخالفات كثيرة في العقيدة جعلت كثيراً من العلماء يخرجونهم منالإسلام تماماً.. خلطت طائفة الإسماعيلية الدين بالفلسفة، وكانوا أصلاً منأبناء المجوس؛ فأظهروا الإسلام وأبطنوا المجوسية، وتأولوا آيات القرآن علىهواهم، وهم إحدى فرق الباطنية، الذين يؤمنون بأن لكل أمـر ظاهر في الدينأمرًا آخـر باطنًا خفيًّا لا يعلمه إلا بعض الناس (وهم من أولئك الناس)ولا يُطلعون أحدًا على تأويلاتهم، إلا الذين يدخلون معهم في ملتهم، وهمينكرون الرسل والشرائع، ومن أهم مطالبهم "الملك والسلطان"؛ ولذلك فهممهتمون جدًا بالسلاح والقتال..
وعلى العموم، فإن "الإسماعيلية"من أخطر طوائف الباطنية، وقد كانت سببًادائمـًا لتحريف العقيدة والدين، ولقلب أنظمة الحكم الإسلامية، ولاغتيالالشخصيات الإسلامية البارزة، سواء كانوا خلفاء أو أمراء أو علماء أو قواداً
7- الأناضول (تركيا):
وهذه المنطقة كانت تُحكم بسلاجقة الروم، وأصولالسلاجقة ترجع إلى الأتراك، وكان لهم في السابق تاريخ عظيم وجهاد كبير،وذلك أيام القائد السلجوقي المسلم الفذ "ألب أرسلان" رحمه الله، ولكنللأسف فإن الأحفاد الذين كانوا يحكمون هذه المنطقة الحساسة والخطيرةوالملاصقة للإمبراطورية البيزنطية كانوا على درجة شنيعة من الضعف أدت إلىمواقف مؤسفة من الذل والهوان..
وبعد..
فهذه نظرة على الأمة الإسلامية في ذلك الوقت..
ونلاحظ أنه قد انتشرت فيها الفتن والمؤامرات، وتعددت فيها الحروب بينالمسلمين وإخوانهم في الدين، وكثرت فيها المعاصي والذنوب، وعم الترفوالركون إلى الدنيا.. وهانت الكبائر على قلوب الناس.. حتى كثر سماع أن هذاظلم هذا، وأن هذا قتل هذا، وأن هذا سفك دم هذا.. يقال هذا الكلام بدمبارد.. وكأن الأرواح التي تزهق ليست بأرواح بشر!..
وقد عُلم على وجه اليقين أن من كان هذا حاله فلا بد من استبداله!!..
وأصبح العالم الإسلامي ينتظر كارثة تقضي على كل الضعفاء في كل هذهالأقطار، ليأتي بعد ذلك جيل من المسلمين يغير الوضع، ويعيد للإسلام هيبته،وللخلافة قوتها ومجدها..
القوة الثانية في الأرض في أوائل القرن السابع الهجري كانت قوة الصليبيين
وكان المركز الرئيسي لهم في غرب أوروبا، حيث لهمهناك أكثر من معقل..وقد انشغلوا بحروب مستمرة مع المسلمين..فكان نصارىإنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا يقومون بالحملات الصليبية المتتالية علىبلاد الشام ومصر، وكان نصارى أسبانيا والبرتغال- وأيضاً فرنسا -في حروبمستمرة مع المسلمين في الأندلس..
وبالإضافة إلى هذا التجمع الصليبي الضخم في غرب أوروبا كانت هناك تجمعاتصليبية أخرى في العالم، وكانت هذه التجمعات أيضاً على درجة عالية من الحقدعلى الأمة الإسلامية، وكانت الحروب بينها وبين العالم الإسلامي على أشدها،وكانت أشهر هذه التجمعات كما يلي:
1- الإمبراطورية البيزنطية:
وحروبها مع الأمة الإسلامية شرسة وتاريخية، ولكنهاكانت في ذلك الوقت في حالة من الضعف النسبي والتقلص في القوة والحجم؛ فلميكن يأتي من جانبها خطر كبير، وإن كان الجميع يعلم قدر الإمبراطوريةالبيزنطية.
2- مملكة أرمينيا:
وكانت تقع في شمال فارس وغرب الأناضول، وكانت أيضاً في حروب مستمرة مع المسلمين، وخاصة السلاجقة.
3- مملكة الكُرج
وهي دولة جورجيا حالياً، ولم تتوقف الحروب كذلك بينها وبين أمة الإسلام، وتحديدًا مع الدولة الخوارزمية.
4- الإمارات الصليبية في الشام وفلسطين وتركيا:
وهذه الإمارات كانت تحتل هذه المناطق الإسلامية منذ أواخر القرن الخامس الهجري (بدءاً من سنة491 هجرية).
وعلى الرغم من انتصارات صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله - على القواتالصليبية في حطين وبيت المقدس وغيرها إلا أن هذه الإمارات لا زالت باقية،بل ولا زالت من آن إلى آخر تعتدي على الأراضي الإسلامية المجاورة غيرالمحتلة، وكانت أشهر هذه الإمارات: أنطاكية وعكا وطرابلس وصيدا وبيروت.
وهكذا استمرت الحروب في كل بقاع العالم الإسلامي تقريباً، وزادت جداً ضغائن الصليبيين على أمة الإسلام..
وشاء الله سبحانه تعالى أن تكون نهاية القرن السادس الهجري سعيدة جداً علىالمسلمين، وتعيسة جداً على الصليبيين، فقد أذن الله عز وجل في نهاية القرنالسادس الهجري بانتصارين جليلين لأمة الإسلام على الصليبيين..فقد انتصرالبطل العظيم "صلاح الدين الأيوبي" رحمه الله على الصليبيين في موقعة"حطين" في الشام، وذلك في عام 583 هجرية، وبعدها بثماني سنوات فقط انتصرالبطل الإسلامي الجليل "المنصور الموحدي"- رحمه الله - زعيم دولة الموحدينعلى نصارى الأندلس في موقعة "الأرك" الخالدة في سنة591 هجرية..
وبالرغم من هذين الانتصارين العظيمين إلا أن المسلمين في أوائل القرنالسابع الهجري كانوا في ضعف شديد، وذلك بعد أن تفكك شمل الأيوبيين بوفاةصلاح الدين الأيوبي، وكذلك انفرط عقد الموحدين بعد وفاة المنصور الموحدي،غير أن الصليبيين كانوا كذلك في ضعف شديد لم يمكنهم من السيطرة على البلادالمسلمة، وإن كانت رغبتهم في القضاء عليها قد زادت..
كان هذا هو وضع العالم في أوائل القرن السابع الهجري..
وبينما كان هذا هو حال الأرض في ذلك الوقت، ظهرت قوة جديدة ناشئة قلبتالموازين، وغيرت من خريطة العالم، وفرضت نفسها كقوة ثالثة في الأرض.. أوتستطيع أن تقول: إنها كانت القوة الأولى في الأرض في النصف الأول من القرنالسابع الهجري..
هذه القوة هي قوة دولة التتار أو المغول!!..
ثورة 1919
مقدمات الثورة
في ظل المعاملة القاسية التي عاناها المصريون من قبلالبريطانيين والاحكام العرفية التي أصدرت بحق المصريين، ورغبة المصريينبالحصول على الاستقلال، قامت ثورة 1919 م والتي تعتبر أول ثورة شعبية فيأفريقيا وفي الشرق الأوسط ، تبعتها الهند وثورة العراق والمغرو وليبيا.اماعن لماذا قامت الثورة ؟ فقد لاقت الجماهير الفقيرة ظلم واستغلال خلال أربعسنوات هي عمر الحرب العالمية الأولي ، ففي الريف كانت تصادَر ممتلكاتالفلاحين من ماشية ومحصول لأجل المساهمة في تكاليف الحرب، كما حرصتالسلطات العسكرية على إجبار الفلاحين على زراعة المحاصيل التي تتناسب معمتطلبات الحرب، وبيعها بأسعار قليلة. وتم تجنيد مئات الآلاف من الفلاحينبشكل قسري للمشاركة في الحرب فيما سمي بـ "فرقة العمل المصرية" التياستخدمت في الأعمال المعاونة وراء خطوط القتال في سيناء وفلسطين والعراقوفرنسا وبلجيكا وغيرها. نقصت السلع الأساسية بشكل حاد، وتدهورت الأوضاعالمعيشية لكل من سكان الريف والمدن ، وشهدت مدينتي القاهرة والأسكندريةمظاهرات للعاطلين ومواكب للجائعين تطورت أحيانا إلى ممارسات عنيفة تمثلتفي النهب والتخريب. ولم تفلح إجراءات الحكومة لمواجهة الغلاء، مثل توزيعكميات من الخبز على سكان المدن أو محاولة ترحيل العمال العاطلين إلىقراهم، في التخفيف من حدة الأزمة ، كذلك تعرض العمال ونقاباتهم لهجوم بسببإعلان الأحكام العرفية وإصدار القوانين التي تحرم التجمهر والإضراب.
اعتقال سعد
خطرت للزعيم سعد زغلول فكرة تأليف الوفد المصريللدفاع عن قضية مصر سنة 1918م حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف للتحدث فيماكان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد الهدنة "بعد الحرب العالميةالأولى" عام 1918 ، وتم تشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول ومصطفىالنحاس ومكرم عبيد وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وأحمد لطفي السيدوآخرين.. وأطلقوا على أنفسهم "الوفد المصري".وقام الوفد بجمع توقيعات منأصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية وجاء في الصيغة: "نحنالموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول و.. في أن يسعوا بالطرقالسلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلاً في استقلال مصر تطبيقاً لمبادئالحرية والعدل التي تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى" ، ثم اعتقل سعدزغلول ونفي إلى جزيرة مالطة بالبحر المتوسط هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس1919م فانفجرت ثورة 1919م
أحداث الثورة
في اليوم التالي لاعتقال الزعيم الوطني المصري سعدزغلول وأعضاء الوفد، أشعل طلبة الجامعة في القاهرة شرارة التظاهرات. وفيغضون يومين، امتد نطاق الاحتجاجات ليشمل جميع الطلبة بما فيهم طلبةالازهر. وبعد أيام قليلة كانت الثورة قد اندلعت في جميع الأنحاء من قرىومدن.
ففي القاهرة قام عمال الترام بإضراب مطالبين بزيادة الأجور وتخفيض ساعاتالعمل وغيرها ، وتم شل حركة الترام شللا كاملا ، تلا ذلك إضراب عمال السككالحديدية، والذي جاء عقب قيام السلطات البريطانية بإلحاق بعض الجنودللتدريب بورش العنابر في بولاق للحلول محل العمال المصريين في حالةإضرابهم، مما عجّل بقرار العمال بالمشاركة في الأحداث.ولم يكتف هؤلاءبإعلان الإضراب، بل قاموا بإتلاف محولات حركة القطارات وابتكروا عملية قطعخطوط السكك الحديدية – التي أخذها عنهم الفلاحون وأصبحت أهم أسلحة الثورة.
وأضرب سائقو التاكسي وعمال البريد والكهرباء والجمارك ، تلا ذلك إضرابعمال المطابع وعمال الفنارات والورش الحكومية ومصلحة الجماركبالاسكندرية.ولم تتوقف احتجاجات المدن على التظاهرات وإضرابات العمال، بلقام السكان في الأحياء الفقيرة بحفر الخنادق لمواجهة القوات البريطانيةوقوات الشرطة، وقامت الجماهير بالاعتداء على بعض المحلات التجاريةوممتلكات الأجانب وتدمير مركبات الترام.في حين قامت جماعات الفلاحين بقطعخطوط السكك الحديدية في قرى ومدن الوجهين القبلي والبحري، ومهاجمة أقسامالبوليس في المدن. ففي منيا القمح أغار الفلاحون من القرى المجاورة علىمركز الشرطة وأطلقوا سراح المعتقلين ، وفي دمنهور قام الأهالي بالتظاهروضرب رئيس المدينة بالأحذية وكادوا يقتلونه عندما وجه لهم الإهانات.
وفي الفيوم هاجم البدو القوات البريطاينة وقوات الشرطة عندما اعتدت هذهالقوات على المتظاهرين. وفي اسيوط قام الأهالي بالهجوم على قسم البوليسوالاستيلاء على السلاح، ولم يفلح قصف المدينة بطائراتين في إجبارهم علىالتراجع ، أما في قرية دير مواس بالقرب من اسيوط، هاجم الفلاحون قطاراللجنود الإنجليز ودارت معارك طاحنة بين الجانبين.وعندما أرسل الإنجليزسفينة مسلحة إلى أسيوط، هبط مئات الفلاحين إلى النيل مسلحين بالبنادقالقديمة للاستيلاء على السفينة.
وعلي الجانب الأخر كان رد فعل القوات البريطانية من أفظع أعمال العنف الذيلاقاه المصريون في التاريخ الحديث، فمنذ الايام الأولى كانت القواتالبريطانية هي أول من أوقع الشهداء بين صفوف الطلبة أثناء المظاهراتالسلمية في بداية الثورة.وعقب انتشار قطع خطوط السكك الحديد، اصدرتالسلطات بيانات تهدد بإعدام كل من يساهم في ذلك، وبحرق القرى المجاورةللخطوط التي يتم قطعها. وتم تشكيل العديد من المحاكم العسكرية لمحاكمةالمشاركين في الثورة. ولم تتردد قوات الأمن في حصد الأرواح بشكل لم يختلفأحيانا عن المذابح، كما حدث في الفيوم عندما تم قتل أربعمائة من البدو فييوم واحد على أيدي القوات البريطانية وقوات الشرطة المصرية. ولم تترددالقوات البريطانية في تنفيذ تهديداتها ضد القرى، كما حدث في قرى العزيزيةوالبدرشين والشباك وغيرها، حيث أُحرقت هذه القرى ونُهبت ممتلكات الفلاحين
نهاية الثورة
اضطرت إنجلترا الي عزل الحاكم البريطاني وافرج الإنجليز عن سعد زغلولوزملائه وعادوا من المنفي إلي مصر. وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعدزغلول بالسفر إلي مؤتمر الصلح في باريس ، ليعرض عليه قضية استقلال مصر.لميستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إليالثورة و ازداد حماسهم ، و قاطع الشعب البضائع الإنجليزية ، فألقيالإنجليز القبض علي سعد زغلول مرة أخرى ، و نفوه مرة أخرى إلي جزيرة سيشلفي المحيط الهندى ، فازدادت الثورة اشتعالا ، وحاولت إنجلترا القضاء علىالثورة بالقوة ، ولكنها فشلت.
وللموسوعــة بقيــة ....
dr:sniper- شخصية هامة
- s m s : أَنْهى الحـــــديثَ ، ولمْ يفـطن لخطبـــتهِ إلاَّ الصَّــدى و الّلَظى في قَـــلْبِه الدَّامي
وجَلْجَــــــــلَتْ صرْخةُ المستـهزئينَ بهِ : فــــــاتَ الأوانُ ، فلا تركن لأوهــــــامِ
نســـــيْتَ أنَّ لنــــا ربًّــــــا نلــــوذُ بـــهِ إذا تَـــــــطَاوَلَ فـينا جَـــــــورُ حُــــكَّامِ
عدد الرسائل : 5173
العمر : 35
الموقع : next vet
العمل/الترفيه : طبيب بـــــــــــيطري
تاريخ التسجيل : 13/12/2008
رد: ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ ...الموسوعة التاريخية...¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛
معاهدة أوسلو
هو اتفاق سلام وقعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن ،الولايات الأمريكية المتحدة ، في 13 سبتمبر ايلول 1993، وسمي الاتفاق نسبةإلى مدينة اوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية التي افرزتهذا الاتفاق. وجاء الاتفاق بعد مفاوضات بدأت في العام 1991 في ما عرفبمؤتمر مدريد.
تعتبر اتفاقية أوسلو، التي تم توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أولاتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شمعونبيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمودعباس.
ورغم أن التفاوض بشأن الاتفاقية تم في أوسلو، إلا أن التوقيع تم في واشنطن، بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.
وتنص الاتفاقية على إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية (أصبحت تعرففيما بعد بالسلطة الوطنية الفلسطينية) ، ومجلس تشريعي منتخب للشعبالفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة، لفترة انتقالية لاتمامها في أقربوقت ممكن، بما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية.
ونصت الاتفاقية، على أن هذه المفاوضات سوف تغطي القضايا المتبقية، بمافيها القدس، اللاجئون، المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقاتوالتعاون مع جيران آخرين.
ولحفظ الأمن في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية، نصت الاتفاقية علىإنشاء قوة شرطة فلسطينية قوية، من أجل ضمان النظام العام في الضفة الغربيةوقطاع غزة، بينما تستمر إسرائيل في الاضطلاع بمسؤولية الدفاع ضد التهديداتالخارجية
في إسرائيل نشأ نقاش قوي بخصوص الإتفاقية؛ فاليسار الإسرائيلي دعمها،بينما عارضها اليمين. وبعد يومين من النقاشات في الكنيسيت حول تصرحياتالحكومة حول موضوع الإتفاقية وتبادل الرسائل، تم التصويت على الثقة في 23أيلول سبتمبر 1993 حيث وافق 61 عضو كنيسيت وعارض 50 آخرون، وإمتنع 8 عنالتصويت.
الردود الفلسطينية كانت منقسمة أيضا. ففتح التي مثلت الفلسطينيين فيالمفاوضات قبلت بإعلان المبادئ، بينما إعترض عليها كل من حركة حماسوالجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (المنظمات المعارضة) لأنأنظمتهم الداخلية ترفض الإعتراف بحق إسرائيل في الوجود في فلسطين.
على كلا الجانبين كان هناك تخوفات من نوايا الطرف الآخر. فإسرائيل شكت بأنالفلسطينيين كانوا يقومون بإتفاق سلام تكتيكي، وأنهم لم يكونوا صادقينبرغبتهم بالوصول إلى سلام وتعايش مع إسرائيل. ورأوا الإتفاقية كجزء منبرنامج النقاط العشرة الداعي إلى إقامة سلطة وطنية فوق أية بقعة من أرضفلسطين المحررة، ولدولة علمانية ديمقراطية مزدوجة القومية فيإسرائيل/فلسطين بحقوق متساوية لكل مواطنيها. وكأدلة أتوا بمقتطفات لعرفاتفي المحافل الفلسطينية، حيث قارن الإتفاقية فيها بصلح الحديبية الذي قامبين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقريش. وفهموا تلك المقولات على أنهامحاولة لتبرير توقيع الإتفاقية بالتوافق مع التاريخ الديني، مع إتفاقياتمرحلية للوصول إلى الهدف النهائي. وكذلك عارض فلسطينيون آخرون مثل محموددرويش وإدوارد سعيد.
بعد توقيع الإتفاقية، أوقفت إسرائيل بناء المستوطنات رغم أن إتفاقياتأوسلو لم تنص على إلتزام من هذا القبيل. ولكنها إستكملت البناء فيالمستوطنات الموجودة لكن بدرجة أقل من الدرجة التي كانت تقوم بها حكومةشامير بالبناء (1991-1992). فعدد الوحدات السكنية المبنية قبل أوسلو(1991-1992) كان 14320 وحدة، بينما كان الرقم بعدها في الأعوام 1994-19953850 وحدة؛ 1996-1997 3570 وحدة بالرغم من أنوا تعداد المستوطنين في الضفةالغربية إستمر بالنمو بمعدل 10000 نسمة في السنة. وقام الفلسطينيونبالبناء في مناطق C المدارة من قبل إسرائيل بدون تصاريح بناء.
بناء على إدعاء حكومة إسرائيل، فإن ثقة الإسرائيليين بالإتفاقية فقدت بسببكون الهجمات على إسرائيل تكثفت بعد توقيع الإتفاقية، الأمر الذي فسرهالبعض على أنه محاولة من قبل بعد المنظمات الفلسطينية لإفشال عمليةالسلام. آمن آخرون أن السلطة الفلسطينية لم يكن لديها رغبة في إيقاف تلكالهجمات، بل كانت تشجعها. وكدليل قالوا أنه عندما تفجرت موجة العنف عام1996، أدارت الشرطة الفلسطينية أسلحتها بإتجاه الإسرائيليين في الصداماتالتي أسفرت عن سقوط 51 فلسطينيا و15 إسرائيليا. عارض أجزاء مهمة من الرأيالعام الإسرائيلي العملية، وبالأخص المستوطنون اليهود الذي خشوا أن تؤديبهم الإتفاقية لفقدان منازلهم.
خشي العديد من الفلسطينيين أن إسرائيل لم تكن جادة بخصوص إزالة المستوطناتمن الضفة الغربية، خاصة من المناطق المحيطة بالقدس. وخشوا أنهم حتى قديزيدوا من وتيرة البناء على المدى الطويل ببناء مستوطنات جديدة وتوسيعالموجود منها.
إرفين روميل
ولد في 15 نوفمبر 1891 م في مدينة هايدنهايم (Heidenheim) قرب شتوتغارت الألمانية كان يلقب
بثعلب الصحراء كان مشيرًا ألمانيًا أثناء الحرب العالمية الثانية في شمال أفريقيا. توفي في 14 أكتوبر عام
1944 م بعد أن أجبره أدولف هتلر على الانتحار بعد أن ثبت ضلوعه في محاولةاغتيال هتلر في مقر قيادته في بروسيا الشرقية في 20 تموز 1944 فخُيِّر بينالانتحار مع إقامة جنازة له وتشييع رسمي مهيب أو الذهاب إلى برلين مع ضمانمثوله امام المحكمة العسكرية والإعدام فاختار الانتحار.
خسر معركة العلمين الثانية في مصر على يد الجنرال الإنجليزي مونتغمري قائدالجيش الثامن البريطاني (فئران الصحراء) في أكتوبر 1942 م ليس لعدم كفاءتهأو لكفاءة خصمه بل لعدم توفر دعم جوي لديه وكذلك نقص حاد في المحروقاتبينما كان خصمه يتمتع بتفوق جوي مطلق ونسبة قواته تعادل 1:3 وقد اختلقتالدعاية البريطانية أسطورة مونتغمري (مونتي) لتعزيز معنويات جنودهاالمهزوزة ويبقى هو (مونتي) القائد الحذر الذي يحجم عن استغلال الفرصمستهيناً بالسيقات التكتيكية العسكرية لصالح المحافظة على سمعته فقط.
اما رومل فكان قائد يتمتع بحس تكتيكي وإستراتيجي رائع قلما نجده بينالقادة. شارك فيمعركة فرنسا في مايو ويونيو 1940 وقاد الفرقة المدرعةالسابعة بانزر التي سميت بالفرقة الشبح . يعتبر روميل واضع التكتيكاتالمستخدمة في يومنا هذا في قتال المدرعات حيث تم ابتكار معظم التكتيكاتهذه في حملة شمال أفريقيا.
في3 مارس عام 1943 م قاد المشير الألماني إرفين روميل القوات الألمانيةوالإيطالية في معركة مدنين بالجنوب التونسي التي كانت آخر معاركه في شمالأفريقيا وهي المنطقة التي شهدت أمجاده العسكرية عندما أحدث انقلابا فيالفكر العسكري بمناورات شديدة الإبداع أدت إلى تحقيق انتصارات كبيرة علىالقوات البريطانية وإجبارها على التراجع من طبرق في ليبيا إلى مصر حتىمنطقة العلمين شمال غرب مصر.
كان رومل قد تولى قيادة القوات الألمانية والإيطالية الحليفة فيشمالأفريقيا عام 1941 وأتخذ من مدينة البيضاء في ليبيا النقطة للوصول إلىالشرق الأوسط مقرا له واستطاع استرداد ليبيا من قبضة البريطانيين بعدمعارك خاطفة مما دفع الزعيم النازي أدولف هتلر إلى ترقيته لرتبة فيلدمارشال ليصبح أصغر ضابط يحصل على هذه الرتبة في الجيش الألماني.
لكن الخلل الكبير في موازين القوة بين القوات الألمانية التي يقودهاوالقوات البريطانية التي استطاعت الحصول على إمدادات هائلة قبل العلمين فيالوقت الذي كانت القوات الألمانية تفتقد حتى إلى الكميات الكافية منالوقود اللازم لتسيير المركبات والمدرعات الأمر الذي قيد حرية روميل فيممارسة هوايته المفضلة وهي المناورات السريعة والمفاجئة فكانت النتيجة هيهزيمة الألمان في معركة العلمين لتتخذ معارك شمال أفريقيا اتجاها معاكساحيث تولت هزائم الألمان واضطروا إلى التراجع إلى ليبيا ولكن القواتالبريطانية واصلت الضغط على قوات روميل فتراجع إلى الصحراء التونسية حيثاشتبك في معركة مع قوات الحلفاء في منطقة مدنين التونسية وتنتهي بهزيمتهأيضا فيأمر هتلر بإعادته إلى ألمانيا خاصة وقد ترددت أنباء عن انتقاداتروميل لقيادة هتلر.
بعد عودته إلى ألمانيا ألقي القبض عليه بتهمة التآمر على حياة هتلر حيثخيره الزعيم النازي بين تناولالسم والموت منتحرا والإعلان عن وفاته متأثرابجراحه ليحتفظ بشرفه العسكري أو يقدم إلى محكمة الشعب بتهمة الخيانةفاختار الأولى وانتحر في الرابع عشر من أكتوبر عام 1944م.
كان الوحيد من القادة الألمان الذين توقعوا الإنزال فيالنورمندي. غير أنهلم يتح له الوقت الكافي لتعزيز الدفاعات هناك، و لسوء الحظ فانه كان مصاببجرح نتيجة غارة جوية قبل الإنزال في النورمندي و كان خارج قيادته يعالجعند حدوث الإنزال تماماً كما كان قبل هجوم العلمين شمال غرب مصر يتعالج منمرض اليرقان الذي اصيب به في شمال أفريقيا.
الحملة الفرنسية على مصر
قبل قيام الحملة الفرنسية على مصر قدم "شارل مجالون" القنصل الفرنسي فيمصر تقريره إلى حكومته في (22 من شعبان 1212هـ = 9 من فبراير 1798م)يحرضها على ضرورة احتلال مصر، ويبين أهمية استيلاء بلاده على منتجات مصروتجارتها، ويعدد لها المزايا التي ينتظر أن تجنيها فرنسا من وراء ذلك.
وبعد أيام قليلة من تقديم تقرير مجالون تلقت حكومة فرنسا تقريرا آخر من"تاليران" وزير الخارجية، ويحتل هذا التقرير مكانة كبيرة في تاريخ الحملةالفرنسية على مصر؛ حيث عرض فيه للعلاقات التي قامت من قديم الزمن بينفرنسا ومصر وبسط الآراء التي تنادي بمزايا الاستيلاء على مصر، وقدم الحججالتي تبين أن الفرصة قد أصبحت سانحة لإرسال حملة على مصر وفتحها، كماتناول وسائل تنفيذ مشروع الغزو من حيث إعداد الرجال وتجهيز السفن اللازمةلحملهم وخطة الغزو العسكرية، ودعا إلى مراعاة تقاليد أهل مصر وعاداتهموشعائرهم الدينية، وإلى استمالة المصريين وكسب مودتهم بتبجيل علمائهموشيوخهم واحترام أهل الرأي منهم؛ لأن هؤلاء العلماء أصحاب مكانة كبيرة عندالمصريين
قرار الحملة
وكان من أثر التقريرين أن نال موضوع غزو مصر اهتمام حكومة الإدارة التيقامت بعد الثورة الفرنسية، وخرج من مرحلة النظر والتفكير إلى حيز العملوالتنفيذ، وأصدرت قرارها التاريخي بوضع جيش الشرق تحت قيادة نابليونبونابرت في (26 شوال 1212هـ = 12 من إبريل 1798م).
وتضمن القرار مقدمة وست مواد، اشتملت المقدمة على الأسباب التي دعت حكومةالإدارة إلى إرسال حملتها على مصر، وفي مقدمتها عقاب المماليك الذينأساءوا معاملة الفرنسيين واعتدوا على أموالهم وأرواحهم، والبحث عن طريقتجاري آخر بعد استيلاء الإنجليز على طريق رأس الرجاء الصالح وتضييقهم علىالسفن الفرنسية في الإبحار فيه، وشمل القرار تكليف نابليون بطرد الإنجليزمن ممتلكاتهم في الشرق، وفي الجهات التي يستطيع الوصول إليها، وبالقضاءعلى مراكزهم التجارية في البحر الحمر والعمل على شق قناة برزخ السويس
تجهيز الحملة
جرت الاستعدادات لتجهيز الحملة على خير وجه، وكانقائد الحملة الجنرال نابليون يشرف على التجهيز بكل عزم ونشاط ويتخير بنفسهالقادة والضباط والعلماء والمهندسين والجغرافيين، وعني بتشكيل لجنة منالعلماء عرفت باسم لجنة العلوم والفنون وجمع كل حروف الطباعة العربيةالموجودة في باريس لكي يزود الحملة بمطبعة خاصة بها.
وأبحرت الحملة من ميناء طولون في (3 من ذي الحجة 1212 هـ = 19 من مايو1798م) وتألفت من نحو 35 ألف جندي، تحملهم 300 سفينة ويحرسها أسطول حربيفرنسي مؤلف من 55 سفينة، وفي طريقها إلى الإسكندرية استولت الحملة علىجزيرة مالطة من فرسان القديس يوحنا آخر فلول الصليبيين.
الأسطول الإنجليزي يراقب الحملة
وعلى الرغم من السرية التامة التي أحاطت بتحركاتالحملة الفرنسية وبوجهتها فإن أخبارها تسربت إلى بريطانيا العدو اللدودلفرنسا، وبدأ الأسطول البريطاني يراقب الملاحة في البحر المتوسط، واستطاعنيلسون قائد الأسطول الوصول إلى ميناء الإسكندرية قبل وصول الحملةالفرنسية بثلاثة أيام، وأرسل بعثة صغيرة للتفاهم مع السيد "محمد كريم"حاكم المدينة وإخباره أنهم حضروا للتفتيش عن الفرنسيين الذين خرجوا بحملةكبيرة وقد يهاجمون الإسكندرية التي لن تتمكن من دفعها ومقاومتها، لكنالسيد محمد كريم ظن أن الأمر خدعة من جانب الإنجليز لاحتلال المدينة تحتدعوى مساعدة المصريين لصد الفرنسيين، وأغلظ القول للبعثة؛ فعرضت أن يقفالأسطول البريطاني في عرض البحر لملاقاة الحملة الفرنسية وأنه ربما يحتاجللتموين بالماء والزاد في مقابل دفع الثمن، لكن السلطات رفضت هذا الطلب.
وتَوقُّع بريطانيا أن تكون وجهة الحملة الفرنسية إلى مصر العثمانية دليلٌعلى عزمها على اقتسام مناطق النفوذ في العالم العربي وتسابقهما في اختيارأهم المناطق تأثيرا فيه، لتكون مركز ثقل السيادة والانطلاق منه إلى بقيةالمنطقة العربية، ولم يكن هناك دولة أفضل من مصر لتحقيق هذا الغرضالاستعماري
وصول الحملة الإسكندرية
وصلت الحملة الفرنسية إلى الإسكندرية ونجحت فياحتلال المدينة في (18 من المحرم 1212هـ= 2 من يوليو 1798م) بعد مقاومة منجانب أهلها وحاكمها السيد محمد كريم دامت ساعات، وراح نابليون يذيع منشوراعلى أهالي مصر تحدث فيه عن سبب قدومه لغزو بلادهم وهو تخليص مصر من طغيانالبكوات المماليك الذين يتسلطون في البلاد المصرية، وأكد في منشوره علىاحترامه للإسلام والمسلمين، وبدأ المنشور بالشهادتين وحرص على إظهارإسلامه وإسلام جنده كذبا وزورا، وشرع يسوق الأدلة والبراهين على صحةدعواه، وأن الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون، فقال: "إنهم قد نزلوا روماوخربوا فيها كرسي البابا الذي كان دائما يحث النصارى على محاربةالمسلمين،" وأنهم قد قصدوا مالطة وطردوا منها فرسان القديس يوحنا الذينكانوا يزعمون أن الله يطلب منهم مقاتلة المسلمين.
وأدرك نابليون قيمة الروابط التاريخية الدينية التي تجمع بين المصريينوالعثمانيين تحت لواء الخلافة الإسلامية؛ فحرص ألا يبدو في صورة المعتديعلى حقوق السلطان العثماني؛ فعمل على إقناع المصريين بأن الفرنسيين همأصدقاء السلطان العثماني.. غير أن هذه السياسة المخادعة التي أراد نابليونأن يخدع بها المصريين ويكرس احتلاله للبلاد لم تَنْطلِ عليهم أو ينخدعوابها؛ فقاوموا الاحتلال وضربوا أروع أمثلة الفداء.
الطريق إلى القاهرة
وفي مساء يوم (19 من المحرم 1212 هـ= 3 من يوليو1798 م) زحفت الحملة على القاهرة، وسلكت طريقين أحدهما بري وسلكته الحملةالرئيسية؛ حيث تسير من الإسكندرية إلى دمنهور فالرحمانية، فشبراخيت، فأمدينار على مسافة 15 ميلا من الجيزة. وأما الطريق الآخر فبحري وتسلكه مراكبالأسطول الخفيفة في فرع رشيد لتقابل الحملة البرية قرب القاهرة.
ولم يكن طريق الحملة سهلا إلى القاهرة فقد لقي جندها ألوانا من المشقةوالجهد، وقابلت مقاومة من قبل أهالي البلاد؛ فوقعت في (29 من المحرم1213هـ = 13 من يوليو 1798م) أول موقعة بحرية بين مراكب المماليكوالفرنسيين عند "شبراخيت"، وكان جموع الأهالي من الفلاحين يهاجمون الأسطولالفرنسي من الشاطئين غير أن الأسلحة الحديثة التي كان يمتلكها الأسطولالفرنسي حسمت المعركة لصالحه، واضطر مراد بك قائد المماليك إلى التقهقرصوب القاهرة.
ثم التقى مراد بك بالفرنسيين عند منطقة إمبابة في (7 من صفر 1213 هـ= 21من يوليو 1798م) في معركة أطلق عليها الفرنسيون معركة الأهرام. وكانتالقوات المصرية كبيرة غير أنها لم تكن معدة إعدادا جيدا؛ فلقيت هزيمةكبيرة وفر مراد بك ومن بقي معه من المماليك إلى الصعيد، وكذلك فعل إبراهيمبك شيخ البلد، وأصبحت القاهرة بدون حامية، وسرت في الناس موجة من الرعبوالهلع خوفًا من الفرنسيين
نابليون في القاهرة
دخل نابليون مدينة القاهرة تحوطه قواته من كل جانب، وفي عزمه توطيداحتلاله للبلاد بإظهار الود للمصريين وبإقامة علاقة صداقة مع الدولةالعثمانية، وباحترام عقائد أهالي البلاد والمحافظة على تقاليدهم وعاداتهم؛حتى يتمكن من إنشاء القاعدة العسكرية، وتحويل مصر إلى مستعمرة قوية يمكنهمنها توجيه ضربات قوية إلى الإمبراطورية البريطانية.
وفي اليوم الثاني لدخوله القاهرة وهو الموافق (11 من صفر 1213هـ = 25 منيوليو 1798م) أنشأ نابليون ديوان القاهرة من تسعة من كبار المشايخوالعلماء لحكم مدينة القاهرة، وتعيين رؤساء الموظفين، غير أن هذا الديوانلم يتمتع بالسلطة النهائية في أي أمر من الأمور، وإنما كانت سلطة استشاريةومقيدة بتعهد الأعضاء بعدم القيام بأي عمل يكون موجها ضد مصلحة الجيشالفرنسي، ولم يكن الغرض من إنشاء هذا الديوان سوى تكريس الاحتلال الفرنسيوالعمل تحت رقابة وأعين السلطات الفرنسية.
لقد كانت حملة نابليون على مصر حدثا خطيرا استهدف الأمة الإسلامية فيالوقت الذي كانت فيه غافلة عما يجري في أوربا من تطور في فنون القتالوتحديث أنواع الأسلحة ونهضة شاملة، وكان نابليون يمنّي نفسه باحتلالإستانبول عاصمة الدولة العثمانية وتصفية كيانها باعتبارها دولة إسلاميةكبرى وقفت أمام أطماع القارة الأوروبية، وذلك بعد أن يقيم إمبراطورية فيالشرق، وقد عبر نابليون عن هذا الحلم بقوله: "إذا بلغت الآستانة خلعتسلطانها، واعتمرت عمامته، وقوضت أركان الدولة العثمانية، وأسست بدلا منهاإمبراطورية تخلد اسمي على توالي الأيام…"
نتائج الحملة الفرنسية
النتائج العلمية
1-إصطحبت الحملة الفرنسية الكثير من العلماء في مختلف المجالات للبحث فيالبيئة المصرية والشعب المصري والعادات والتقاليد والأثار والمصريات كماأحضروا معهم مطبعتين واحدة فرنسية والأخرى عربية وكذلك المترجمين ، وكانتالمحصلة هي كتاب وصف مصر الذي ذكروا فيه باستفاضة كل ما يتعلق بمصر منتاريخ وجغرافيا وتضاريس ، مزوداً بالرسوم البيانية الموضحة في عدة مجلداتكبيرة.
2- فك رموز اللغة المصرية القديمة التي كانت غامضة بالنسبة للعالم على يد العالم الفرنسي شامبليون، بعد اكتشاف حجر رشيد .
النتائج السياسية
1- لفتت الحملة الفرنسية على مصر أنظار العالمالغربي لمصر وموقعها الاستراتيجي وخاصة إنجلترا، مما كان لهذه النتيجةمحاولة غزو مصر في حملة فريزر (19 سبتمبر 1807) الفاشلة على رشيد بعد أنتصدى لها المصريون ، بعد ذلك بسنوات قلائل.
2- إثارة الوعي القومي لدى المصريين ولفت إنتباههم إلى وحدة أهداف المحتل على اختلاف مشاربهم ألا وهو امتصاص خيرات البلاد
النتائج الإجتماعية
1- تعرف المصريون على الحضارة الغربية بمزاياها ومساوئها
2- تعرف الشعب المصري على حقيقة بعض فئاته التي ساندت الفرنسيين في قمعالشعب المصري من الأقباط والأروام وغيرهم من الأجانب الذين احتموا بهموانضموا تحت لوائهم.
3- عرف المصريون بعض الإنظمة الإدارية عن الفرنسيين ومن بينها سجلاتالمواليد والوفيات وكذلك نظام المحاكمات الفرنسي ، وبرز ذلك في قضيةسليمان الحلبي
إنتهاء الحملة الفرنسية
في معركة أبي قير البحرية وبعد حصار الشواطئ المصرية، تم تحطيم الأسطول الفرنسي وغرق بمجمله ، فقام الجنرال مينو بعد ذلكبتوقيع إتفاقية التسليم مع الجيش الإنجليزي وخروجهم بكامل عدتهم من مصرعلى متن السفن الانجليزية
الحرب الباكستانية-الهندية 1947
خلفيات تاريخية
عند استقلا الهند و باكستان عن بريطانيا و أوعزتبريطانيا بعد انسحابها إلى تلك الإمارات التي كانت تحكمها في الهند بأنتنضم إما إلى الهند أو باكستان وفقا لرغبة سكانها مع الأخذ بعين الاعتبارالتقسيمات الجغرافية في كل إمارة، وتكونت تبعا لذلك دولتا الهند وباكستانو كانت من هذة الإمارات امارة جامو و كشمير التي كانت تحكمها عائلةالدوغرا الهندوسية (1846 - 1947) . بالرغم من الغلبية المسلمة الكبيرةفيها فقد باعت فيها بريطانيا جامو و كشمي إلى أسرة الدوغرا الهندوسية لمدةمائة عامة مقابل (7.5) ملايين روبية، أي ما يعادل مليون ونصف المليوندولار، وكان مدة هذه الاتفاقية تنتهي عام (1366هـ= 1946م)
الانضمام إلى الهند
تردد مهراجا كشمير في إعلان انضمام الإمارة إلى باكستان ادى إلى تمردالمسلمون الكشميريون الذين كانوا يمثلون نسبة 82% من السكان. وقام جنودالحاكم الهندوسي بارتكاب المذابح في منطقة بونش وميربور في سبتمبر/ أيلول1947. ويقال إنه قتل في هذه الاضطرابات ما لا يقل عن مائة ألف مسلم. وجرتهذه المجازر لإجهاض انتفاضة مسلمي كشمير ضد الحاكم الهندوسي. وقعت كشمير وباكستان اتفاقية في اغسطس 1947 تقوم فيها حكومة باكستان بامداد ولايةكشمير بالمواد الغذائية.و في أكتوبر اعلن المهراجا ان باكستان تقوم بعملحصار عسكري على بلاده .
و في 23 أكتوبر 1947 بدأ رجال القبائل الباكستانية في غزو كشمير . ذلكبتحريض من السلطات الباكستانية وبمشاركة جنودها. ومني جيش المهراجا بهزيمةمنكرة وأقيمت "حكومة كشمير الحرة المؤقتة" بمدينة مظفر آباد في 24 أكتوبر1947.وأعلنت الحكومة الجديدة على الفور بدء الحرب لتخليص الولاية من ظلمالمهراجا بتأييد من القبليين المسلمين وقدامى الجنود المسلمين الذين كانواقد سرحوا من الخدمة عقب الحرب العالمية الثانية بمنطقة بونش وميربور.
وتقدمت هذه القوات بسرعة نحو عاصمة كشمير الصيفية سرينغار. طلب الخكامالهندوسي من الهند التدخل في الصراع و لكن اللورد مونباتن الحاكم العامللهند اعلن انه لا يمكن إرسال قوات هندية الا بعد انضمام كشمير إلى الهندو اعلن ان هذا الضم سوف يكون مؤقتا لحين معرفة رغبات شعب الولاية وقالايضا "إن الوضع النهائي لجامو وكشمير سيتقرر باستفتاء شعبي بعد إعادةالقانون والنظام إلى الإمارة". قرر حاكم كشمير الهندوسي هاري سينغ -بعد أنفشل في أن يظل مستقلا- الانضمام إلى الهند في 24 أكتوبر 1947 متجاهلا رغبةالأغلبية المسلمة بالانضمام إلى باكستان ومتجاهلا القواعد البريطانيةالسابقة في التقسيم. وقد قبلت الهند انضمام كشمير إليها .
الحرب
أرسلت الهند قواتها المحملة جوًا لوقف تقدمالكشميريين الذين كانو على بعد 5 اميال فقط منسرينجار ، وكان برفقة هذهالقوات المهراجا، ووقعت اشتباكات بين الجانبين و مع اول نوفمبر بدأتالقوات الهندية في تطهير الولاية من رجال القبائل المسلحين . طلب رئيسوزراء باكستان محمد علي جناح من الجنرال جراسي قائد الجيش الباكستانيإرسال قواته إلى كشمير و ذلك عقب دخول القوات الهندية الولاية . اعتذرالقائد البريطاني عن إرسال القوات إلى كشمير و اعلن ان ذلك معناه سحبالضباط البريطانيين من الجيش الباكستاني . في اوائل نوفمبر 1947 اجريت اولمباحثات مباشرة بين الهند و باكستان بين رئيس الوزراء محمد علي جناح والحاكم العام للهند .
طرح فيها جناح مبادرة سلام تتضمن انسحاب القوات الهندية و المقاتلينالقبليين باقصى وقت , ان تتولى الهند و باكستان إدارة الولاية . رفضتالهند تلك المقترحات .و استمر القتال في شتاء و ربيع 1948 و دخلت القواتالباكستانية إلى الاقليم في مارس 1947 و استطعات الدفاع عن اقليم مظفراباد و استمر القتال دون ان يستطيع أحد تحقيق نصر استراتيجي على الارض
مجلس الأمن يتدخل
وبينما كانت المعارك تجري بين قوات القبائل والقوات الباكستانية من جهةوالقوات المسلحة الهندية من جهة أخرى بادرت حكومة الهند برفع قضية كشميرأمام مجلس الأمن بالأمم المتحدة في 1 يناير 1948 وحاولت الهند إقناع الدولالأعضاء بأن ضم و لاية كشمير إلى الهند قد جاء استجابة لقرار اتخذه شعبكشمير نفسه. وقدمت الهند زعيم "المؤتمر القومي" الكشميري (شيخ محمد عبدالله) في اجتماعات مجلس الأمن باعتباره الناطق الوحيد باسم شعب كشمير.
وفى5 يناير 1949 أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يتضمن وقف إطلاق الناروالاتفاق بشأن سحب جيوش البلدين وتوطين اللاجئين وإجراء استفتاء عام محايدبشأن الانضمام إلى الهند أو باكستان.
وتم تنفيذ وقف إطلاق النار بتعيين خط لوقف إطلاق النار بصورة مؤقتة.وانتشرت قوات حفظ السلام على جانبي خط وقف إطلاق النار، ولم تنفذ بقيةالبنود، واستمرت هذه القوات حتى عام 1972, عندما طالبت الهند بانسحابهافانسحبت من الجانب الهندي.ولكن لم يتم تنفيذ قراري مجلس الأمن الخاصينبسحب القوات الهندية والباكستانية وإجراء الاستفتاء.
وفى سبتمبر1951 أقيمت في كشمير "جمعية تأسيسية"بزعامة شيخ عبدالله يتزعمه.وتحدت رغبات الناس فصادقت على قرار المهراجا هاري سينغ بالانضمام إلىالهند. ونصب شيخ عبد الله نفسه رئيسا لوزراء دولة جامو وكشمير. وظل زعماءالهند يرددون حتى عام 1954 تمسكهم بمبدأ إجراء الاستفتاء العام إلا أنهاتضح على مر الزمن أنهم لم يكونوا يعنون ما يقولونه
هو اتفاق سلام وقعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن ،الولايات الأمريكية المتحدة ، في 13 سبتمبر ايلول 1993، وسمي الاتفاق نسبةإلى مدينة اوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية التي افرزتهذا الاتفاق. وجاء الاتفاق بعد مفاوضات بدأت في العام 1991 في ما عرفبمؤتمر مدريد.
تعتبر اتفاقية أوسلو، التي تم توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أولاتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شمعونبيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمودعباس.
ورغم أن التفاوض بشأن الاتفاقية تم في أوسلو، إلا أن التوقيع تم في واشنطن، بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.
وتنص الاتفاقية على إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية (أصبحت تعرففيما بعد بالسلطة الوطنية الفلسطينية) ، ومجلس تشريعي منتخب للشعبالفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة، لفترة انتقالية لاتمامها في أقربوقت ممكن، بما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية.
ونصت الاتفاقية، على أن هذه المفاوضات سوف تغطي القضايا المتبقية، بمافيها القدس، اللاجئون، المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقاتوالتعاون مع جيران آخرين.
ولحفظ الأمن في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية، نصت الاتفاقية علىإنشاء قوة شرطة فلسطينية قوية، من أجل ضمان النظام العام في الضفة الغربيةوقطاع غزة، بينما تستمر إسرائيل في الاضطلاع بمسؤولية الدفاع ضد التهديداتالخارجية
في إسرائيل نشأ نقاش قوي بخصوص الإتفاقية؛ فاليسار الإسرائيلي دعمها،بينما عارضها اليمين. وبعد يومين من النقاشات في الكنيسيت حول تصرحياتالحكومة حول موضوع الإتفاقية وتبادل الرسائل، تم التصويت على الثقة في 23أيلول سبتمبر 1993 حيث وافق 61 عضو كنيسيت وعارض 50 آخرون، وإمتنع 8 عنالتصويت.
الردود الفلسطينية كانت منقسمة أيضا. ففتح التي مثلت الفلسطينيين فيالمفاوضات قبلت بإعلان المبادئ، بينما إعترض عليها كل من حركة حماسوالجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (المنظمات المعارضة) لأنأنظمتهم الداخلية ترفض الإعتراف بحق إسرائيل في الوجود في فلسطين.
على كلا الجانبين كان هناك تخوفات من نوايا الطرف الآخر. فإسرائيل شكت بأنالفلسطينيين كانوا يقومون بإتفاق سلام تكتيكي، وأنهم لم يكونوا صادقينبرغبتهم بالوصول إلى سلام وتعايش مع إسرائيل. ورأوا الإتفاقية كجزء منبرنامج النقاط العشرة الداعي إلى إقامة سلطة وطنية فوق أية بقعة من أرضفلسطين المحررة، ولدولة علمانية ديمقراطية مزدوجة القومية فيإسرائيل/فلسطين بحقوق متساوية لكل مواطنيها. وكأدلة أتوا بمقتطفات لعرفاتفي المحافل الفلسطينية، حيث قارن الإتفاقية فيها بصلح الحديبية الذي قامبين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقريش. وفهموا تلك المقولات على أنهامحاولة لتبرير توقيع الإتفاقية بالتوافق مع التاريخ الديني، مع إتفاقياتمرحلية للوصول إلى الهدف النهائي. وكذلك عارض فلسطينيون آخرون مثل محموددرويش وإدوارد سعيد.
بعد توقيع الإتفاقية، أوقفت إسرائيل بناء المستوطنات رغم أن إتفاقياتأوسلو لم تنص على إلتزام من هذا القبيل. ولكنها إستكملت البناء فيالمستوطنات الموجودة لكن بدرجة أقل من الدرجة التي كانت تقوم بها حكومةشامير بالبناء (1991-1992). فعدد الوحدات السكنية المبنية قبل أوسلو(1991-1992) كان 14320 وحدة، بينما كان الرقم بعدها في الأعوام 1994-19953850 وحدة؛ 1996-1997 3570 وحدة بالرغم من أنوا تعداد المستوطنين في الضفةالغربية إستمر بالنمو بمعدل 10000 نسمة في السنة. وقام الفلسطينيونبالبناء في مناطق C المدارة من قبل إسرائيل بدون تصاريح بناء.
بناء على إدعاء حكومة إسرائيل، فإن ثقة الإسرائيليين بالإتفاقية فقدت بسببكون الهجمات على إسرائيل تكثفت بعد توقيع الإتفاقية، الأمر الذي فسرهالبعض على أنه محاولة من قبل بعد المنظمات الفلسطينية لإفشال عمليةالسلام. آمن آخرون أن السلطة الفلسطينية لم يكن لديها رغبة في إيقاف تلكالهجمات، بل كانت تشجعها. وكدليل قالوا أنه عندما تفجرت موجة العنف عام1996، أدارت الشرطة الفلسطينية أسلحتها بإتجاه الإسرائيليين في الصداماتالتي أسفرت عن سقوط 51 فلسطينيا و15 إسرائيليا. عارض أجزاء مهمة من الرأيالعام الإسرائيلي العملية، وبالأخص المستوطنون اليهود الذي خشوا أن تؤديبهم الإتفاقية لفقدان منازلهم.
خشي العديد من الفلسطينيين أن إسرائيل لم تكن جادة بخصوص إزالة المستوطناتمن الضفة الغربية، خاصة من المناطق المحيطة بالقدس. وخشوا أنهم حتى قديزيدوا من وتيرة البناء على المدى الطويل ببناء مستوطنات جديدة وتوسيعالموجود منها.
إرفين روميل
ولد في 15 نوفمبر 1891 م في مدينة هايدنهايم (Heidenheim) قرب شتوتغارت الألمانية كان يلقب
بثعلب الصحراء كان مشيرًا ألمانيًا أثناء الحرب العالمية الثانية في شمال أفريقيا. توفي في 14 أكتوبر عام
1944 م بعد أن أجبره أدولف هتلر على الانتحار بعد أن ثبت ضلوعه في محاولةاغتيال هتلر في مقر قيادته في بروسيا الشرقية في 20 تموز 1944 فخُيِّر بينالانتحار مع إقامة جنازة له وتشييع رسمي مهيب أو الذهاب إلى برلين مع ضمانمثوله امام المحكمة العسكرية والإعدام فاختار الانتحار.
خسر معركة العلمين الثانية في مصر على يد الجنرال الإنجليزي مونتغمري قائدالجيش الثامن البريطاني (فئران الصحراء) في أكتوبر 1942 م ليس لعدم كفاءتهأو لكفاءة خصمه بل لعدم توفر دعم جوي لديه وكذلك نقص حاد في المحروقاتبينما كان خصمه يتمتع بتفوق جوي مطلق ونسبة قواته تعادل 1:3 وقد اختلقتالدعاية البريطانية أسطورة مونتغمري (مونتي) لتعزيز معنويات جنودهاالمهزوزة ويبقى هو (مونتي) القائد الحذر الذي يحجم عن استغلال الفرصمستهيناً بالسيقات التكتيكية العسكرية لصالح المحافظة على سمعته فقط.
اما رومل فكان قائد يتمتع بحس تكتيكي وإستراتيجي رائع قلما نجده بينالقادة. شارك فيمعركة فرنسا في مايو ويونيو 1940 وقاد الفرقة المدرعةالسابعة بانزر التي سميت بالفرقة الشبح . يعتبر روميل واضع التكتيكاتالمستخدمة في يومنا هذا في قتال المدرعات حيث تم ابتكار معظم التكتيكاتهذه في حملة شمال أفريقيا.
في3 مارس عام 1943 م قاد المشير الألماني إرفين روميل القوات الألمانيةوالإيطالية في معركة مدنين بالجنوب التونسي التي كانت آخر معاركه في شمالأفريقيا وهي المنطقة التي شهدت أمجاده العسكرية عندما أحدث انقلابا فيالفكر العسكري بمناورات شديدة الإبداع أدت إلى تحقيق انتصارات كبيرة علىالقوات البريطانية وإجبارها على التراجع من طبرق في ليبيا إلى مصر حتىمنطقة العلمين شمال غرب مصر.
كان رومل قد تولى قيادة القوات الألمانية والإيطالية الحليفة فيشمالأفريقيا عام 1941 وأتخذ من مدينة البيضاء في ليبيا النقطة للوصول إلىالشرق الأوسط مقرا له واستطاع استرداد ليبيا من قبضة البريطانيين بعدمعارك خاطفة مما دفع الزعيم النازي أدولف هتلر إلى ترقيته لرتبة فيلدمارشال ليصبح أصغر ضابط يحصل على هذه الرتبة في الجيش الألماني.
لكن الخلل الكبير في موازين القوة بين القوات الألمانية التي يقودهاوالقوات البريطانية التي استطاعت الحصول على إمدادات هائلة قبل العلمين فيالوقت الذي كانت القوات الألمانية تفتقد حتى إلى الكميات الكافية منالوقود اللازم لتسيير المركبات والمدرعات الأمر الذي قيد حرية روميل فيممارسة هوايته المفضلة وهي المناورات السريعة والمفاجئة فكانت النتيجة هيهزيمة الألمان في معركة العلمين لتتخذ معارك شمال أفريقيا اتجاها معاكساحيث تولت هزائم الألمان واضطروا إلى التراجع إلى ليبيا ولكن القواتالبريطانية واصلت الضغط على قوات روميل فتراجع إلى الصحراء التونسية حيثاشتبك في معركة مع قوات الحلفاء في منطقة مدنين التونسية وتنتهي بهزيمتهأيضا فيأمر هتلر بإعادته إلى ألمانيا خاصة وقد ترددت أنباء عن انتقاداتروميل لقيادة هتلر.
بعد عودته إلى ألمانيا ألقي القبض عليه بتهمة التآمر على حياة هتلر حيثخيره الزعيم النازي بين تناولالسم والموت منتحرا والإعلان عن وفاته متأثرابجراحه ليحتفظ بشرفه العسكري أو يقدم إلى محكمة الشعب بتهمة الخيانةفاختار الأولى وانتحر في الرابع عشر من أكتوبر عام 1944م.
كان الوحيد من القادة الألمان الذين توقعوا الإنزال فيالنورمندي. غير أنهلم يتح له الوقت الكافي لتعزيز الدفاعات هناك، و لسوء الحظ فانه كان مصاببجرح نتيجة غارة جوية قبل الإنزال في النورمندي و كان خارج قيادته يعالجعند حدوث الإنزال تماماً كما كان قبل هجوم العلمين شمال غرب مصر يتعالج منمرض اليرقان الذي اصيب به في شمال أفريقيا.
الحملة الفرنسية على مصر
قبل قيام الحملة الفرنسية على مصر قدم "شارل مجالون" القنصل الفرنسي فيمصر تقريره إلى حكومته في (22 من شعبان 1212هـ = 9 من فبراير 1798م)يحرضها على ضرورة احتلال مصر، ويبين أهمية استيلاء بلاده على منتجات مصروتجارتها، ويعدد لها المزايا التي ينتظر أن تجنيها فرنسا من وراء ذلك.
وبعد أيام قليلة من تقديم تقرير مجالون تلقت حكومة فرنسا تقريرا آخر من"تاليران" وزير الخارجية، ويحتل هذا التقرير مكانة كبيرة في تاريخ الحملةالفرنسية على مصر؛ حيث عرض فيه للعلاقات التي قامت من قديم الزمن بينفرنسا ومصر وبسط الآراء التي تنادي بمزايا الاستيلاء على مصر، وقدم الحججالتي تبين أن الفرصة قد أصبحت سانحة لإرسال حملة على مصر وفتحها، كماتناول وسائل تنفيذ مشروع الغزو من حيث إعداد الرجال وتجهيز السفن اللازمةلحملهم وخطة الغزو العسكرية، ودعا إلى مراعاة تقاليد أهل مصر وعاداتهموشعائرهم الدينية، وإلى استمالة المصريين وكسب مودتهم بتبجيل علمائهموشيوخهم واحترام أهل الرأي منهم؛ لأن هؤلاء العلماء أصحاب مكانة كبيرة عندالمصريين
قرار الحملة
وكان من أثر التقريرين أن نال موضوع غزو مصر اهتمام حكومة الإدارة التيقامت بعد الثورة الفرنسية، وخرج من مرحلة النظر والتفكير إلى حيز العملوالتنفيذ، وأصدرت قرارها التاريخي بوضع جيش الشرق تحت قيادة نابليونبونابرت في (26 شوال 1212هـ = 12 من إبريل 1798م).
وتضمن القرار مقدمة وست مواد، اشتملت المقدمة على الأسباب التي دعت حكومةالإدارة إلى إرسال حملتها على مصر، وفي مقدمتها عقاب المماليك الذينأساءوا معاملة الفرنسيين واعتدوا على أموالهم وأرواحهم، والبحث عن طريقتجاري آخر بعد استيلاء الإنجليز على طريق رأس الرجاء الصالح وتضييقهم علىالسفن الفرنسية في الإبحار فيه، وشمل القرار تكليف نابليون بطرد الإنجليزمن ممتلكاتهم في الشرق، وفي الجهات التي يستطيع الوصول إليها، وبالقضاءعلى مراكزهم التجارية في البحر الحمر والعمل على شق قناة برزخ السويس
تجهيز الحملة
جرت الاستعدادات لتجهيز الحملة على خير وجه، وكانقائد الحملة الجنرال نابليون يشرف على التجهيز بكل عزم ونشاط ويتخير بنفسهالقادة والضباط والعلماء والمهندسين والجغرافيين، وعني بتشكيل لجنة منالعلماء عرفت باسم لجنة العلوم والفنون وجمع كل حروف الطباعة العربيةالموجودة في باريس لكي يزود الحملة بمطبعة خاصة بها.
وأبحرت الحملة من ميناء طولون في (3 من ذي الحجة 1212 هـ = 19 من مايو1798م) وتألفت من نحو 35 ألف جندي، تحملهم 300 سفينة ويحرسها أسطول حربيفرنسي مؤلف من 55 سفينة، وفي طريقها إلى الإسكندرية استولت الحملة علىجزيرة مالطة من فرسان القديس يوحنا آخر فلول الصليبيين.
الأسطول الإنجليزي يراقب الحملة
وعلى الرغم من السرية التامة التي أحاطت بتحركاتالحملة الفرنسية وبوجهتها فإن أخبارها تسربت إلى بريطانيا العدو اللدودلفرنسا، وبدأ الأسطول البريطاني يراقب الملاحة في البحر المتوسط، واستطاعنيلسون قائد الأسطول الوصول إلى ميناء الإسكندرية قبل وصول الحملةالفرنسية بثلاثة أيام، وأرسل بعثة صغيرة للتفاهم مع السيد "محمد كريم"حاكم المدينة وإخباره أنهم حضروا للتفتيش عن الفرنسيين الذين خرجوا بحملةكبيرة وقد يهاجمون الإسكندرية التي لن تتمكن من دفعها ومقاومتها، لكنالسيد محمد كريم ظن أن الأمر خدعة من جانب الإنجليز لاحتلال المدينة تحتدعوى مساعدة المصريين لصد الفرنسيين، وأغلظ القول للبعثة؛ فعرضت أن يقفالأسطول البريطاني في عرض البحر لملاقاة الحملة الفرنسية وأنه ربما يحتاجللتموين بالماء والزاد في مقابل دفع الثمن، لكن السلطات رفضت هذا الطلب.
وتَوقُّع بريطانيا أن تكون وجهة الحملة الفرنسية إلى مصر العثمانية دليلٌعلى عزمها على اقتسام مناطق النفوذ في العالم العربي وتسابقهما في اختيارأهم المناطق تأثيرا فيه، لتكون مركز ثقل السيادة والانطلاق منه إلى بقيةالمنطقة العربية، ولم يكن هناك دولة أفضل من مصر لتحقيق هذا الغرضالاستعماري
وصول الحملة الإسكندرية
وصلت الحملة الفرنسية إلى الإسكندرية ونجحت فياحتلال المدينة في (18 من المحرم 1212هـ= 2 من يوليو 1798م) بعد مقاومة منجانب أهلها وحاكمها السيد محمد كريم دامت ساعات، وراح نابليون يذيع منشوراعلى أهالي مصر تحدث فيه عن سبب قدومه لغزو بلادهم وهو تخليص مصر من طغيانالبكوات المماليك الذين يتسلطون في البلاد المصرية، وأكد في منشوره علىاحترامه للإسلام والمسلمين، وبدأ المنشور بالشهادتين وحرص على إظهارإسلامه وإسلام جنده كذبا وزورا، وشرع يسوق الأدلة والبراهين على صحةدعواه، وأن الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون، فقال: "إنهم قد نزلوا روماوخربوا فيها كرسي البابا الذي كان دائما يحث النصارى على محاربةالمسلمين،" وأنهم قد قصدوا مالطة وطردوا منها فرسان القديس يوحنا الذينكانوا يزعمون أن الله يطلب منهم مقاتلة المسلمين.
وأدرك نابليون قيمة الروابط التاريخية الدينية التي تجمع بين المصريينوالعثمانيين تحت لواء الخلافة الإسلامية؛ فحرص ألا يبدو في صورة المعتديعلى حقوق السلطان العثماني؛ فعمل على إقناع المصريين بأن الفرنسيين همأصدقاء السلطان العثماني.. غير أن هذه السياسة المخادعة التي أراد نابليونأن يخدع بها المصريين ويكرس احتلاله للبلاد لم تَنْطلِ عليهم أو ينخدعوابها؛ فقاوموا الاحتلال وضربوا أروع أمثلة الفداء.
الطريق إلى القاهرة
وفي مساء يوم (19 من المحرم 1212 هـ= 3 من يوليو1798 م) زحفت الحملة على القاهرة، وسلكت طريقين أحدهما بري وسلكته الحملةالرئيسية؛ حيث تسير من الإسكندرية إلى دمنهور فالرحمانية، فشبراخيت، فأمدينار على مسافة 15 ميلا من الجيزة. وأما الطريق الآخر فبحري وتسلكه مراكبالأسطول الخفيفة في فرع رشيد لتقابل الحملة البرية قرب القاهرة.
ولم يكن طريق الحملة سهلا إلى القاهرة فقد لقي جندها ألوانا من المشقةوالجهد، وقابلت مقاومة من قبل أهالي البلاد؛ فوقعت في (29 من المحرم1213هـ = 13 من يوليو 1798م) أول موقعة بحرية بين مراكب المماليكوالفرنسيين عند "شبراخيت"، وكان جموع الأهالي من الفلاحين يهاجمون الأسطولالفرنسي من الشاطئين غير أن الأسلحة الحديثة التي كان يمتلكها الأسطولالفرنسي حسمت المعركة لصالحه، واضطر مراد بك قائد المماليك إلى التقهقرصوب القاهرة.
ثم التقى مراد بك بالفرنسيين عند منطقة إمبابة في (7 من صفر 1213 هـ= 21من يوليو 1798م) في معركة أطلق عليها الفرنسيون معركة الأهرام. وكانتالقوات المصرية كبيرة غير أنها لم تكن معدة إعدادا جيدا؛ فلقيت هزيمةكبيرة وفر مراد بك ومن بقي معه من المماليك إلى الصعيد، وكذلك فعل إبراهيمبك شيخ البلد، وأصبحت القاهرة بدون حامية، وسرت في الناس موجة من الرعبوالهلع خوفًا من الفرنسيين
نابليون في القاهرة
دخل نابليون مدينة القاهرة تحوطه قواته من كل جانب، وفي عزمه توطيداحتلاله للبلاد بإظهار الود للمصريين وبإقامة علاقة صداقة مع الدولةالعثمانية، وباحترام عقائد أهالي البلاد والمحافظة على تقاليدهم وعاداتهم؛حتى يتمكن من إنشاء القاعدة العسكرية، وتحويل مصر إلى مستعمرة قوية يمكنهمنها توجيه ضربات قوية إلى الإمبراطورية البريطانية.
وفي اليوم الثاني لدخوله القاهرة وهو الموافق (11 من صفر 1213هـ = 25 منيوليو 1798م) أنشأ نابليون ديوان القاهرة من تسعة من كبار المشايخوالعلماء لحكم مدينة القاهرة، وتعيين رؤساء الموظفين، غير أن هذا الديوانلم يتمتع بالسلطة النهائية في أي أمر من الأمور، وإنما كانت سلطة استشاريةومقيدة بتعهد الأعضاء بعدم القيام بأي عمل يكون موجها ضد مصلحة الجيشالفرنسي، ولم يكن الغرض من إنشاء هذا الديوان سوى تكريس الاحتلال الفرنسيوالعمل تحت رقابة وأعين السلطات الفرنسية.
لقد كانت حملة نابليون على مصر حدثا خطيرا استهدف الأمة الإسلامية فيالوقت الذي كانت فيه غافلة عما يجري في أوربا من تطور في فنون القتالوتحديث أنواع الأسلحة ونهضة شاملة، وكان نابليون يمنّي نفسه باحتلالإستانبول عاصمة الدولة العثمانية وتصفية كيانها باعتبارها دولة إسلاميةكبرى وقفت أمام أطماع القارة الأوروبية، وذلك بعد أن يقيم إمبراطورية فيالشرق، وقد عبر نابليون عن هذا الحلم بقوله: "إذا بلغت الآستانة خلعتسلطانها، واعتمرت عمامته، وقوضت أركان الدولة العثمانية، وأسست بدلا منهاإمبراطورية تخلد اسمي على توالي الأيام…"
نتائج الحملة الفرنسية
النتائج العلمية
1-إصطحبت الحملة الفرنسية الكثير من العلماء في مختلف المجالات للبحث فيالبيئة المصرية والشعب المصري والعادات والتقاليد والأثار والمصريات كماأحضروا معهم مطبعتين واحدة فرنسية والأخرى عربية وكذلك المترجمين ، وكانتالمحصلة هي كتاب وصف مصر الذي ذكروا فيه باستفاضة كل ما يتعلق بمصر منتاريخ وجغرافيا وتضاريس ، مزوداً بالرسوم البيانية الموضحة في عدة مجلداتكبيرة.
2- فك رموز اللغة المصرية القديمة التي كانت غامضة بالنسبة للعالم على يد العالم الفرنسي شامبليون، بعد اكتشاف حجر رشيد .
النتائج السياسية
1- لفتت الحملة الفرنسية على مصر أنظار العالمالغربي لمصر وموقعها الاستراتيجي وخاصة إنجلترا، مما كان لهذه النتيجةمحاولة غزو مصر في حملة فريزر (19 سبتمبر 1807) الفاشلة على رشيد بعد أنتصدى لها المصريون ، بعد ذلك بسنوات قلائل.
2- إثارة الوعي القومي لدى المصريين ولفت إنتباههم إلى وحدة أهداف المحتل على اختلاف مشاربهم ألا وهو امتصاص خيرات البلاد
النتائج الإجتماعية
1- تعرف المصريون على الحضارة الغربية بمزاياها ومساوئها
2- تعرف الشعب المصري على حقيقة بعض فئاته التي ساندت الفرنسيين في قمعالشعب المصري من الأقباط والأروام وغيرهم من الأجانب الذين احتموا بهموانضموا تحت لوائهم.
3- عرف المصريون بعض الإنظمة الإدارية عن الفرنسيين ومن بينها سجلاتالمواليد والوفيات وكذلك نظام المحاكمات الفرنسي ، وبرز ذلك في قضيةسليمان الحلبي
إنتهاء الحملة الفرنسية
في معركة أبي قير البحرية وبعد حصار الشواطئ المصرية، تم تحطيم الأسطول الفرنسي وغرق بمجمله ، فقام الجنرال مينو بعد ذلكبتوقيع إتفاقية التسليم مع الجيش الإنجليزي وخروجهم بكامل عدتهم من مصرعلى متن السفن الانجليزية
الحرب الباكستانية-الهندية 1947
خلفيات تاريخية
عند استقلا الهند و باكستان عن بريطانيا و أوعزتبريطانيا بعد انسحابها إلى تلك الإمارات التي كانت تحكمها في الهند بأنتنضم إما إلى الهند أو باكستان وفقا لرغبة سكانها مع الأخذ بعين الاعتبارالتقسيمات الجغرافية في كل إمارة، وتكونت تبعا لذلك دولتا الهند وباكستانو كانت من هذة الإمارات امارة جامو و كشمير التي كانت تحكمها عائلةالدوغرا الهندوسية (1846 - 1947) . بالرغم من الغلبية المسلمة الكبيرةفيها فقد باعت فيها بريطانيا جامو و كشمي إلى أسرة الدوغرا الهندوسية لمدةمائة عامة مقابل (7.5) ملايين روبية، أي ما يعادل مليون ونصف المليوندولار، وكان مدة هذه الاتفاقية تنتهي عام (1366هـ= 1946م)
الانضمام إلى الهند
تردد مهراجا كشمير في إعلان انضمام الإمارة إلى باكستان ادى إلى تمردالمسلمون الكشميريون الذين كانوا يمثلون نسبة 82% من السكان. وقام جنودالحاكم الهندوسي بارتكاب المذابح في منطقة بونش وميربور في سبتمبر/ أيلول1947. ويقال إنه قتل في هذه الاضطرابات ما لا يقل عن مائة ألف مسلم. وجرتهذه المجازر لإجهاض انتفاضة مسلمي كشمير ضد الحاكم الهندوسي. وقعت كشمير وباكستان اتفاقية في اغسطس 1947 تقوم فيها حكومة باكستان بامداد ولايةكشمير بالمواد الغذائية.و في أكتوبر اعلن المهراجا ان باكستان تقوم بعملحصار عسكري على بلاده .
و في 23 أكتوبر 1947 بدأ رجال القبائل الباكستانية في غزو كشمير . ذلكبتحريض من السلطات الباكستانية وبمشاركة جنودها. ومني جيش المهراجا بهزيمةمنكرة وأقيمت "حكومة كشمير الحرة المؤقتة" بمدينة مظفر آباد في 24 أكتوبر1947.وأعلنت الحكومة الجديدة على الفور بدء الحرب لتخليص الولاية من ظلمالمهراجا بتأييد من القبليين المسلمين وقدامى الجنود المسلمين الذين كانواقد سرحوا من الخدمة عقب الحرب العالمية الثانية بمنطقة بونش وميربور.
وتقدمت هذه القوات بسرعة نحو عاصمة كشمير الصيفية سرينغار. طلب الخكامالهندوسي من الهند التدخل في الصراع و لكن اللورد مونباتن الحاكم العامللهند اعلن انه لا يمكن إرسال قوات هندية الا بعد انضمام كشمير إلى الهندو اعلن ان هذا الضم سوف يكون مؤقتا لحين معرفة رغبات شعب الولاية وقالايضا "إن الوضع النهائي لجامو وكشمير سيتقرر باستفتاء شعبي بعد إعادةالقانون والنظام إلى الإمارة". قرر حاكم كشمير الهندوسي هاري سينغ -بعد أنفشل في أن يظل مستقلا- الانضمام إلى الهند في 24 أكتوبر 1947 متجاهلا رغبةالأغلبية المسلمة بالانضمام إلى باكستان ومتجاهلا القواعد البريطانيةالسابقة في التقسيم. وقد قبلت الهند انضمام كشمير إليها .
الحرب
أرسلت الهند قواتها المحملة جوًا لوقف تقدمالكشميريين الذين كانو على بعد 5 اميال فقط منسرينجار ، وكان برفقة هذهالقوات المهراجا، ووقعت اشتباكات بين الجانبين و مع اول نوفمبر بدأتالقوات الهندية في تطهير الولاية من رجال القبائل المسلحين . طلب رئيسوزراء باكستان محمد علي جناح من الجنرال جراسي قائد الجيش الباكستانيإرسال قواته إلى كشمير و ذلك عقب دخول القوات الهندية الولاية . اعتذرالقائد البريطاني عن إرسال القوات إلى كشمير و اعلن ان ذلك معناه سحبالضباط البريطانيين من الجيش الباكستاني . في اوائل نوفمبر 1947 اجريت اولمباحثات مباشرة بين الهند و باكستان بين رئيس الوزراء محمد علي جناح والحاكم العام للهند .
طرح فيها جناح مبادرة سلام تتضمن انسحاب القوات الهندية و المقاتلينالقبليين باقصى وقت , ان تتولى الهند و باكستان إدارة الولاية . رفضتالهند تلك المقترحات .و استمر القتال في شتاء و ربيع 1948 و دخلت القواتالباكستانية إلى الاقليم في مارس 1947 و استطعات الدفاع عن اقليم مظفراباد و استمر القتال دون ان يستطيع أحد تحقيق نصر استراتيجي على الارض
مجلس الأمن يتدخل
وبينما كانت المعارك تجري بين قوات القبائل والقوات الباكستانية من جهةوالقوات المسلحة الهندية من جهة أخرى بادرت حكومة الهند برفع قضية كشميرأمام مجلس الأمن بالأمم المتحدة في 1 يناير 1948 وحاولت الهند إقناع الدولالأعضاء بأن ضم و لاية كشمير إلى الهند قد جاء استجابة لقرار اتخذه شعبكشمير نفسه. وقدمت الهند زعيم "المؤتمر القومي" الكشميري (شيخ محمد عبدالله) في اجتماعات مجلس الأمن باعتباره الناطق الوحيد باسم شعب كشمير.
وفى5 يناير 1949 أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يتضمن وقف إطلاق الناروالاتفاق بشأن سحب جيوش البلدين وتوطين اللاجئين وإجراء استفتاء عام محايدبشأن الانضمام إلى الهند أو باكستان.
وتم تنفيذ وقف إطلاق النار بتعيين خط لوقف إطلاق النار بصورة مؤقتة.وانتشرت قوات حفظ السلام على جانبي خط وقف إطلاق النار، ولم تنفذ بقيةالبنود، واستمرت هذه القوات حتى عام 1972, عندما طالبت الهند بانسحابهافانسحبت من الجانب الهندي.ولكن لم يتم تنفيذ قراري مجلس الأمن الخاصينبسحب القوات الهندية والباكستانية وإجراء الاستفتاء.
وفى سبتمبر1951 أقيمت في كشمير "جمعية تأسيسية"بزعامة شيخ عبدالله يتزعمه.وتحدت رغبات الناس فصادقت على قرار المهراجا هاري سينغ بالانضمام إلىالهند. ونصب شيخ عبد الله نفسه رئيسا لوزراء دولة جامو وكشمير. وظل زعماءالهند يرددون حتى عام 1954 تمسكهم بمبدأ إجراء الاستفتاء العام إلا أنهاتضح على مر الزمن أنهم لم يكونوا يعنون ما يقولونه
dr:sniper- شخصية هامة
- s m s : أَنْهى الحـــــديثَ ، ولمْ يفـطن لخطبـــتهِ إلاَّ الصَّــدى و الّلَظى في قَـــلْبِه الدَّامي
وجَلْجَــــــــلَتْ صرْخةُ المستـهزئينَ بهِ : فــــــاتَ الأوانُ ، فلا تركن لأوهــــــامِ
نســـــيْتَ أنَّ لنــــا ربًّــــــا نلــــوذُ بـــهِ إذا تَـــــــطَاوَلَ فـينا جَـــــــورُ حُــــكَّامِ
عدد الرسائل : 5173
العمر : 35
الموقع : next vet
العمل/الترفيه : طبيب بـــــــــــيطري
تاريخ التسجيل : 13/12/2008
رد: ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ ...الموسوعة التاريخية...¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛
بطل الحرب والسلام
الســـــــادات
ولد بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية سنة 1918، وتلقى تعليمه الأولفي كتاب القرية على يد الشيخ عبد الحميد عيسى، ثم انتقل إلى مدرسة الأقباطالابتدائية بطوخ دلكا وحصل منها على الشهادة الابتدائية. وفي عام 1935التحق بالمدرسة الحربية لاستكمال دراساته العليا، وتخرج من الكلية الحربيةبعام 1938 ضابطاً برتبة ملازم ثان[بحاجة لمصدر] وتم تعيينه في مدينةمنقباد جنوب مصر. وقد تأثر في مطلع حياته بعدد من الشخصيات السياسيةوالشعبية في
مصر والعالم.
في عام1941 دخل السجن لأول مرة أثناء خدمته العسكرية وذلك إثر لقاءاتهالمتكررة بعزيز باشا المصري الذي طلب منه مساعدته للهروب إلى العراق،بعدها طلبت منه المخابرات العسكرية قطع صلته بالمصري لميوله المحورية غيرأنه لم يعبأ بهذا الإنذار فدخل على إثر ذلك سجن الأجانب في فبراير عام1942. وقد خرج من سجن الأجانب في وقت كانت فيه عمليات الحرب العالميةالثانية على أشدها، وعلى أمل إخراج الإنجليز من مصر كثف اتصالاته ببعضالضباط الألمان الذين نزلوا مصر خفية فاكتشف الإنجليز هذه الصلة معالألمان فدخل المعتقل سجيناً للمرة الثانية عام 1943. لكنه استطاع الهربمن المعتقل، ورافقه في رحلة الهروب صديقه حسن عزت.
وعمل أثناء فترة هروبه من السجن عتالاً على سيارة نقل تحت اسم مستعار هوالحاج محمد. وفى آواخر عام 1944 انتقل إلى بلدة أبو كبير بالشرقية ليعملفاعلاً في مشروع ترعة ري. وفي عام 1945 ومع انتهاء الحرب العالمية الثانيةسقطت الأحكام العرفية، وبسقوط الاحكام العرفية عاد إلى بيته بعد ثلاثسنوات من المطاردة والحرمان.
وكان قد إلتقى في تلك الفترة بالجمعية السرية التي قررتاغتيال أمين عثمانوزير المالية في حكومة الوفد ورئيس جمعية الصداقة المصرية - البريطانيةلتعاطفه الشديد مع الإنجليز. وعلى أثر اغتيال أمين عثمان عاد مرة أخرىوأخيرة إلى السجن. وقد واجه في سجن قرميدان أصعب محن السجن بحبسهإنفرادياً، غير إنه هرب المتهم الأول في قضية
حسين توفيق. وبعدم ثبوت الأدلة الجنائية سقطت التهمة عنه فأفرج عنه.
بعد خروجه من السجن عمل مراجعاً صحفياً بمجلة المصور حتىديسمبر 1948. وعملبعدها بالأعمال الحرة مع صديقة حسن عزت. وفي عام 1950 عاد إلى عمله بالجيشبمساعدة زميله القديم الدكتور يوسف رشاد الطبيب الخاص بالملك فاروق.
وفي عام1951 تكونت الهيئة التأسيسية للتنظيم السري في الجيش والذي عرففيما بعد بتنظيم الضباط الأحرار فانضم إليها. وتطورت الأحداث في مصر بسرعةفائقة بين عامي 1951 - 1952، فألغت حكومة الوفد معاهدة 1936 وبعدها إندلعحريق القاهرة الشهير في يناير 1952 وأقال الملك وزارة النحاس الأخيرة.
وفي ربيع عام1952 أعدت قيادة تنظيم الضباط الأحرار للثورة، وفي 21 يوليوأرسل جمال عبد الناصر إليه في مقر وحدته بالعريش يطلب منه الحضور إلىالقاهرة للمساهمة في ثورة الجيش على الملك والإنجليز. وقامت الثورة، وأذاعبصوته بيان الثورة. وقد أسند إليه مهمة حمل وثيقة التنازل عن العرش إلىالملك فاروق.
في عام1953 أنشأ مجلس قيادة الثورة جريدة الجمهوريةوأسند إليه رئاسة تحرير هذه الجريدة. وفي عام 1954 ومع أول تشكيل وزاريلحكومة الثورة تولى منصب وزير دولة وكان ذلك في سبتمبر 1954.
وانتخب عضواً بمجلس الأمة عن دائرة تلاولمدة ثلاث دورات ابتداءً من عام1957. وكان قد انتخب في عام 1960 أنتخب رئيساً لمجلس الأمة وكان ذلكبالفترة من 21 يوليو 1960 ولغاية 27 سبتمبر 1961، كما انتخب رئيساً لمجلسالأمة للفترة الثانية من 29 مارس 1964 إلى 12 نوفمبر 1968.
كما أنه في عام 1961 عين رئيساً لمجلس التضامن الأفرو - آسيوي.
في عام1969 اختاره جمال عبد الناصر نائباً له، وظل بالمنصب حتى يوم 28 سبتمبر 1970.
بعد وفاة الرئيسجمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 وكونه كان نائباًللرئيس أصبح رئيساً للجمهورية. وقد اتخذ في 15 مايو 1971 قراراً حاسماًبالقضاء على مراكز القوى في مصر وهو ما عرف بثورة التصحيح، وفي نفس العامأصدر دستوراً جديداً لمصر.
وقام في عام1972 بالاستغناء عن ما يقرب من 7000 خبير روسي في أسبوع واحدفي خطأ استراتيجي كلف مصر الكثير إذ كان السوفييت محور دعم كبير للجيشالمصري و كان الطيارين السوفييت يدافعون عن سماء مصر التي كان الطيرانالإسرائيلي يمرح فيها كيفما شاء و مكن هولاء الخبراء مصر من بناء منظومةالدفاع الجوي الصاروخي لكن السادات حاول التقرب لأمريكا فأقدم على خطوةكهذه [بحاجة لمصدر]. بينما يؤمن الكثيرون بأن اقدام السادات على هذاالتخلي كان من خطوات حرب أكتوبر، حيث اراد السادات عدم نسب الانتصار الىالسوفيت.
وقد أقدم على إتخاذ قرار مصيري له ولمصر وهو قرارالحرب ضد إسرائيل التي بدأت في 6 أكتوبر 1973 عندما استطاع الجيش كسر خطبارليف وعبور قناة السويس فقاد مصر إلى أول انتصار عسكري على إسرائيل.
وقد قرر في عام1974 على رسم معالم جديدة لنهضة مصر بعد الحرب وذلك بإنفتاحها على العالم فكان قرار الانفتاح الإقتصادي.
ومن أهم الأعمال التي قام بها كان قيامه بإعادة الحياة الديمقراطية التيبشرت بهاثورة 23 يوليو ولم تتمكن من تطبيقها، حيث كان قراره الذي اتخذهبعام 1976 بعودة الحياة الحزبية حيث ظهرت المنابر السياسية ومن رحم هذهالتجربة ظهر أول حزب سياسي وهو الحزب الوطني الديمقراطي كأول حزب بعد ثورةيوليو وهو الحزب الذي أسسه وترأسه وكان اسمه بالبداية حزب مصر، ثم توالىمن بعده ظهور أحزاب أخرى كحزب الوفد الجديد وحزب التجمع الوحدوي التقدميوغيرها من الأحزاب.
بتاريخ19 نوفمبر 1977 اتخذالرئيس قراره الذي سبب ضجةبالعالم بزيارته للقدس وذلك ليدفع بيده عجلة السلام بين مصر وإسرائيل. وقدقام في عام 1978 برحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التفاوضلاسترداد الأرض وتحقيق السلام كمطلب شرعي لكل إنسان، وخلال هذه الرحلة وقعاتفاقية السلام في كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.
وقد وقع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل مع كل من الرئيسالأمريكي جيمي كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن. والاتفاقية هيعبارة عن إطار للتفاوض يتكون من اتفاقيتين الأولى إطار لاتفاقية سلاممنفردة بين مصر وإسرائيل والثانية خاصة بمبادىء للسلام العربي الشامل فيالضفة الغربية وقطاع غزة والجولان.
وقد انتهت الاتفاقية الأولى بتوقيع معاهدة السلامالمصرية - الإسرائلية عام1979 والتي عملت إسرائيل على إثرها على إرجاع الأراضي المصرية المحتلة إلىمصر.
وقد حصل علىجائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيمبيجن وذلك على جهودهما الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.
لم تكن ردود الفعل العربية إيجابية لزيارتهلإسرائيل، وعملت الدول العربيةعلى مقاطعة مصر وتعليق عضويتها في الجامعة العربية، وتقرر نقل المقرالدائم للجامعة العربية من القاهرة إلى تونس العاصمة، وكان ذلك في القمةالعربية التي تم عقدها في بغداد بناء على دعوة من الرئيس العراقي أحمد حسنالبكر في 2 نوفمبر 1978
والتي تمخض عنها مناشدة الرئيس المصري للعدول عن قراره بالصلح المنفرد معإسرائيل مما سيلحق الضرر بالتضامن العربي ويؤدي إلى تقوية وهيمنة إسرائيلوتغلغلها في الحياة العربية وانفرادها بالشعب الفلسطيني، كما دعى العربإلى دعم الشعب المصري بتخصيص ميزانية قدرها 11 مليار دولار لحل مشاكلهالاقتصادية، إلا أنه رفضها مفضلاً الاستمرار بمسيرته السلمية المنفردة معإسرائيل.
وقد أقدمت الدول العربية على قطع علاقتها مع مصر،باستثناء سلطنة عمُان والسودان. وقد اعتبر كثير من الباحثين أن هذا القراركان متسرعاً وغير مدروس، وكان في جوهره يعبر عن التطلعات المستقبلية للرجلالثاني في العراق آن ذاك صدام حسين. لكن سرعان ما عادت الجامعة العربيةلجمهورية مصر العربية عام 1989.
بحلول خريف عام1981 قامت الحكومة بحملة اعتقالات واسعة شملت المنظماتالإسلامية ومسئولي الكنيسة القبطية والكتاب والصحفيين ومفكرين يساريينوليبراليين ووصل عدد المعتقلين في السجون المصرية إلى 1536 معتقلاً وذلكعلى إثر حدوث بوادر فتن واضطرابات شعبية رافضة للصلح مع إسرائيل ولسياساتالدولة الإقتصادية.
وفي6 أكتوبر من العام نفسه (بعد 31 يوم من إعلان قرارات الاعتقال)، تماغتياله في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، وقام بقيادةعملية الاغتيال خالد الإسلامبولي التابع لمنظمة الجهاد الإسلامي التي كانتتعارض بشدة اتفاقية السلام مع إسرائيل ولم يرق لها حملة القمع المنظمةالتي قامت بها الحكومة في شهر سبتمبر.
تزوج للمرة الأولى بعام1940 من السيدة إقبال ماضيوأنجب منها ثلاث بنات هن رقية، راوية وكاميليا، لكنه إنفصل عنها بعام1949. وتزوج بعدها من جيهان رؤوف صفوت التي أنجب منها 3 بنات وولداً هملبنى ونهى وجيهان وجمال.
له 13 أخاً وأخت، وكان والده متزوج ثلاث سيدات، ومن أشقائه عصمت والد السياسيين طلعت ومحمد أنور
وللموســـــــــــــوعة بقية....
الســـــــادات
ولد بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية سنة 1918، وتلقى تعليمه الأولفي كتاب القرية على يد الشيخ عبد الحميد عيسى، ثم انتقل إلى مدرسة الأقباطالابتدائية بطوخ دلكا وحصل منها على الشهادة الابتدائية. وفي عام 1935التحق بالمدرسة الحربية لاستكمال دراساته العليا، وتخرج من الكلية الحربيةبعام 1938 ضابطاً برتبة ملازم ثان[بحاجة لمصدر] وتم تعيينه في مدينةمنقباد جنوب مصر. وقد تأثر في مطلع حياته بعدد من الشخصيات السياسيةوالشعبية في
مصر والعالم.
في عام1941 دخل السجن لأول مرة أثناء خدمته العسكرية وذلك إثر لقاءاتهالمتكررة بعزيز باشا المصري الذي طلب منه مساعدته للهروب إلى العراق،بعدها طلبت منه المخابرات العسكرية قطع صلته بالمصري لميوله المحورية غيرأنه لم يعبأ بهذا الإنذار فدخل على إثر ذلك سجن الأجانب في فبراير عام1942. وقد خرج من سجن الأجانب في وقت كانت فيه عمليات الحرب العالميةالثانية على أشدها، وعلى أمل إخراج الإنجليز من مصر كثف اتصالاته ببعضالضباط الألمان الذين نزلوا مصر خفية فاكتشف الإنجليز هذه الصلة معالألمان فدخل المعتقل سجيناً للمرة الثانية عام 1943. لكنه استطاع الهربمن المعتقل، ورافقه في رحلة الهروب صديقه حسن عزت.
وعمل أثناء فترة هروبه من السجن عتالاً على سيارة نقل تحت اسم مستعار هوالحاج محمد. وفى آواخر عام 1944 انتقل إلى بلدة أبو كبير بالشرقية ليعملفاعلاً في مشروع ترعة ري. وفي عام 1945 ومع انتهاء الحرب العالمية الثانيةسقطت الأحكام العرفية، وبسقوط الاحكام العرفية عاد إلى بيته بعد ثلاثسنوات من المطاردة والحرمان.
وكان قد إلتقى في تلك الفترة بالجمعية السرية التي قررتاغتيال أمين عثمانوزير المالية في حكومة الوفد ورئيس جمعية الصداقة المصرية - البريطانيةلتعاطفه الشديد مع الإنجليز. وعلى أثر اغتيال أمين عثمان عاد مرة أخرىوأخيرة إلى السجن. وقد واجه في سجن قرميدان أصعب محن السجن بحبسهإنفرادياً، غير إنه هرب المتهم الأول في قضية
حسين توفيق. وبعدم ثبوت الأدلة الجنائية سقطت التهمة عنه فأفرج عنه.
بعد خروجه من السجن عمل مراجعاً صحفياً بمجلة المصور حتىديسمبر 1948. وعملبعدها بالأعمال الحرة مع صديقة حسن عزت. وفي عام 1950 عاد إلى عمله بالجيشبمساعدة زميله القديم الدكتور يوسف رشاد الطبيب الخاص بالملك فاروق.
وفي عام1951 تكونت الهيئة التأسيسية للتنظيم السري في الجيش والذي عرففيما بعد بتنظيم الضباط الأحرار فانضم إليها. وتطورت الأحداث في مصر بسرعةفائقة بين عامي 1951 - 1952، فألغت حكومة الوفد معاهدة 1936 وبعدها إندلعحريق القاهرة الشهير في يناير 1952 وأقال الملك وزارة النحاس الأخيرة.
وفي ربيع عام1952 أعدت قيادة تنظيم الضباط الأحرار للثورة، وفي 21 يوليوأرسل جمال عبد الناصر إليه في مقر وحدته بالعريش يطلب منه الحضور إلىالقاهرة للمساهمة في ثورة الجيش على الملك والإنجليز. وقامت الثورة، وأذاعبصوته بيان الثورة. وقد أسند إليه مهمة حمل وثيقة التنازل عن العرش إلىالملك فاروق.
في عام1953 أنشأ مجلس قيادة الثورة جريدة الجمهوريةوأسند إليه رئاسة تحرير هذه الجريدة. وفي عام 1954 ومع أول تشكيل وزاريلحكومة الثورة تولى منصب وزير دولة وكان ذلك في سبتمبر 1954.
وانتخب عضواً بمجلس الأمة عن دائرة تلاولمدة ثلاث دورات ابتداءً من عام1957. وكان قد انتخب في عام 1960 أنتخب رئيساً لمجلس الأمة وكان ذلكبالفترة من 21 يوليو 1960 ولغاية 27 سبتمبر 1961، كما انتخب رئيساً لمجلسالأمة للفترة الثانية من 29 مارس 1964 إلى 12 نوفمبر 1968.
كما أنه في عام 1961 عين رئيساً لمجلس التضامن الأفرو - آسيوي.
في عام1969 اختاره جمال عبد الناصر نائباً له، وظل بالمنصب حتى يوم 28 سبتمبر 1970.
بعد وفاة الرئيسجمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 وكونه كان نائباًللرئيس أصبح رئيساً للجمهورية. وقد اتخذ في 15 مايو 1971 قراراً حاسماًبالقضاء على مراكز القوى في مصر وهو ما عرف بثورة التصحيح، وفي نفس العامأصدر دستوراً جديداً لمصر.
وقام في عام1972 بالاستغناء عن ما يقرب من 7000 خبير روسي في أسبوع واحدفي خطأ استراتيجي كلف مصر الكثير إذ كان السوفييت محور دعم كبير للجيشالمصري و كان الطيارين السوفييت يدافعون عن سماء مصر التي كان الطيرانالإسرائيلي يمرح فيها كيفما شاء و مكن هولاء الخبراء مصر من بناء منظومةالدفاع الجوي الصاروخي لكن السادات حاول التقرب لأمريكا فأقدم على خطوةكهذه [بحاجة لمصدر]. بينما يؤمن الكثيرون بأن اقدام السادات على هذاالتخلي كان من خطوات حرب أكتوبر، حيث اراد السادات عدم نسب الانتصار الىالسوفيت.
وقد أقدم على إتخاذ قرار مصيري له ولمصر وهو قرارالحرب ضد إسرائيل التي بدأت في 6 أكتوبر 1973 عندما استطاع الجيش كسر خطبارليف وعبور قناة السويس فقاد مصر إلى أول انتصار عسكري على إسرائيل.
وقد قرر في عام1974 على رسم معالم جديدة لنهضة مصر بعد الحرب وذلك بإنفتاحها على العالم فكان قرار الانفتاح الإقتصادي.
ومن أهم الأعمال التي قام بها كان قيامه بإعادة الحياة الديمقراطية التيبشرت بهاثورة 23 يوليو ولم تتمكن من تطبيقها، حيث كان قراره الذي اتخذهبعام 1976 بعودة الحياة الحزبية حيث ظهرت المنابر السياسية ومن رحم هذهالتجربة ظهر أول حزب سياسي وهو الحزب الوطني الديمقراطي كأول حزب بعد ثورةيوليو وهو الحزب الذي أسسه وترأسه وكان اسمه بالبداية حزب مصر، ثم توالىمن بعده ظهور أحزاب أخرى كحزب الوفد الجديد وحزب التجمع الوحدوي التقدميوغيرها من الأحزاب.
بتاريخ19 نوفمبر 1977 اتخذالرئيس قراره الذي سبب ضجةبالعالم بزيارته للقدس وذلك ليدفع بيده عجلة السلام بين مصر وإسرائيل. وقدقام في عام 1978 برحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التفاوضلاسترداد الأرض وتحقيق السلام كمطلب شرعي لكل إنسان، وخلال هذه الرحلة وقعاتفاقية السلام في كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.
وقد وقع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل مع كل من الرئيسالأمريكي جيمي كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن. والاتفاقية هيعبارة عن إطار للتفاوض يتكون من اتفاقيتين الأولى إطار لاتفاقية سلاممنفردة بين مصر وإسرائيل والثانية خاصة بمبادىء للسلام العربي الشامل فيالضفة الغربية وقطاع غزة والجولان.
وقد انتهت الاتفاقية الأولى بتوقيع معاهدة السلامالمصرية - الإسرائلية عام1979 والتي عملت إسرائيل على إثرها على إرجاع الأراضي المصرية المحتلة إلىمصر.
وقد حصل علىجائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيمبيجن وذلك على جهودهما الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.
لم تكن ردود الفعل العربية إيجابية لزيارتهلإسرائيل، وعملت الدول العربيةعلى مقاطعة مصر وتعليق عضويتها في الجامعة العربية، وتقرر نقل المقرالدائم للجامعة العربية من القاهرة إلى تونس العاصمة، وكان ذلك في القمةالعربية التي تم عقدها في بغداد بناء على دعوة من الرئيس العراقي أحمد حسنالبكر في 2 نوفمبر 1978
والتي تمخض عنها مناشدة الرئيس المصري للعدول عن قراره بالصلح المنفرد معإسرائيل مما سيلحق الضرر بالتضامن العربي ويؤدي إلى تقوية وهيمنة إسرائيلوتغلغلها في الحياة العربية وانفرادها بالشعب الفلسطيني، كما دعى العربإلى دعم الشعب المصري بتخصيص ميزانية قدرها 11 مليار دولار لحل مشاكلهالاقتصادية، إلا أنه رفضها مفضلاً الاستمرار بمسيرته السلمية المنفردة معإسرائيل.
وقد أقدمت الدول العربية على قطع علاقتها مع مصر،باستثناء سلطنة عمُان والسودان. وقد اعتبر كثير من الباحثين أن هذا القراركان متسرعاً وغير مدروس، وكان في جوهره يعبر عن التطلعات المستقبلية للرجلالثاني في العراق آن ذاك صدام حسين. لكن سرعان ما عادت الجامعة العربيةلجمهورية مصر العربية عام 1989.
بحلول خريف عام1981 قامت الحكومة بحملة اعتقالات واسعة شملت المنظماتالإسلامية ومسئولي الكنيسة القبطية والكتاب والصحفيين ومفكرين يساريينوليبراليين ووصل عدد المعتقلين في السجون المصرية إلى 1536 معتقلاً وذلكعلى إثر حدوث بوادر فتن واضطرابات شعبية رافضة للصلح مع إسرائيل ولسياساتالدولة الإقتصادية.
وفي6 أكتوبر من العام نفسه (بعد 31 يوم من إعلان قرارات الاعتقال)، تماغتياله في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، وقام بقيادةعملية الاغتيال خالد الإسلامبولي التابع لمنظمة الجهاد الإسلامي التي كانتتعارض بشدة اتفاقية السلام مع إسرائيل ولم يرق لها حملة القمع المنظمةالتي قامت بها الحكومة في شهر سبتمبر.
تزوج للمرة الأولى بعام1940 من السيدة إقبال ماضيوأنجب منها ثلاث بنات هن رقية، راوية وكاميليا، لكنه إنفصل عنها بعام1949. وتزوج بعدها من جيهان رؤوف صفوت التي أنجب منها 3 بنات وولداً هملبنى ونهى وجيهان وجمال.
له 13 أخاً وأخت، وكان والده متزوج ثلاث سيدات، ومن أشقائه عصمت والد السياسيين طلعت ومحمد أنور
وللموســـــــــــــوعة بقية....
dr:sniper- شخصية هامة
- s m s : أَنْهى الحـــــديثَ ، ولمْ يفـطن لخطبـــتهِ إلاَّ الصَّــدى و الّلَظى في قَـــلْبِه الدَّامي
وجَلْجَــــــــلَتْ صرْخةُ المستـهزئينَ بهِ : فــــــاتَ الأوانُ ، فلا تركن لأوهــــــامِ
نســـــيْتَ أنَّ لنــــا ربًّــــــا نلــــوذُ بـــهِ إذا تَـــــــطَاوَلَ فـينا جَـــــــورُ حُــــكَّامِ
عدد الرسائل : 5173
العمر : 35
الموقع : next vet
العمل/الترفيه : طبيب بـــــــــــيطري
تاريخ التسجيل : 13/12/2008
رد: ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ ...الموسوعة التاريخية...¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(13 - 23 هـ/ 634- 643م )
الاختيار
رحم الله أبا بكر، لقد قال فيه عمر يوم أن بويع بالخلافة: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده.
ولقد كان عمر قريبًا من أبى بكر، يعاونه ويؤازره، ويمده بالرأى والمشورة، فهو الصاحب وهو المشير.
وعندما مرض أبو بكر راح يفكر فيمن يعهد إليه بأمر المسلمين، هناك العشرة المبشرون بالجنة، الذين مات الرسول ( وهو عنهم راضٍ.
وهناك أهل بدر، وكلهم أخيار أبرار، فمن ذلك الذى يختاره للخلافة من بعده؟إن الظروف التى تمر بها البلاد لا تسمح بالفرقة والشقاق؛ فهناك علىالحدود تدور معارك رهيبة بين المسلمين والفرس، وبين المسلمين والروم.والجيوش فىميدان القتال تحتاج إلى مدد وعون متصل من عاصمة الخلافة، ولايكون ذلك إلافى جو من الاستقرار!
إن الجيوش فى أمسِّ الحاجة إلى التأييد بالرأى، والإمداد بالسلاح،والرجال، والموت يقترب، ولا وقت للانتظار، وعمر هو من هو عدلا ورحمةوحزمًا وزهدًا وورعًا.
إنه عبقرى موهوب، وهو فوق كل ذلك من تمناه رسول الله يوم قال: اللهمأعزالإسلام بأحب الرجلين إليك، عمر بن الخطاب وأبى جهل بن هشام"[الطبرانى]،فكان عمر بن الخطاب. فلِمَ لا يختاره أبو بكر والأمة تحتاج إلىمثل عمر؟! ولم تكن الأمة قد عرفت عدل عمر كما عرفته فيما بعد، من أجل ذلكسارع الصديق -رضى الله عنه- باستشارة أولى الرأى من الصحابة فى عمر، فماوجد فيهم من يرفض مبايعته، وكتب عثمان -رضى الله عنه- كتاب العهد، فقرئعلى المسلمين، فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا.
إنه رجل الملمات والأزمات، لقد كان إسلامه فتحًا، وكانت هجرته نصرًا،فلتكنإمارته رحمة، ولقد كانت؛ قام الفاروق عمر بالأمر خير قيام وأتمه،وكان أولمن سمى بأمير المؤمنين.
وبدأت الدولة الجديدة فى عهده تتسع رقعتها، ولم تعد مقصورة علىمكةوالمدينة وما حولهما من القرى، لكنها أصبحت تضمُّ شبه الجزيرةالعربية،وتمتد لتشمل بعض المدن فى العراق والشام.
وها هى ذى الجيوش الإسلامية تواصل زحفها المبارك لإعلاء كلمة الله، وتنتقلمن نصر إلى نصر، هناك شعوب مقهورة مظلومة تحت حكم الفرس والرومان تتطلعإلىمن يأخذ بأيديها، ويخلصها من القهر والظلم.
وهناك فى العراق، والشام، ومصر، وشمال إفريقية، شعوب تعانى منالظلموالطغيان، والآن راحت تتطلع إلى غد يسود فيه العدل والأمان. وعمرالعادلخير من يحمل الراية فى هذه الظروف، وكأنما أعده النبى ( لهذا اليومالموعود فهو مثال العدل والرحمة فى الإسلام !
لقد اقترن اسم عمر بدولة الفرس ودولة الروم، وسمى عصره عصر الفتوحات الإسلامية
تعديل فى القيادة
فى البدء وجه عمر -رضى الله عنه- اهتمامه إلىالجيوش المحاربة؛ لأنه يريدلها أن تنتصر، ويريد لكلمة الله أن تعلووتنتشر، ويود أن يكون مع الجنودفى صفوف القتال لولا أن أهل الشورى نصحواله أن يختار من ينوب عنه؛ ليظل بعاصمة الخلافة حيث تقتضى المصلحة العامةوجوده.
أصدر عمر -رضى الله عنه- أوامره بتعيين أبى عبيدة بن الجراح قائدًا عامّاللقوات الإسلامية فى الشام، فى نفس الوقت الذى أمر فيه بعزل خالد بنالوليد من إمارة الجيش حتى لا يفتتن الناس به.
ولقد قابل خالد الأمر بالطاعة فهو جندى فى صفوف جيش الإسلام، والجنديةطاعة، فليضعه الخليفة حيث يشاء، وما عليه إلا أن يطيع، إن خالدًا لا يهمهأن يكون فى مركز القيادة، يكفيه أن يكون جنديَّا فى صفوف المسلمين،يجاهدفى سبيل الله، رافعًا راية الإسلام، فراح يحارب فى جلد وإخلاص تحتإمرةالقائد الجديد.
فتح دمشق
وكانت المعركة الثانية بين المسلمين والروم حولدمشق، لقد أحاط المسلمونبالمدينة، وتحصن الروم بها، وأغلقوا أبوابها، خالدبجنوده على البابالشرقى، وأبو عبيدة على باب الجابية (الجولان)، وعمرو بنالعاص على بابتوما، وشرحبيل بن حسنة على باب الفراديس، ويزيد بن أبى سفيانعلى الباب الصغير، كانت دمشق ممتنعة غاية الامتناع، وطال بها الحصار،واشتدت الحالعلى الجميع، وكان أهل دمشق يرسلون إلى ملكهم هرقل يطلبونمددًا فلا يصل إليهم لقوة حصار المسلمين لها، وهنا فشل أهل دمشق وضعُفواوقَوِىَالمسلمون، وقدّر الله أن وُلِد لبطريق دمشق مولود فى إحدى الليالى،فصنع
للناس طعامًا، وسقاهم شرابًا، وباتوا عنده فى وليمته قد أكلواوشربواوتعبوا، فناموا عن مواقعهم واشتغلوا عنها، وفطن لذلك خالد وهو علىالباب الشرقى، فقد كان قائدًا يقظًا لا تفوته فائتة، فأعد سلالم من حبال،وجاءهو وأصحابه من الصناديد الأبطال مثل : القعقاع بن عمرو، ومذعور بنعدىوغيرهما، وقد أحضر جيشه عند الباب، وقال لهم: إذا سمعتم تكبيرنا عندالسورفاصعدوا إلينا. وقام هو وأصحابه فقطعوا الخندق سباحة، وفى أعناقهمجعبةالنبال، فنصبوا السلالم وصعدوا فيها ولما استندوا على السور رفعواأصواتهم بالتكبير، وجاء المسلمون، فصعدوا فى تلك السلالم، وانحدر خالدوأصحابهالشجعان إلى البوابين، فقتلوهم وفتحوا الأبواب، فدخلت جيوشالمسلمين،والتكبير يجلجل المكان ويضىء جنباته بنور جديد، هو نور الإسلام.
وهكذا دخلها خالد من الباب الشرقى قسرًا وقهرًا، ودخلها أبو عبيدة من باب الجابية مسالمًا، وكان ذلك سنة 13هـ / 635م.
إن دمشق حصن الشام، وبيت مملكتهم، وها هى ذى قد سقطت فى أيدى المسلمين
فتح بــيت المقدس
واصل أبو عبيدة تقدمه نحو حمص، وترك يزيد بن أبى سفيان ليتجه نحو بلادساحلدمشق، وظل القادة المسلمون يفتحون المدن واحدة بعد أخرى، ولم يبقأمامالمسلمين إلا بيت المقدس، وله فى نفس المسلمين مكانته واحترامه،وقداسته،فإليه كان إسراء الرسول (، ومنه كان معراجه. وإليه كانت قبلتهم الأولى.
وقد دافع عنه الروم دفاعًا مستميتًا ألحق بجنود المسلمين كثيرًا منالخسائر لكنهم صبروا وتحملوا، ليخلِّصوا بيت المقدس وأهله من حكم الرومانوظلمهم.
وكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص بالمسير إلى القدس، فلما وصل إلى"الرملة" وجد عندها جمعًا من الروم عليه قائد داهية اسمه (الأرطبون)كانأدهى الروم، وكان قد وضع "بالرملة" جندًًا عظيمًا و"بإيلياء"جندًاعظيمًا، فكتب عمرو إلى عمر بالخبر، فلما جاءه كتاب عمرو قال: رميناأرطبون الروم بأرطبون العرب- يعنى عمرو بن العاص.
ظل عمرو يتربص بالأرطبون زمنًا فلا يجد فرصة لذلك، وكان يرسل إليهالرسلليعرف أمره فلا تشفيه الرسل، فقرر أن يلقاه بنفسه مدَّعيًا أنه رسولعمروبن العاص إليه.
دخل عليه وأبلغه ما يريد، وسمع كلامه وتأمل حضرته، وقال الأرطبون فى نفسه:والله إن هذا لعمرو أو أنه الذى يأخذ عمرو برأيه. فقرر قتله، وأحسعمروبذلك فقال للأرطبون: أيها الأمير إنى قد سمعت كلامك وسمعت كلامى،وإنىواحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب لنكون مع هذا الوالى لنشهد أموره،وقدأحببت أن آتيك بهم ليسمعوا كلامك، ويروا ما رأيت.
فطمع الأرطبون أن يقتلهم جميعًا، فقال له: نعم فاذهب فأتنى بهم، فقامعمروفذهب إلى جيشه، وعلم الأرطبون بعد ذلك أن الرسول كان عمرًا، فقال:خدعنىالرجل، هذا والله أدهى العرب.
وكان أبو عبيدة لما فرغ من دمشق قد كتب إلى أهل بيت المقدس يدعوهم إلىاللهوإلى الإسلام أو يدفعون الجزية، وإلا كان الحرب بينهم، فأبوا أنيجيبوا إلىما دعاهم إليه، فركب إليهم فى جنوده، وحاصر بيت المقدس، وضيقعليهم حتىأجابوا إلى الصلح.
وأحس أرطبون قائد الروم بهذه المناورات تدور حوله فهرب إلى مصر، وطلبالمسيحيون الصلح على أن يحضر الخليفة بنفسه لتسلم المدينة، ويتعهدلسكانهابالحرية الدينية، فكتب عمرو إلى عمر يحيطه علمًا بذلك، فحضر عمر،وكتب بنفسه كتاب الأمان المسمى "العهدة العمرية".
وفى تلك الأرض المباركة أقام عمر -رضى الله عنه- مسجدًا من الخشب فى خرائبكانت عند الصخرة المقدسة، بعد أن طهره من القمامة التى كان الروميلقونهاعليه، ثم عاد إلى المدينة المنورة فى سنة 16هـ / 677م.. لقد قضىعلى حكم الروم فى هذه البلاد، وراحت الجيوش الإسلامية تواصل زحفها لتطهيرالبلاد من فلول الروم
فتح مصر
وها هى ذى جيوشهم تفر أمام الجيوش الإسلامية وتهرب إلى مصر، لقد قدمالمسلمون آلاف الشهداء فى حروبهم ضد الروم فى سوريا وفلسطين، فصارت هذهالديار غالية عليهم، ولن يحس المسلمون بالاستقرار فى سورية وفلسطين،وهناكجيش كبير للروم على مقربة منهم، لقد اتخذوا من مصر مركزًا لتجمعهم،وأصبح وجودهم خطرًا يهدد جيش الشام. من أجل هذا استأذن عمرو بن العاصالخليفة فىفتح مصر.
وسارع عمرو إلى مصر فتم له فتحها سنة 20هـ/ 641م، وولاه عمر عليها يرتبأمورها، وينظم أحوالها، ومن مصر تحرك جيش المسلمين غربًا إلى برقةفىليبيا، وجنوبًا إلى بلاد النوبة لفتحهما.
وبنى عمرو بن العاص الفسطاط لتصبح عاصمة مصر الإسلامية، وأقام بها الجامعالذى عرف فيما بعد بجامع عمرو، وارتفعت كلمة التوحيد فى سماء مصر، لتكونمنارة مسلمة على مر الأجيال.
إن مصر هى كنانة الله فى أرضه، وجندها خير أجناد الأرض، وبفتح مصر أصبحتبلاد الشام آمنة، وزال الخطر الذى كان يهدد الجيش الإسلامى بعد أن استسلمالروم، وفروا هاربين إلى بلادهم.
عودة إلى جبهة الفرس:
كان اهتمام المسلمين بغزو الروم يفوق اهتمامهم بغزو فارس؛ فالرومبدءوابالشغب والعدوان على الحدود، والشام وفلسطين ومصر أراض احتلتهاالروم،لكنها كانت تترقب إلى الخلاص من بين أنياب هذا المستعمر الظالم،وكان المسلمون يعلقون الآمال على أن يجدوا من أهل هذه البلاد بعض المساعدةلطردهؤلاء المستعمرين القساة، وقد تحقق لهم ما أرادوا
موقعة البويب
وفى عهد عمر كانت كفة المسلمين قد رجحت على الرومبعد انتصارهم فى معركة "أجنادين"، فاتجه عمر -رضى الله عنه- إلى معاودةالزحف على بلاد الفرس.
فبعث أبا عبيدة بن مسعود الثقفي، وأمر عمر -رضى الله عنه- المثنى بن حارثة أن يكون فى طاعة أبى عبيدة.
وسار أبو عبيدة حتى عبر الفرات بمن معه من المسلمين، وهناك دارتمعركةعظيمة هى معركة "الجسر" استشهد فيها القائد أبو عبيدة الثقفى وعددكبير من المسلمين، بعد أن انتصروا على أهل فارس أولا فى عدة مواقع سابقة.
أرسل عمر -رضى الله عنه- إلى فارس جيشًا يقوده المثنى بن حارثة، وقد حققالمسلمون فى هذه الموقعة انتصارًا رائعًا، فقد قُتل "مهران" قائد جيشالفرس فى المعركة هو وكثير من أتباعه، وتلك كانت وقعة "البويب" وقد سماهاالمسلمون "الأعشار" لأن كثيرًا من المسلمين قتل كل واحد منهم عشرة منالفرس.
وفى "القادسية" التقى الفرس والمسلمون، قاد المسلمين سعد ابن أبىوقاص،وقاد الفرس رستم، وفر رستم وعشرات الآلاف من جنوده، وغنم المسلمونغنائم كثيرة بعد أن استمرت المعركة عدة أيام.
وتساقطت مدن فارس فى أيدى الجيش الإسلامى تساقط الثمرات واحدة بعدأخرى،وكان انتصار المسلمين فى القادسية دافعًا لهم إلى مواصلة الزحفعلىالعاصمة "طيسفون" التى سماها العرب "المدائن"، ويشتد القتال ضراوة،ويهدم الفرس الجسور حتى لا يستطيع العرب عبور نهر دجلة، ولكن المسلمينسرعان ماعبروا النهر بخيولهم، وهنا اضطرب الفرس وأحاطت بهم الهزيمة، وهرب"يزدجرد بن شهريار" إلى حلوان بأرض فارس.
وسقطت العاصمة الفارسية العريقة فى أيدى المسلمين، وكان سقوط العاصمة فىالعام السادس عشر من الهجرة، (637م). إنهم لم يقبلوا مع العربصلحًا،ورفضوا أن يدفعوا الجزية، وفضلوا عبادة الكواكب والنار والمجوسيةعلى دين الله، وأعلنوا عداءهم واستعدادهم لقتال المسلمين، إذن لم يبق إلاالحرب
معركة جلولاء
لقد هرب "يزدجرد" ليعد عدته للقاء آخر، وراحيعسكر بمنطقة "جلولاء"،والإمدادات تنهال عليه، والجنود يقومون بحفرالخنادق حول معسكره، ولكن المسلمين يقتحمون عليهم خنادقهم، وتدور معركة منأعنف المعارك، وثبت المسلمون حتى كُتِبَ لهم النصر، وكان قائد المسلمين فىمعركة جلولاء "هاشمبن عتبة" ويهرب "يزدجرد" مرة ثانية؛ حيث ترك حلوان وفرإلى الري، ولم يبق إلا فتح الفتوح "موقعة نهاوند" إنها آخر محاولة يقومبها يزدجرد
نهاوند
لقد جمع الكثير من الجيوش التى استماتت فى الدفاعوالحرب، ولكن المسلمين هزموهم بإذن الله، لقد عزل عمر سعد ابن أبى وقاص،وولى مكانه النعمان بنمقرن وقد سقط النعمان شهيدًا بعدما رأى بشائر الفتحلاحت فى الأفق، فأخذ الراية أخوه نعيم، وناولها " حذيفة بن اليمان" وأشارعليهم المغيرة بنشعبة بكتمان خبر استشهاد الأمير حتى لا يرتاب الناس، فلماتم النصر على المشركين، جعل الناس يسألون عن أميرهم، فقال أخوه: "هذاأميركم، لقد أقرالله عينه بالفتح وختم له بالشهادة". فاتبع الناس حذيفةودخل المسلمون نهاوند بعد هزيمة الفرس، وكان العرب يسمون فتح نهاوند "بفتحالفتوح".
وبعد نهاوند تقدمت الجيوش الإسلامية لتستولى على المدن المجاورة، وخضعتلهم منطقة "أذربيجان"، وكانت هذه الانتصارات الباهرة سببًا فى إضعاف الروحالمعنوية عند الفرس.
لقد استسلم عدد كبير منهم ومالوا إلى الصلح، واستسلم عدد كبير منهمعنوةوقهرًا، ولم يستطع "يزدجرد" مقابلة المسلمين فى قوة كما فعل فىالماضي،وظل أمره فى نقصان حتى قتل بخراسان سنة 31هـ/ 652م، فى عهد عثمان-رضىالله عنه- وبموته انتهت دولة (آل ساسان).
لقد دانت بلاد الشام للإسلام، ودانت بلاد الفرس للإسلام، حتى أصبح عصر عمر بن الخطاب بحق هو عصر الفتوحات الإسلامية.
فلم يكد المسلمون يستقرون هنا وهناك حتى أرسل سعد بن أبى وقاص أحد قادتهوهو عياض بن غنم إلى أرض الجزيرة ؛ حيث تجمع جند الروم فى أعلاها فافتتحهذه البلاد. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استمرت الدولة الإسلامية فىعهد عمر تواصل فتوحها، والجند ينشرون الدعوة، والجهاد لا تنطفئ شعلته.
إن عمر بن الخطاب يعد نفسه مسئولا عن توفيرالحياة الكريمة الشريفة للجميع، ويرى أنه لو عثرت بغلة فى العراق لكانمسئولا عنها. ومن أجل هذا نراه يوجه اهتمامه إلى تقوية الثغور والشواطئوالموانئ. ولا يفوته أن يحصى أسماء الجنود الفاتحين ليجعل لهم رواتب تفىبمطالبهم، وتكفل لهم حياة كريمة، ونراه يقوم بعمل إحصاء عام، ويدوِّنالدواوين، ويقسم الدولة إلى ثمانى ولايات هى: مكة، والمدينة، وفلسطين،والشام، والجزيرة الفراتية،والبصرة، والكوفة، ومصر، ويعين واليًا لكلولاية ينوب عنه فى الصلاة وقيادة الجند، وإدارة شئون الحكم فى الولاية.ولا يكتفى بهذا، بل يرتب البريد، ويتخذ من الهجرة بداية للتقويم الهجرى.
كل ذلك فى عشر سنوات، وستة أشهر وأربعة أيام، مات بعدها شهيدًا بيدالغدر،فقد قتله أبو لؤلؤة المجوسى، الفارسى الأصل -وكان غلامًا للمغيرةبنشعبة-؛ حقدًا على الإسلام والمسلمين.
كان عمر مع عدله ورحمته يخشى أن يموت وهو مقصر فى حق رعيته، وكم كانيتمنىأن يذهب إلى الناس فى الولايات الثمانية ليدرس مشكلاتهم، ويحققرغباتهم،وقد ورد عنه أنه قال فى آخر حياته: لئن عشت إن شاء الله لأسيرن فىالرعية حولا (عامًا) فإنى أعلم أن للناس حوائج تقطع دونى (لا أطلع عليها)،أماعمالهم (ولاتهم) فلا يرفعونها إلى، وأما هم فلا يصلون إلى، فأسيرإلىالشام فأقيم بها شهرين، والجزيرة شهرين، وبمصر شهرين، وبالبحرينشهرين،وبالكوفة شهرين وبالبصرة شهرين. والله لنعم الحول هذا، لكن القدر لميمهله فاستشهد -رضى الله عنه- قبل أن تتحقق هذه الأمنية.
لقد طبق عمر المبادئ الإسلامية على نفسه أولا قبل أن يطلب من غيره تنفيذها.
وكان يشترط على من يُولِّيه أمرَ المسلمين ألا يتعالى عليهم، ولا يستأثر لنفسه بشىء دونهم، ولا يغلق فى وجوههم بابه.
وكان لا يتباطأ فى معاقبة المسئولين فى حزم وقوة، إن هم أساءوا إلىالرعية،فالناس قد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا، وليس من حق أحد أن يستعبدهم حتىلو كان واليًا، لقد قاسم بعض ولاته أموالهم لما أحس أن ثرواتهم زادت عماكانت عليه قبل تولى مناصبهم، وأنصف القبطى المصرى الذى اعتدى عليه ابنوالى مصرعمرو بن العاص، وقال له: اضرب ابن الأكرمين. ووجه كلامه إلى عمروقائلا: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا.
"وادي المخازن".. معركة الملوك الثلاثة
عرف التاريخ الإنساني عددا من المعارك الفاصلةالتي كانت نقاط تحول تاريخية نتيجة للآثار الإستراتيجية البعيدة التيتركتها تلك المعارك، حيث كانت بمثابة القسمات على وجه التاريخ، وحفرتوقائعها فضلا عن أسمائها في الذاكرة الإنسانية.
ومن هذه المعارك معركة بلاط الشهداء أو لابواتيه التي كانت تحولا فيمسارالفتوح الإسلامية بأوربا، وتراجع العثمانيين أمام أسوار فيينا، ومعركةوادي المخازن بين الدولة السعدية في المغرب والعثمانيين من جانب،والبرتغالوالأسبان وفلول المتطوعين المسيحيين الأوربيين من جانب آخر.
كان دافع البرتغاليين لخوض هذه المعركة هو استرداد شواطئ شمال أفريقياوسحب البساط تدريجيا من تحت أقدام الإسلام في تلك المناطق وإرجاعها إلىحظيرةالمسيحية، وإحكام السيطرة على طرق التجارة، خاصة مدخل البحر المتوسطمن خلال السيطرة على مضيق جبل طارق، محاولين في ذلك استلهام تجربة حروبالاسترداد التي خاضتها أسبانيا ضد الوجود الإسلامي بها.
المتوكل.. على الأسبان والبرتغاليين
كانت الدولة السعدية -التي تعود لمحمد النفسالزكية أحد أئمة آل البيت النبوي- هي التي تسيطر على مراكش (المغرب)، وكانقيامها سنة (923هـ= 1517م) علىأساس مجاهدة البرتغاليين، واستطاعت هذهالأسرة أن تحرر الكثير من شواطئ المغرب المطلة على المحيط الأطلنطي -والتياحتلها الأسبان في عدة حملات- حيث استطاعت دخول مراكش سنة (931هـ= 1525م)ثم فاس في (961هـ= 1554م) وكان ذلك بداية قيام تلك الدولة التي استمرت حتىعام (1011هـ=1603م)
وعندما توفي عبد الله الغالب السعدي حاكم الدولة السعدية تولى من بعدهابنه محمدالمتوكل الحكم سنة (981هـ=1574م) وعرف عنه القسوة وإتيانالمنكرات، فانقلب عليه عماه عبد المالك وأحمد واستنجدا بالعثمانيين -الذينكانوا موجودين بالجزائر- فقدم لهما العثمانيون المساعدات واستطاعاالانتصار على المتوكل في معركتين سنة (983هـ=1576م) واستطاع عبد الملك أنيدخل فاس عاصمة الدولةالسعدية وأن يأخذ البيعة لنفسه، وأن يشرع في تأسيسجيش قوي ضم العرب والبربر وعناصر تركية وأندلسية.
ولم تؤد خسارة المتوكل أمام عميه عبد الملك وأحمد إلى أن يرضى بالأمرالواقع فرحل إلى الشواطئ البرتغالية واستنجد بالملك البرتغالي دونسباستيان ليساعده في استرداد ملكه مقابل أن يمنحه الشواطئ المغربية علىالمحيط الأطلسي.
واستطاعت المخابرات العثمانية في الجزائر أن ترصد هذه الاتصالات بينالمتوكل والبرتغاليين، وبعث حسن باشا أمير أمراء الجزائر برسالة مهمة إلىالسلطان العثماني بهذا الشأن، وكان العثمانيون في إستانبول على دراية بمايجري في أوربا فقد كان لديها معلومات عن اتصالات يجريها بابا روما ودوقفرنسا منذعدة أشهر بهدف جمع جنود وإعداد سفن وتحميلها بمقاتلين لمساعدةالبرتغال فيغزوها للشاطئ المغربي، ورصدت المخابرات العثمانية الاتصالاتبين ملك البرتغال سباستيان وخاله ملك أسبانيا فيليب الثاني ولكنها لمتستطع أن تقف على حقيقة الاتفاق الذي جرى بينهما، لكن المعلومات التيرصدتها أكدت أن ملك أسبانيا جمع حوالي عشرة آلاف جندي لمساعدة البرتغال فيتأديبه ملك فاس عبد المالك السعدي.
أماالدولة السعدية فقد استطاعت سفنها أن تلقي القبض على سفارة كان قدأرسلهاالمتوكل إلى البرتغال تطالبهم بالتدخل لمساعدته في استرداد ملكهمقابل منحهم الشواطئ المغربية على المحيط الأطلسي، ولذا بدأ السعديونيأخذون أهبتهم للحرب القادمة من حيث الاستعدادات الحربية وحشد الجنودوالاتصال بالعثمانيين الموجودين في الجزائر للحصول على دعمهم في الحربالقادمة ضدالبرتغاليين والأسبان.
و للموســـــــــــوعة بقية.........
(13 - 23 هـ/ 634- 643م )
الاختيار
رحم الله أبا بكر، لقد قال فيه عمر يوم أن بويع بالخلافة: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده.
ولقد كان عمر قريبًا من أبى بكر، يعاونه ويؤازره، ويمده بالرأى والمشورة، فهو الصاحب وهو المشير.
وعندما مرض أبو بكر راح يفكر فيمن يعهد إليه بأمر المسلمين، هناك العشرة المبشرون بالجنة، الذين مات الرسول ( وهو عنهم راضٍ.
وهناك أهل بدر، وكلهم أخيار أبرار، فمن ذلك الذى يختاره للخلافة من بعده؟إن الظروف التى تمر بها البلاد لا تسمح بالفرقة والشقاق؛ فهناك علىالحدود تدور معارك رهيبة بين المسلمين والفرس، وبين المسلمين والروم.والجيوش فىميدان القتال تحتاج إلى مدد وعون متصل من عاصمة الخلافة، ولايكون ذلك إلافى جو من الاستقرار!
إن الجيوش فى أمسِّ الحاجة إلى التأييد بالرأى، والإمداد بالسلاح،والرجال، والموت يقترب، ولا وقت للانتظار، وعمر هو من هو عدلا ورحمةوحزمًا وزهدًا وورعًا.
إنه عبقرى موهوب، وهو فوق كل ذلك من تمناه رسول الله يوم قال: اللهمأعزالإسلام بأحب الرجلين إليك، عمر بن الخطاب وأبى جهل بن هشام"[الطبرانى]،فكان عمر بن الخطاب. فلِمَ لا يختاره أبو بكر والأمة تحتاج إلىمثل عمر؟! ولم تكن الأمة قد عرفت عدل عمر كما عرفته فيما بعد، من أجل ذلكسارع الصديق -رضى الله عنه- باستشارة أولى الرأى من الصحابة فى عمر، فماوجد فيهم من يرفض مبايعته، وكتب عثمان -رضى الله عنه- كتاب العهد، فقرئعلى المسلمين، فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا.
إنه رجل الملمات والأزمات، لقد كان إسلامه فتحًا، وكانت هجرته نصرًا،فلتكنإمارته رحمة، ولقد كانت؛ قام الفاروق عمر بالأمر خير قيام وأتمه،وكان أولمن سمى بأمير المؤمنين.
وبدأت الدولة الجديدة فى عهده تتسع رقعتها، ولم تعد مقصورة علىمكةوالمدينة وما حولهما من القرى، لكنها أصبحت تضمُّ شبه الجزيرةالعربية،وتمتد لتشمل بعض المدن فى العراق والشام.
وها هى ذى الجيوش الإسلامية تواصل زحفها المبارك لإعلاء كلمة الله، وتنتقلمن نصر إلى نصر، هناك شعوب مقهورة مظلومة تحت حكم الفرس والرومان تتطلعإلىمن يأخذ بأيديها، ويخلصها من القهر والظلم.
وهناك فى العراق، والشام، ومصر، وشمال إفريقية، شعوب تعانى منالظلموالطغيان، والآن راحت تتطلع إلى غد يسود فيه العدل والأمان. وعمرالعادلخير من يحمل الراية فى هذه الظروف، وكأنما أعده النبى ( لهذا اليومالموعود فهو مثال العدل والرحمة فى الإسلام !
لقد اقترن اسم عمر بدولة الفرس ودولة الروم، وسمى عصره عصر الفتوحات الإسلامية
تعديل فى القيادة
فى البدء وجه عمر -رضى الله عنه- اهتمامه إلىالجيوش المحاربة؛ لأنه يريدلها أن تنتصر، ويريد لكلمة الله أن تعلووتنتشر، ويود أن يكون مع الجنودفى صفوف القتال لولا أن أهل الشورى نصحواله أن يختار من ينوب عنه؛ ليظل بعاصمة الخلافة حيث تقتضى المصلحة العامةوجوده.
أصدر عمر -رضى الله عنه- أوامره بتعيين أبى عبيدة بن الجراح قائدًا عامّاللقوات الإسلامية فى الشام، فى نفس الوقت الذى أمر فيه بعزل خالد بنالوليد من إمارة الجيش حتى لا يفتتن الناس به.
ولقد قابل خالد الأمر بالطاعة فهو جندى فى صفوف جيش الإسلام، والجنديةطاعة، فليضعه الخليفة حيث يشاء، وما عليه إلا أن يطيع، إن خالدًا لا يهمهأن يكون فى مركز القيادة، يكفيه أن يكون جنديَّا فى صفوف المسلمين،يجاهدفى سبيل الله، رافعًا راية الإسلام، فراح يحارب فى جلد وإخلاص تحتإمرةالقائد الجديد.
فتح دمشق
وكانت المعركة الثانية بين المسلمين والروم حولدمشق، لقد أحاط المسلمونبالمدينة، وتحصن الروم بها، وأغلقوا أبوابها، خالدبجنوده على البابالشرقى، وأبو عبيدة على باب الجابية (الجولان)، وعمرو بنالعاص على بابتوما، وشرحبيل بن حسنة على باب الفراديس، ويزيد بن أبى سفيانعلى الباب الصغير، كانت دمشق ممتنعة غاية الامتناع، وطال بها الحصار،واشتدت الحالعلى الجميع، وكان أهل دمشق يرسلون إلى ملكهم هرقل يطلبونمددًا فلا يصل إليهم لقوة حصار المسلمين لها، وهنا فشل أهل دمشق وضعُفواوقَوِىَالمسلمون، وقدّر الله أن وُلِد لبطريق دمشق مولود فى إحدى الليالى،فصنع
للناس طعامًا، وسقاهم شرابًا، وباتوا عنده فى وليمته قد أكلواوشربواوتعبوا، فناموا عن مواقعهم واشتغلوا عنها، وفطن لذلك خالد وهو علىالباب الشرقى، فقد كان قائدًا يقظًا لا تفوته فائتة، فأعد سلالم من حبال،وجاءهو وأصحابه من الصناديد الأبطال مثل : القعقاع بن عمرو، ومذعور بنعدىوغيرهما، وقد أحضر جيشه عند الباب، وقال لهم: إذا سمعتم تكبيرنا عندالسورفاصعدوا إلينا. وقام هو وأصحابه فقطعوا الخندق سباحة، وفى أعناقهمجعبةالنبال، فنصبوا السلالم وصعدوا فيها ولما استندوا على السور رفعواأصواتهم بالتكبير، وجاء المسلمون، فصعدوا فى تلك السلالم، وانحدر خالدوأصحابهالشجعان إلى البوابين، فقتلوهم وفتحوا الأبواب، فدخلت جيوشالمسلمين،والتكبير يجلجل المكان ويضىء جنباته بنور جديد، هو نور الإسلام.
وهكذا دخلها خالد من الباب الشرقى قسرًا وقهرًا، ودخلها أبو عبيدة من باب الجابية مسالمًا، وكان ذلك سنة 13هـ / 635م.
إن دمشق حصن الشام، وبيت مملكتهم، وها هى ذى قد سقطت فى أيدى المسلمين
فتح بــيت المقدس
واصل أبو عبيدة تقدمه نحو حمص، وترك يزيد بن أبى سفيان ليتجه نحو بلادساحلدمشق، وظل القادة المسلمون يفتحون المدن واحدة بعد أخرى، ولم يبقأمامالمسلمين إلا بيت المقدس، وله فى نفس المسلمين مكانته واحترامه،وقداسته،فإليه كان إسراء الرسول (، ومنه كان معراجه. وإليه كانت قبلتهم الأولى.
وقد دافع عنه الروم دفاعًا مستميتًا ألحق بجنود المسلمين كثيرًا منالخسائر لكنهم صبروا وتحملوا، ليخلِّصوا بيت المقدس وأهله من حكم الرومانوظلمهم.
وكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص بالمسير إلى القدس، فلما وصل إلى"الرملة" وجد عندها جمعًا من الروم عليه قائد داهية اسمه (الأرطبون)كانأدهى الروم، وكان قد وضع "بالرملة" جندًًا عظيمًا و"بإيلياء"جندًاعظيمًا، فكتب عمرو إلى عمر بالخبر، فلما جاءه كتاب عمرو قال: رميناأرطبون الروم بأرطبون العرب- يعنى عمرو بن العاص.
ظل عمرو يتربص بالأرطبون زمنًا فلا يجد فرصة لذلك، وكان يرسل إليهالرسلليعرف أمره فلا تشفيه الرسل، فقرر أن يلقاه بنفسه مدَّعيًا أنه رسولعمروبن العاص إليه.
دخل عليه وأبلغه ما يريد، وسمع كلامه وتأمل حضرته، وقال الأرطبون فى نفسه:والله إن هذا لعمرو أو أنه الذى يأخذ عمرو برأيه. فقرر قتله، وأحسعمروبذلك فقال للأرطبون: أيها الأمير إنى قد سمعت كلامك وسمعت كلامى،وإنىواحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب لنكون مع هذا الوالى لنشهد أموره،وقدأحببت أن آتيك بهم ليسمعوا كلامك، ويروا ما رأيت.
فطمع الأرطبون أن يقتلهم جميعًا، فقال له: نعم فاذهب فأتنى بهم، فقامعمروفذهب إلى جيشه، وعلم الأرطبون بعد ذلك أن الرسول كان عمرًا، فقال:خدعنىالرجل، هذا والله أدهى العرب.
وكان أبو عبيدة لما فرغ من دمشق قد كتب إلى أهل بيت المقدس يدعوهم إلىاللهوإلى الإسلام أو يدفعون الجزية، وإلا كان الحرب بينهم، فأبوا أنيجيبوا إلىما دعاهم إليه، فركب إليهم فى جنوده، وحاصر بيت المقدس، وضيقعليهم حتىأجابوا إلى الصلح.
وأحس أرطبون قائد الروم بهذه المناورات تدور حوله فهرب إلى مصر، وطلبالمسيحيون الصلح على أن يحضر الخليفة بنفسه لتسلم المدينة، ويتعهدلسكانهابالحرية الدينية، فكتب عمرو إلى عمر يحيطه علمًا بذلك، فحضر عمر،وكتب بنفسه كتاب الأمان المسمى "العهدة العمرية".
وفى تلك الأرض المباركة أقام عمر -رضى الله عنه- مسجدًا من الخشب فى خرائبكانت عند الصخرة المقدسة، بعد أن طهره من القمامة التى كان الروميلقونهاعليه، ثم عاد إلى المدينة المنورة فى سنة 16هـ / 677م.. لقد قضىعلى حكم الروم فى هذه البلاد، وراحت الجيوش الإسلامية تواصل زحفها لتطهيرالبلاد من فلول الروم
فتح مصر
وها هى ذى جيوشهم تفر أمام الجيوش الإسلامية وتهرب إلى مصر، لقد قدمالمسلمون آلاف الشهداء فى حروبهم ضد الروم فى سوريا وفلسطين، فصارت هذهالديار غالية عليهم، ولن يحس المسلمون بالاستقرار فى سورية وفلسطين،وهناكجيش كبير للروم على مقربة منهم، لقد اتخذوا من مصر مركزًا لتجمعهم،وأصبح وجودهم خطرًا يهدد جيش الشام. من أجل هذا استأذن عمرو بن العاصالخليفة فىفتح مصر.
وسارع عمرو إلى مصر فتم له فتحها سنة 20هـ/ 641م، وولاه عمر عليها يرتبأمورها، وينظم أحوالها، ومن مصر تحرك جيش المسلمين غربًا إلى برقةفىليبيا، وجنوبًا إلى بلاد النوبة لفتحهما.
وبنى عمرو بن العاص الفسطاط لتصبح عاصمة مصر الإسلامية، وأقام بها الجامعالذى عرف فيما بعد بجامع عمرو، وارتفعت كلمة التوحيد فى سماء مصر، لتكونمنارة مسلمة على مر الأجيال.
إن مصر هى كنانة الله فى أرضه، وجندها خير أجناد الأرض، وبفتح مصر أصبحتبلاد الشام آمنة، وزال الخطر الذى كان يهدد الجيش الإسلامى بعد أن استسلمالروم، وفروا هاربين إلى بلادهم.
عودة إلى جبهة الفرس:
كان اهتمام المسلمين بغزو الروم يفوق اهتمامهم بغزو فارس؛ فالرومبدءوابالشغب والعدوان على الحدود، والشام وفلسطين ومصر أراض احتلتهاالروم،لكنها كانت تترقب إلى الخلاص من بين أنياب هذا المستعمر الظالم،وكان المسلمون يعلقون الآمال على أن يجدوا من أهل هذه البلاد بعض المساعدةلطردهؤلاء المستعمرين القساة، وقد تحقق لهم ما أرادوا
موقعة البويب
وفى عهد عمر كانت كفة المسلمين قد رجحت على الرومبعد انتصارهم فى معركة "أجنادين"، فاتجه عمر -رضى الله عنه- إلى معاودةالزحف على بلاد الفرس.
فبعث أبا عبيدة بن مسعود الثقفي، وأمر عمر -رضى الله عنه- المثنى بن حارثة أن يكون فى طاعة أبى عبيدة.
وسار أبو عبيدة حتى عبر الفرات بمن معه من المسلمين، وهناك دارتمعركةعظيمة هى معركة "الجسر" استشهد فيها القائد أبو عبيدة الثقفى وعددكبير من المسلمين، بعد أن انتصروا على أهل فارس أولا فى عدة مواقع سابقة.
أرسل عمر -رضى الله عنه- إلى فارس جيشًا يقوده المثنى بن حارثة، وقد حققالمسلمون فى هذه الموقعة انتصارًا رائعًا، فقد قُتل "مهران" قائد جيشالفرس فى المعركة هو وكثير من أتباعه، وتلك كانت وقعة "البويب" وقد سماهاالمسلمون "الأعشار" لأن كثيرًا من المسلمين قتل كل واحد منهم عشرة منالفرس.
وفى "القادسية" التقى الفرس والمسلمون، قاد المسلمين سعد ابن أبىوقاص،وقاد الفرس رستم، وفر رستم وعشرات الآلاف من جنوده، وغنم المسلمونغنائم كثيرة بعد أن استمرت المعركة عدة أيام.
وتساقطت مدن فارس فى أيدى الجيش الإسلامى تساقط الثمرات واحدة بعدأخرى،وكان انتصار المسلمين فى القادسية دافعًا لهم إلى مواصلة الزحفعلىالعاصمة "طيسفون" التى سماها العرب "المدائن"، ويشتد القتال ضراوة،ويهدم الفرس الجسور حتى لا يستطيع العرب عبور نهر دجلة، ولكن المسلمينسرعان ماعبروا النهر بخيولهم، وهنا اضطرب الفرس وأحاطت بهم الهزيمة، وهرب"يزدجرد بن شهريار" إلى حلوان بأرض فارس.
وسقطت العاصمة الفارسية العريقة فى أيدى المسلمين، وكان سقوط العاصمة فىالعام السادس عشر من الهجرة، (637م). إنهم لم يقبلوا مع العربصلحًا،ورفضوا أن يدفعوا الجزية، وفضلوا عبادة الكواكب والنار والمجوسيةعلى دين الله، وأعلنوا عداءهم واستعدادهم لقتال المسلمين، إذن لم يبق إلاالحرب
معركة جلولاء
لقد هرب "يزدجرد" ليعد عدته للقاء آخر، وراحيعسكر بمنطقة "جلولاء"،والإمدادات تنهال عليه، والجنود يقومون بحفرالخنادق حول معسكره، ولكن المسلمين يقتحمون عليهم خنادقهم، وتدور معركة منأعنف المعارك، وثبت المسلمون حتى كُتِبَ لهم النصر، وكان قائد المسلمين فىمعركة جلولاء "هاشمبن عتبة" ويهرب "يزدجرد" مرة ثانية؛ حيث ترك حلوان وفرإلى الري، ولم يبق إلا فتح الفتوح "موقعة نهاوند" إنها آخر محاولة يقومبها يزدجرد
نهاوند
لقد جمع الكثير من الجيوش التى استماتت فى الدفاعوالحرب، ولكن المسلمين هزموهم بإذن الله، لقد عزل عمر سعد ابن أبى وقاص،وولى مكانه النعمان بنمقرن وقد سقط النعمان شهيدًا بعدما رأى بشائر الفتحلاحت فى الأفق، فأخذ الراية أخوه نعيم، وناولها " حذيفة بن اليمان" وأشارعليهم المغيرة بنشعبة بكتمان خبر استشهاد الأمير حتى لا يرتاب الناس، فلماتم النصر على المشركين، جعل الناس يسألون عن أميرهم، فقال أخوه: "هذاأميركم، لقد أقرالله عينه بالفتح وختم له بالشهادة". فاتبع الناس حذيفةودخل المسلمون نهاوند بعد هزيمة الفرس، وكان العرب يسمون فتح نهاوند "بفتحالفتوح".
وبعد نهاوند تقدمت الجيوش الإسلامية لتستولى على المدن المجاورة، وخضعتلهم منطقة "أذربيجان"، وكانت هذه الانتصارات الباهرة سببًا فى إضعاف الروحالمعنوية عند الفرس.
لقد استسلم عدد كبير منهم ومالوا إلى الصلح، واستسلم عدد كبير منهمعنوةوقهرًا، ولم يستطع "يزدجرد" مقابلة المسلمين فى قوة كما فعل فىالماضي،وظل أمره فى نقصان حتى قتل بخراسان سنة 31هـ/ 652م، فى عهد عثمان-رضىالله عنه- وبموته انتهت دولة (آل ساسان).
لقد دانت بلاد الشام للإسلام، ودانت بلاد الفرس للإسلام، حتى أصبح عصر عمر بن الخطاب بحق هو عصر الفتوحات الإسلامية.
فلم يكد المسلمون يستقرون هنا وهناك حتى أرسل سعد بن أبى وقاص أحد قادتهوهو عياض بن غنم إلى أرض الجزيرة ؛ حيث تجمع جند الروم فى أعلاها فافتتحهذه البلاد. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استمرت الدولة الإسلامية فىعهد عمر تواصل فتوحها، والجند ينشرون الدعوة، والجهاد لا تنطفئ شعلته.
إن عمر بن الخطاب يعد نفسه مسئولا عن توفيرالحياة الكريمة الشريفة للجميع، ويرى أنه لو عثرت بغلة فى العراق لكانمسئولا عنها. ومن أجل هذا نراه يوجه اهتمامه إلى تقوية الثغور والشواطئوالموانئ. ولا يفوته أن يحصى أسماء الجنود الفاتحين ليجعل لهم رواتب تفىبمطالبهم، وتكفل لهم حياة كريمة، ونراه يقوم بعمل إحصاء عام، ويدوِّنالدواوين، ويقسم الدولة إلى ثمانى ولايات هى: مكة، والمدينة، وفلسطين،والشام، والجزيرة الفراتية،والبصرة، والكوفة، ومصر، ويعين واليًا لكلولاية ينوب عنه فى الصلاة وقيادة الجند، وإدارة شئون الحكم فى الولاية.ولا يكتفى بهذا، بل يرتب البريد، ويتخذ من الهجرة بداية للتقويم الهجرى.
كل ذلك فى عشر سنوات، وستة أشهر وأربعة أيام، مات بعدها شهيدًا بيدالغدر،فقد قتله أبو لؤلؤة المجوسى، الفارسى الأصل -وكان غلامًا للمغيرةبنشعبة-؛ حقدًا على الإسلام والمسلمين.
كان عمر مع عدله ورحمته يخشى أن يموت وهو مقصر فى حق رعيته، وكم كانيتمنىأن يذهب إلى الناس فى الولايات الثمانية ليدرس مشكلاتهم، ويحققرغباتهم،وقد ورد عنه أنه قال فى آخر حياته: لئن عشت إن شاء الله لأسيرن فىالرعية حولا (عامًا) فإنى أعلم أن للناس حوائج تقطع دونى (لا أطلع عليها)،أماعمالهم (ولاتهم) فلا يرفعونها إلى، وأما هم فلا يصلون إلى، فأسيرإلىالشام فأقيم بها شهرين، والجزيرة شهرين، وبمصر شهرين، وبالبحرينشهرين،وبالكوفة شهرين وبالبصرة شهرين. والله لنعم الحول هذا، لكن القدر لميمهله فاستشهد -رضى الله عنه- قبل أن تتحقق هذه الأمنية.
لقد طبق عمر المبادئ الإسلامية على نفسه أولا قبل أن يطلب من غيره تنفيذها.
وكان يشترط على من يُولِّيه أمرَ المسلمين ألا يتعالى عليهم، ولا يستأثر لنفسه بشىء دونهم، ولا يغلق فى وجوههم بابه.
وكان لا يتباطأ فى معاقبة المسئولين فى حزم وقوة، إن هم أساءوا إلىالرعية،فالناس قد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا، وليس من حق أحد أن يستعبدهم حتىلو كان واليًا، لقد قاسم بعض ولاته أموالهم لما أحس أن ثرواتهم زادت عماكانت عليه قبل تولى مناصبهم، وأنصف القبطى المصرى الذى اعتدى عليه ابنوالى مصرعمرو بن العاص، وقال له: اضرب ابن الأكرمين. ووجه كلامه إلى عمروقائلا: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا.
"وادي المخازن".. معركة الملوك الثلاثة
عرف التاريخ الإنساني عددا من المعارك الفاصلةالتي كانت نقاط تحول تاريخية نتيجة للآثار الإستراتيجية البعيدة التيتركتها تلك المعارك، حيث كانت بمثابة القسمات على وجه التاريخ، وحفرتوقائعها فضلا عن أسمائها في الذاكرة الإنسانية.
ومن هذه المعارك معركة بلاط الشهداء أو لابواتيه التي كانت تحولا فيمسارالفتوح الإسلامية بأوربا، وتراجع العثمانيين أمام أسوار فيينا، ومعركةوادي المخازن بين الدولة السعدية في المغرب والعثمانيين من جانب،والبرتغالوالأسبان وفلول المتطوعين المسيحيين الأوربيين من جانب آخر.
كان دافع البرتغاليين لخوض هذه المعركة هو استرداد شواطئ شمال أفريقياوسحب البساط تدريجيا من تحت أقدام الإسلام في تلك المناطق وإرجاعها إلىحظيرةالمسيحية، وإحكام السيطرة على طرق التجارة، خاصة مدخل البحر المتوسطمن خلال السيطرة على مضيق جبل طارق، محاولين في ذلك استلهام تجربة حروبالاسترداد التي خاضتها أسبانيا ضد الوجود الإسلامي بها.
المتوكل.. على الأسبان والبرتغاليين
كانت الدولة السعدية -التي تعود لمحمد النفسالزكية أحد أئمة آل البيت النبوي- هي التي تسيطر على مراكش (المغرب)، وكانقيامها سنة (923هـ= 1517م) علىأساس مجاهدة البرتغاليين، واستطاعت هذهالأسرة أن تحرر الكثير من شواطئ المغرب المطلة على المحيط الأطلنطي -والتياحتلها الأسبان في عدة حملات- حيث استطاعت دخول مراكش سنة (931هـ= 1525م)ثم فاس في (961هـ= 1554م) وكان ذلك بداية قيام تلك الدولة التي استمرت حتىعام (1011هـ=1603م)
وعندما توفي عبد الله الغالب السعدي حاكم الدولة السعدية تولى من بعدهابنه محمدالمتوكل الحكم سنة (981هـ=1574م) وعرف عنه القسوة وإتيانالمنكرات، فانقلب عليه عماه عبد المالك وأحمد واستنجدا بالعثمانيين -الذينكانوا موجودين بالجزائر- فقدم لهما العثمانيون المساعدات واستطاعاالانتصار على المتوكل في معركتين سنة (983هـ=1576م) واستطاع عبد الملك أنيدخل فاس عاصمة الدولةالسعدية وأن يأخذ البيعة لنفسه، وأن يشرع في تأسيسجيش قوي ضم العرب والبربر وعناصر تركية وأندلسية.
ولم تؤد خسارة المتوكل أمام عميه عبد الملك وأحمد إلى أن يرضى بالأمرالواقع فرحل إلى الشواطئ البرتغالية واستنجد بالملك البرتغالي دونسباستيان ليساعده في استرداد ملكه مقابل أن يمنحه الشواطئ المغربية علىالمحيط الأطلسي.
واستطاعت المخابرات العثمانية في الجزائر أن ترصد هذه الاتصالات بينالمتوكل والبرتغاليين، وبعث حسن باشا أمير أمراء الجزائر برسالة مهمة إلىالسلطان العثماني بهذا الشأن، وكان العثمانيون في إستانبول على دراية بمايجري في أوربا فقد كان لديها معلومات عن اتصالات يجريها بابا روما ودوقفرنسا منذعدة أشهر بهدف جمع جنود وإعداد سفن وتحميلها بمقاتلين لمساعدةالبرتغال فيغزوها للشاطئ المغربي، ورصدت المخابرات العثمانية الاتصالاتبين ملك البرتغال سباستيان وخاله ملك أسبانيا فيليب الثاني ولكنها لمتستطع أن تقف على حقيقة الاتفاق الذي جرى بينهما، لكن المعلومات التيرصدتها أكدت أن ملك أسبانيا جمع حوالي عشرة آلاف جندي لمساعدة البرتغال فيتأديبه ملك فاس عبد المالك السعدي.
أماالدولة السعدية فقد استطاعت سفنها أن تلقي القبض على سفارة كان قدأرسلهاالمتوكل إلى البرتغال تطالبهم بالتدخل لمساعدته في استرداد ملكهمقابل منحهم الشواطئ المغربية على المحيط الأطلسي، ولذا بدأ السعديونيأخذون أهبتهم للحرب القادمة من حيث الاستعدادات الحربية وحشد الجنودوالاتصال بالعثمانيين الموجودين في الجزائر للحصول على دعمهم في الحربالقادمة ضدالبرتغاليين والأسبان.
و للموســـــــــــوعة بقية.........
dr:sniper- شخصية هامة
- s m s : أَنْهى الحـــــديثَ ، ولمْ يفـطن لخطبـــتهِ إلاَّ الصَّــدى و الّلَظى في قَـــلْبِه الدَّامي
وجَلْجَــــــــلَتْ صرْخةُ المستـهزئينَ بهِ : فــــــاتَ الأوانُ ، فلا تركن لأوهــــــامِ
نســـــيْتَ أنَّ لنــــا ربًّــــــا نلــــوذُ بـــهِ إذا تَـــــــطَاوَلَ فـينا جَـــــــورُ حُــــكَّامِ
عدد الرسائل : 5173
العمر : 35
الموقع : next vet
العمل/الترفيه : طبيب بـــــــــــيطري
تاريخ التسجيل : 13/12/2008
رد: ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ ...الموسوعة التاريخية...¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(13 - 23 هـ/ 634- 643م )
الاختيار
رحم الله أبا بكر، لقد قال فيه عمر يوم أن بويع بالخلافة: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده.
ولقد كان عمر قريبًا من أبى بكر، يعاونه ويؤازره، ويمده بالرأى والمشورة، فهو الصاحب وهو المشير.
وعندما مرض أبو بكر راح يفكر فيمن يعهد إليه بأمر المسلمين، هناك العشرة المبشرون بالجنة، الذين مات الرسول ( وهو عنهم راضٍ.
وهناك أهل بدر، وكلهم أخيار أبرار، فمن ذلك الذى يختاره للخلافة من بعده؟إن الظروف التى تمر بها البلاد لا تسمح بالفرقة والشقاق؛ فهناك علىالحدود تدور معارك رهيبة بين المسلمين والفرس، وبين المسلمين والروم.والجيوش فىميدان القتال تحتاج إلى مدد وعون متصل من عاصمة الخلافة، ولايكون ذلك إلافى جو من الاستقرار!
إن الجيوش فى أمسِّ الحاجة إلى التأييد بالرأى، والإمداد بالسلاح،والرجال، والموت يقترب، ولا وقت للانتظار، وعمر هو من هو عدلا ورحمةوحزمًا وزهدًا وورعًا.
إنه عبقرى موهوب، وهو فوق كل ذلك من تمناه رسول الله يوم قال: اللهمأعزالإسلام بأحب الرجلين إليك، عمر بن الخطاب وأبى جهل بن هشام"[الطبرانى]،فكان عمر بن الخطاب. فلِمَ لا يختاره أبو بكر والأمة تحتاج إلىمثل عمر؟! ولم تكن الأمة قد عرفت عدل عمر كما عرفته فيما بعد، من أجل ذلكسارع الصديق -رضى الله عنه- باستشارة أولى الرأى من الصحابة فى عمر، فماوجد فيهم من يرفض مبايعته، وكتب عثمان -رضى الله عنه- كتاب العهد، فقرئعلى المسلمين، فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا.
إنه رجل الملمات والأزمات، لقد كان إسلامه فتحًا، وكانت هجرته نصرًا،فلتكنإمارته رحمة، ولقد كانت؛ قام الفاروق عمر بالأمر خير قيام وأتمه،وكان أولمن سمى بأمير المؤمنين.
وبدأت الدولة الجديدة فى عهده تتسع رقعتها، ولم تعد مقصورة علىمكةوالمدينة وما حولهما من القرى، لكنها أصبحت تضمُّ شبه الجزيرةالعربية،وتمتد لتشمل بعض المدن فى العراق والشام.
وها هى ذى الجيوش الإسلامية تواصل زحفها المبارك لإعلاء كلمة الله، وتنتقلمن نصر إلى نصر، هناك شعوب مقهورة مظلومة تحت حكم الفرس والرومان تتطلعإلىمن يأخذ بأيديها، ويخلصها من القهر والظلم.
وهناك فى العراق، والشام، ومصر، وشمال إفريقية، شعوب تعانى منالظلموالطغيان، والآن راحت تتطلع إلى غد يسود فيه العدل والأمان. وعمرالعادلخير من يحمل الراية فى هذه الظروف، وكأنما أعده النبى ( لهذا اليومالموعود فهو مثال العدل والرحمة فى الإسلام !
لقد اقترن اسم عمر بدولة الفرس ودولة الروم، وسمى عصره عصر الفتوحات الإسلامية
تعديل فى القيادة
فى البدء وجه عمر -رضى الله عنه- اهتمامه إلىالجيوش المحاربة؛ لأنه يريدلها أن تنتصر، ويريد لكلمة الله أن تعلووتنتشر، ويود أن يكون مع الجنودفى صفوف القتال لولا أن أهل الشورى نصحواله أن يختار من ينوب عنه؛ ليظل بعاصمة الخلافة حيث تقتضى المصلحة العامةوجوده.
أصدر عمر -رضى الله عنه- أوامره بتعيين أبى عبيدة بن الجراح قائدًا عامّاللقوات الإسلامية فى الشام، فى نفس الوقت الذى أمر فيه بعزل خالد بنالوليد من إمارة الجيش حتى لا يفتتن الناس به.
ولقد قابل خالد الأمر بالطاعة فهو جندى فى صفوف جيش الإسلام، والجنديةطاعة، فليضعه الخليفة حيث يشاء، وما عليه إلا أن يطيع، إن خالدًا لا يهمهأن يكون فى مركز القيادة، يكفيه أن يكون جنديَّا فى صفوف المسلمين،يجاهدفى سبيل الله، رافعًا راية الإسلام، فراح يحارب فى جلد وإخلاص تحتإمرةالقائد الجديد.
فتح دمشق
وكانت المعركة الثانية بين المسلمين والروم حولدمشق، لقد أحاط المسلمونبالمدينة، وتحصن الروم بها، وأغلقوا أبوابها، خالدبجنوده على البابالشرقى، وأبو عبيدة على باب الجابية (الجولان)، وعمرو بنالعاص على بابتوما، وشرحبيل بن حسنة على باب الفراديس، ويزيد بن أبى سفيانعلى الباب الصغير، كانت دمشق ممتنعة غاية الامتناع، وطال بها الحصار،واشتدت الحالعلى الجميع، وكان أهل دمشق يرسلون إلى ملكهم هرقل يطلبونمددًا فلا يصل إليهم لقوة حصار المسلمين لها، وهنا فشل أهل دمشق وضعُفواوقَوِىَالمسلمون، وقدّر الله أن وُلِد لبطريق دمشق مولود فى إحدى الليالى،فصنع
للناس طعامًا، وسقاهم شرابًا، وباتوا عنده فى وليمته قد أكلواوشربواوتعبوا، فناموا عن مواقعهم واشتغلوا عنها، وفطن لذلك خالد وهو علىالباب الشرقى، فقد كان قائدًا يقظًا لا تفوته فائتة، فأعد سلالم من حبال،وجاءهو وأصحابه من الصناديد الأبطال مثل : القعقاع بن عمرو، ومذعور بنعدىوغيرهما، وقد أحضر جيشه عند الباب، وقال لهم: إذا سمعتم تكبيرنا عندالسورفاصعدوا إلينا. وقام هو وأصحابه فقطعوا الخندق سباحة، وفى أعناقهمجعبةالنبال، فنصبوا السلالم وصعدوا فيها ولما استندوا على السور رفعواأصواتهم بالتكبير، وجاء المسلمون، فصعدوا فى تلك السلالم، وانحدر خالدوأصحابهالشجعان إلى البوابين، فقتلوهم وفتحوا الأبواب، فدخلت جيوشالمسلمين،والتكبير يجلجل المكان ويضىء جنباته بنور جديد، هو نور الإسلام.
وهكذا دخلها خالد من الباب الشرقى قسرًا وقهرًا، ودخلها أبو عبيدة من باب الجابية مسالمًا، وكان ذلك سنة 13هـ / 635م.
إن دمشق حصن الشام، وبيت مملكتهم، وها هى ذى قد سقطت فى أيدى المسلمين
فتح بــيت المقدس
واصل أبو عبيدة تقدمه نحو حمص، وترك يزيد بن أبى سفيان ليتجه نحو بلادساحلدمشق، وظل القادة المسلمون يفتحون المدن واحدة بعد أخرى، ولم يبقأمامالمسلمين إلا بيت المقدس، وله فى نفس المسلمين مكانته واحترامه،وقداسته،فإليه كان إسراء الرسول (، ومنه كان معراجه. وإليه كانت قبلتهم الأولى.
وقد دافع عنه الروم دفاعًا مستميتًا ألحق بجنود المسلمين كثيرًا منالخسائر لكنهم صبروا وتحملوا، ليخلِّصوا بيت المقدس وأهله من حكم الرومانوظلمهم.
وكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص بالمسير إلى القدس، فلما وصل إلى"الرملة" وجد عندها جمعًا من الروم عليه قائد داهية اسمه (الأرطبون)كانأدهى الروم، وكان قد وضع "بالرملة" جندًًا عظيمًا و"بإيلياء"جندًاعظيمًا، فكتب عمرو إلى عمر بالخبر، فلما جاءه كتاب عمرو قال: رميناأرطبون الروم بأرطبون العرب- يعنى عمرو بن العاص.
ظل عمرو يتربص بالأرطبون زمنًا فلا يجد فرصة لذلك، وكان يرسل إليهالرسلليعرف أمره فلا تشفيه الرسل، فقرر أن يلقاه بنفسه مدَّعيًا أنه رسولعمروبن العاص إليه.
دخل عليه وأبلغه ما يريد، وسمع كلامه وتأمل حضرته، وقال الأرطبون فى نفسه:والله إن هذا لعمرو أو أنه الذى يأخذ عمرو برأيه. فقرر قتله، وأحسعمروبذلك فقال للأرطبون: أيها الأمير إنى قد سمعت كلامك وسمعت كلامى،وإنىواحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب لنكون مع هذا الوالى لنشهد أموره،وقدأحببت أن آتيك بهم ليسمعوا كلامك، ويروا ما رأيت.
فطمع الأرطبون أن يقتلهم جميعًا، فقال له: نعم فاذهب فأتنى بهم، فقامعمروفذهب إلى جيشه، وعلم الأرطبون بعد ذلك أن الرسول كان عمرًا، فقال:خدعنىالرجل، هذا والله أدهى العرب.
وكان أبو عبيدة لما فرغ من دمشق قد كتب إلى أهل بيت المقدس يدعوهم إلىاللهوإلى الإسلام أو يدفعون الجزية، وإلا كان الحرب بينهم، فأبوا أنيجيبوا إلىما دعاهم إليه، فركب إليهم فى جنوده، وحاصر بيت المقدس، وضيقعليهم حتىأجابوا إلى الصلح.
وأحس أرطبون قائد الروم بهذه المناورات تدور حوله فهرب إلى مصر، وطلبالمسيحيون الصلح على أن يحضر الخليفة بنفسه لتسلم المدينة، ويتعهدلسكانهابالحرية الدينية، فكتب عمرو إلى عمر يحيطه علمًا بذلك، فحضر عمر،وكتب بنفسه كتاب الأمان المسمى "العهدة العمرية".
وفى تلك الأرض المباركة أقام عمر -رضى الله عنه- مسجدًا من الخشب فى خرائبكانت عند الصخرة المقدسة، بعد أن طهره من القمامة التى كان الروميلقونهاعليه، ثم عاد إلى المدينة المنورة فى سنة 16هـ / 677م.. لقد قضىعلى حكم الروم فى هذه البلاد، وراحت الجيوش الإسلامية تواصل زحفها لتطهيرالبلاد من فلول الروم
فتح مصر
وها هى ذى جيوشهم تفر أمام الجيوش الإسلامية وتهرب إلى مصر، لقد قدمالمسلمون آلاف الشهداء فى حروبهم ضد الروم فى سوريا وفلسطين، فصارت هذهالديار غالية عليهم، ولن يحس المسلمون بالاستقرار فى سورية وفلسطين،وهناكجيش كبير للروم على مقربة منهم، لقد اتخذوا من مصر مركزًا لتجمعهم،وأصبح وجودهم خطرًا يهدد جيش الشام. من أجل هذا استأذن عمرو بن العاصالخليفة فىفتح مصر.
وسارع عمرو إلى مصر فتم له فتحها سنة 20هـ/ 641م، وولاه عمر عليها يرتبأمورها، وينظم أحوالها، ومن مصر تحرك جيش المسلمين غربًا إلى برقةفىليبيا، وجنوبًا إلى بلاد النوبة لفتحهما.
وبنى عمرو بن العاص الفسطاط لتصبح عاصمة مصر الإسلامية، وأقام بها الجامعالذى عرف فيما بعد بجامع عمرو، وارتفعت كلمة التوحيد فى سماء مصر، لتكونمنارة مسلمة على مر الأجيال.
إن مصر هى كنانة الله فى أرضه، وجندها خير أجناد الأرض، وبفتح مصر أصبحتبلاد الشام آمنة، وزال الخطر الذى كان يهدد الجيش الإسلامى بعد أن استسلمالروم، وفروا هاربين إلى بلادهم.
عودة إلى جبهة الفرس:
كان اهتمام المسلمين بغزو الروم يفوق اهتمامهم بغزو فارس؛ فالرومبدءوابالشغب والعدوان على الحدود، والشام وفلسطين ومصر أراض احتلتهاالروم،لكنها كانت تترقب إلى الخلاص من بين أنياب هذا المستعمر الظالم،وكان المسلمون يعلقون الآمال على أن يجدوا من أهل هذه البلاد بعض المساعدةلطردهؤلاء المستعمرين القساة، وقد تحقق لهم ما أرادوا
موقعة البويب
وفى عهد عمر كانت كفة المسلمين قد رجحت على الرومبعد انتصارهم فى معركة "أجنادين"، فاتجه عمر -رضى الله عنه- إلى معاودةالزحف على بلاد الفرس.
فبعث أبا عبيدة بن مسعود الثقفي، وأمر عمر -رضى الله عنه- المثنى بن حارثة أن يكون فى طاعة أبى عبيدة.
وسار أبو عبيدة حتى عبر الفرات بمن معه من المسلمين، وهناك دارتمعركةعظيمة هى معركة "الجسر" استشهد فيها القائد أبو عبيدة الثقفى وعددكبير من المسلمين، بعد أن انتصروا على أهل فارس أولا فى عدة مواقع سابقة.
أرسل عمر -رضى الله عنه- إلى فارس جيشًا يقوده المثنى بن حارثة، وقد حققالمسلمون فى هذه الموقعة انتصارًا رائعًا، فقد قُتل "مهران" قائد جيشالفرس فى المعركة هو وكثير من أتباعه، وتلك كانت وقعة "البويب" وقد سماهاالمسلمون "الأعشار" لأن كثيرًا من المسلمين قتل كل واحد منهم عشرة منالفرس.
وفى "القادسية" التقى الفرس والمسلمون، قاد المسلمين سعد ابن أبىوقاص،وقاد الفرس رستم، وفر رستم وعشرات الآلاف من جنوده، وغنم المسلمونغنائم كثيرة بعد أن استمرت المعركة عدة أيام.
وتساقطت مدن فارس فى أيدى الجيش الإسلامى تساقط الثمرات واحدة بعدأخرى،وكان انتصار المسلمين فى القادسية دافعًا لهم إلى مواصلة الزحفعلىالعاصمة "طيسفون" التى سماها العرب "المدائن"، ويشتد القتال ضراوة،ويهدم الفرس الجسور حتى لا يستطيع العرب عبور نهر دجلة، ولكن المسلمينسرعان ماعبروا النهر بخيولهم، وهنا اضطرب الفرس وأحاطت بهم الهزيمة، وهرب"يزدجرد بن شهريار" إلى حلوان بأرض فارس.
وسقطت العاصمة الفارسية العريقة فى أيدى المسلمين، وكان سقوط العاصمة فىالعام السادس عشر من الهجرة، (637م). إنهم لم يقبلوا مع العربصلحًا،ورفضوا أن يدفعوا الجزية، وفضلوا عبادة الكواكب والنار والمجوسيةعلى دين الله، وأعلنوا عداءهم واستعدادهم لقتال المسلمين، إذن لم يبق إلاالحرب
معركة جلولاء
لقد هرب "يزدجرد" ليعد عدته للقاء آخر، وراحيعسكر بمنطقة "جلولاء"،والإمدادات تنهال عليه، والجنود يقومون بحفرالخنادق حول معسكره، ولكن المسلمين يقتحمون عليهم خنادقهم، وتدور معركة منأعنف المعارك، وثبت المسلمون حتى كُتِبَ لهم النصر، وكان قائد المسلمين فىمعركة جلولاء "هاشمبن عتبة" ويهرب "يزدجرد" مرة ثانية؛ حيث ترك حلوان وفرإلى الري، ولم يبق إلا فتح الفتوح "موقعة نهاوند" إنها آخر محاولة يقومبها يزدجرد
نهاوند
لقد جمع الكثير من الجيوش التى استماتت فى الدفاعوالحرب، ولكن المسلمين هزموهم بإذن الله، لقد عزل عمر سعد ابن أبى وقاص،وولى مكانه النعمان بنمقرن وقد سقط النعمان شهيدًا بعدما رأى بشائر الفتحلاحت فى الأفق، فأخذ الراية أخوه نعيم، وناولها " حذيفة بن اليمان" وأشارعليهم المغيرة بنشعبة بكتمان خبر استشهاد الأمير حتى لا يرتاب الناس، فلماتم النصر على المشركين، جعل الناس يسألون عن أميرهم، فقال أخوه: "هذاأميركم، لقد أقرالله عينه بالفتح وختم له بالشهادة". فاتبع الناس حذيفةودخل المسلمون نهاوند بعد هزيمة الفرس، وكان العرب يسمون فتح نهاوند "بفتحالفتوح".
وبعد نهاوند تقدمت الجيوش الإسلامية لتستولى على المدن المجاورة، وخضعتلهم منطقة "أذربيجان"، وكانت هذه الانتصارات الباهرة سببًا فى إضعاف الروحالمعنوية عند الفرس.
لقد استسلم عدد كبير منهم ومالوا إلى الصلح، واستسلم عدد كبير منهمعنوةوقهرًا، ولم يستطع "يزدجرد" مقابلة المسلمين فى قوة كما فعل فىالماضي،وظل أمره فى نقصان حتى قتل بخراسان سنة 31هـ/ 652م، فى عهد عثمان-رضىالله عنه- وبموته انتهت دولة (آل ساسان).
لقد دانت بلاد الشام للإسلام، ودانت بلاد الفرس للإسلام، حتى أصبح عصر عمر بن الخطاب بحق هو عصر الفتوحات الإسلامية.
فلم يكد المسلمون يستقرون هنا وهناك حتى أرسل سعد بن أبى وقاص أحد قادتهوهو عياض بن غنم إلى أرض الجزيرة ؛ حيث تجمع جند الروم فى أعلاها فافتتحهذه البلاد. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استمرت الدولة الإسلامية فىعهد عمر تواصل فتوحها، والجند ينشرون الدعوة، والجهاد لا تنطفئ شعلته.
إن عمر بن الخطاب يعد نفسه مسئولا عن توفيرالحياة الكريمة الشريفة للجميع، ويرى أنه لو عثرت بغلة فى العراق لكانمسئولا عنها. ومن أجل هذا نراه يوجه اهتمامه إلى تقوية الثغور والشواطئوالموانئ. ولا يفوته أن يحصى أسماء الجنود الفاتحين ليجعل لهم رواتب تفىبمطالبهم، وتكفل لهم حياة كريمة، ونراه يقوم بعمل إحصاء عام، ويدوِّنالدواوين، ويقسم الدولة إلى ثمانى ولايات هى: مكة، والمدينة، وفلسطين،والشام، والجزيرة الفراتية،والبصرة، والكوفة، ومصر، ويعين واليًا لكلولاية ينوب عنه فى الصلاة وقيادة الجند، وإدارة شئون الحكم فى الولاية.ولا يكتفى بهذا، بل يرتب البريد، ويتخذ من الهجرة بداية للتقويم الهجرى.
كل ذلك فى عشر سنوات، وستة أشهر وأربعة أيام، مات بعدها شهيدًا بيدالغدر،فقد قتله أبو لؤلؤة المجوسى، الفارسى الأصل -وكان غلامًا للمغيرةبنشعبة-؛ حقدًا على الإسلام والمسلمين.
كان عمر مع عدله ورحمته يخشى أن يموت وهو مقصر فى حق رعيته، وكم كانيتمنىأن يذهب إلى الناس فى الولايات الثمانية ليدرس مشكلاتهم، ويحققرغباتهم،وقد ورد عنه أنه قال فى آخر حياته: لئن عشت إن شاء الله لأسيرن فىالرعية حولا (عامًا) فإنى أعلم أن للناس حوائج تقطع دونى (لا أطلع عليها)،أماعمالهم (ولاتهم) فلا يرفعونها إلى، وأما هم فلا يصلون إلى، فأسيرإلىالشام فأقيم بها شهرين، والجزيرة شهرين، وبمصر شهرين، وبالبحرينشهرين،وبالكوفة شهرين وبالبصرة شهرين. والله لنعم الحول هذا، لكن القدر لميمهله فاستشهد -رضى الله عنه- قبل أن تتحقق هذه الأمنية.
لقد طبق عمر المبادئ الإسلامية على نفسه أولا قبل أن يطلب من غيره تنفيذها.
وكان يشترط على من يُولِّيه أمرَ المسلمين ألا يتعالى عليهم، ولا يستأثر لنفسه بشىء دونهم، ولا يغلق فى وجوههم بابه.
وكان لا يتباطأ فى معاقبة المسئولين فى حزم وقوة، إن هم أساءوا إلىالرعية،فالناس قد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا، وليس من حق أحد أن يستعبدهم حتىلو كان واليًا، لقد قاسم بعض ولاته أموالهم لما أحس أن ثرواتهم زادت عماكانت عليه قبل تولى مناصبهم، وأنصف القبطى المصرى الذى اعتدى عليه ابنوالى مصرعمرو بن العاص، وقال له: اضرب ابن الأكرمين. ووجه كلامه إلى عمروقائلا: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا.
"وادي المخازن".. معركة الملوك الثلاثة
عرف التاريخ الإنساني عددا من المعارك الفاصلةالتي كانت نقاط تحول تاريخية نتيجة للآثار الإستراتيجية البعيدة التيتركتها تلك المعارك، حيث كانت بمثابة القسمات على وجه التاريخ، وحفرتوقائعها فضلا عن أسمائها في الذاكرة الإنسانية.
ومن هذه المعارك معركة بلاط الشهداء أو لابواتيه التي كانت تحولا فيمسارالفتوح الإسلامية بأوربا، وتراجع العثمانيين أمام أسوار فيينا، ومعركةوادي المخازن بين الدولة السعدية في المغرب والعثمانيين من جانب،والبرتغالوالأسبان وفلول المتطوعين المسيحيين الأوربيين من جانب آخر.
كان دافع البرتغاليين لخوض هذه المعركة هو استرداد شواطئ شمال أفريقياوسحب البساط تدريجيا من تحت أقدام الإسلام في تلك المناطق وإرجاعها إلىحظيرةالمسيحية، وإحكام السيطرة على طرق التجارة، خاصة مدخل البحر المتوسطمن خلال السيطرة على مضيق جبل طارق، محاولين في ذلك استلهام تجربة حروبالاسترداد التي خاضتها أسبانيا ضد الوجود الإسلامي بها.
المتوكل.. على الأسبان والبرتغاليين
كانت الدولة السعدية -التي تعود لمحمد النفسالزكية أحد أئمة آل البيت النبوي- هي التي تسيطر على مراكش (المغرب)، وكانقيامها سنة (923هـ= 1517م) علىأساس مجاهدة البرتغاليين، واستطاعت هذهالأسرة أن تحرر الكثير من شواطئ المغرب المطلة على المحيط الأطلنطي -والتياحتلها الأسبان في عدة حملات- حيث استطاعت دخول مراكش سنة (931هـ= 1525م)ثم فاس في (961هـ= 1554م) وكان ذلك بداية قيام تلك الدولة التي استمرت حتىعام (1011هـ=1603م)
وعندما توفي عبد الله الغالب السعدي حاكم الدولة السعدية تولى من بعدهابنه محمدالمتوكل الحكم سنة (981هـ=1574م) وعرف عنه القسوة وإتيانالمنكرات، فانقلب عليه عماه عبد المالك وأحمد واستنجدا بالعثمانيين -الذينكانوا موجودين بالجزائر- فقدم لهما العثمانيون المساعدات واستطاعاالانتصار على المتوكل في معركتين سنة (983هـ=1576م) واستطاع عبد الملك أنيدخل فاس عاصمة الدولةالسعدية وأن يأخذ البيعة لنفسه، وأن يشرع في تأسيسجيش قوي ضم العرب والبربر وعناصر تركية وأندلسية.
ولم تؤد خسارة المتوكل أمام عميه عبد الملك وأحمد إلى أن يرضى بالأمرالواقع فرحل إلى الشواطئ البرتغالية واستنجد بالملك البرتغالي دونسباستيان ليساعده في استرداد ملكه مقابل أن يمنحه الشواطئ المغربية علىالمحيط الأطلسي.
واستطاعت المخابرات العثمانية في الجزائر أن ترصد هذه الاتصالات بينالمتوكل والبرتغاليين، وبعث حسن باشا أمير أمراء الجزائر برسالة مهمة إلىالسلطان العثماني بهذا الشأن، وكان العثمانيون في إستانبول على دراية بمايجري في أوربا فقد كان لديها معلومات عن اتصالات يجريها بابا روما ودوقفرنسا منذعدة أشهر بهدف جمع جنود وإعداد سفن وتحميلها بمقاتلين لمساعدةالبرتغال فيغزوها للشاطئ المغربي، ورصدت المخابرات العثمانية الاتصالاتبين ملك البرتغال سباستيان وخاله ملك أسبانيا فيليب الثاني ولكنها لمتستطع أن تقف على حقيقة الاتفاق الذي جرى بينهما، لكن المعلومات التيرصدتها أكدت أن ملك أسبانيا جمع حوالي عشرة آلاف جندي لمساعدة البرتغال فيتأديبه ملك فاس عبد المالك السعدي.
أماالدولة السعدية فقد استطاعت سفنها أن تلقي القبض على سفارة كان قدأرسلهاالمتوكل إلى البرتغال تطالبهم بالتدخل لمساعدته في استرداد ملكهمقابل منحهم الشواطئ المغربية على المحيط الأطلسي، ولذا بدأ السعديونيأخذون أهبتهم للحرب القادمة من حيث الاستعدادات الحربية وحشد الجنودوالاتصال بالعثمانيين الموجودين في الجزائر للحصول على دعمهم في الحربالقادمة ضدالبرتغاليين والأسبان.
و للموســـــــــــوعة بقية.........
(13 - 23 هـ/ 634- 643م )
الاختيار
رحم الله أبا بكر، لقد قال فيه عمر يوم أن بويع بالخلافة: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده.
ولقد كان عمر قريبًا من أبى بكر، يعاونه ويؤازره، ويمده بالرأى والمشورة، فهو الصاحب وهو المشير.
وعندما مرض أبو بكر راح يفكر فيمن يعهد إليه بأمر المسلمين، هناك العشرة المبشرون بالجنة، الذين مات الرسول ( وهو عنهم راضٍ.
وهناك أهل بدر، وكلهم أخيار أبرار، فمن ذلك الذى يختاره للخلافة من بعده؟إن الظروف التى تمر بها البلاد لا تسمح بالفرقة والشقاق؛ فهناك علىالحدود تدور معارك رهيبة بين المسلمين والفرس، وبين المسلمين والروم.والجيوش فىميدان القتال تحتاج إلى مدد وعون متصل من عاصمة الخلافة، ولايكون ذلك إلافى جو من الاستقرار!
إن الجيوش فى أمسِّ الحاجة إلى التأييد بالرأى، والإمداد بالسلاح،والرجال، والموت يقترب، ولا وقت للانتظار، وعمر هو من هو عدلا ورحمةوحزمًا وزهدًا وورعًا.
إنه عبقرى موهوب، وهو فوق كل ذلك من تمناه رسول الله يوم قال: اللهمأعزالإسلام بأحب الرجلين إليك، عمر بن الخطاب وأبى جهل بن هشام"[الطبرانى]،فكان عمر بن الخطاب. فلِمَ لا يختاره أبو بكر والأمة تحتاج إلىمثل عمر؟! ولم تكن الأمة قد عرفت عدل عمر كما عرفته فيما بعد، من أجل ذلكسارع الصديق -رضى الله عنه- باستشارة أولى الرأى من الصحابة فى عمر، فماوجد فيهم من يرفض مبايعته، وكتب عثمان -رضى الله عنه- كتاب العهد، فقرئعلى المسلمين، فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا.
إنه رجل الملمات والأزمات، لقد كان إسلامه فتحًا، وكانت هجرته نصرًا،فلتكنإمارته رحمة، ولقد كانت؛ قام الفاروق عمر بالأمر خير قيام وأتمه،وكان أولمن سمى بأمير المؤمنين.
وبدأت الدولة الجديدة فى عهده تتسع رقعتها، ولم تعد مقصورة علىمكةوالمدينة وما حولهما من القرى، لكنها أصبحت تضمُّ شبه الجزيرةالعربية،وتمتد لتشمل بعض المدن فى العراق والشام.
وها هى ذى الجيوش الإسلامية تواصل زحفها المبارك لإعلاء كلمة الله، وتنتقلمن نصر إلى نصر، هناك شعوب مقهورة مظلومة تحت حكم الفرس والرومان تتطلعإلىمن يأخذ بأيديها، ويخلصها من القهر والظلم.
وهناك فى العراق، والشام، ومصر، وشمال إفريقية، شعوب تعانى منالظلموالطغيان، والآن راحت تتطلع إلى غد يسود فيه العدل والأمان. وعمرالعادلخير من يحمل الراية فى هذه الظروف، وكأنما أعده النبى ( لهذا اليومالموعود فهو مثال العدل والرحمة فى الإسلام !
لقد اقترن اسم عمر بدولة الفرس ودولة الروم، وسمى عصره عصر الفتوحات الإسلامية
تعديل فى القيادة
فى البدء وجه عمر -رضى الله عنه- اهتمامه إلىالجيوش المحاربة؛ لأنه يريدلها أن تنتصر، ويريد لكلمة الله أن تعلووتنتشر، ويود أن يكون مع الجنودفى صفوف القتال لولا أن أهل الشورى نصحواله أن يختار من ينوب عنه؛ ليظل بعاصمة الخلافة حيث تقتضى المصلحة العامةوجوده.
أصدر عمر -رضى الله عنه- أوامره بتعيين أبى عبيدة بن الجراح قائدًا عامّاللقوات الإسلامية فى الشام، فى نفس الوقت الذى أمر فيه بعزل خالد بنالوليد من إمارة الجيش حتى لا يفتتن الناس به.
ولقد قابل خالد الأمر بالطاعة فهو جندى فى صفوف جيش الإسلام، والجنديةطاعة، فليضعه الخليفة حيث يشاء، وما عليه إلا أن يطيع، إن خالدًا لا يهمهأن يكون فى مركز القيادة، يكفيه أن يكون جنديَّا فى صفوف المسلمين،يجاهدفى سبيل الله، رافعًا راية الإسلام، فراح يحارب فى جلد وإخلاص تحتإمرةالقائد الجديد.
فتح دمشق
وكانت المعركة الثانية بين المسلمين والروم حولدمشق، لقد أحاط المسلمونبالمدينة، وتحصن الروم بها، وأغلقوا أبوابها، خالدبجنوده على البابالشرقى، وأبو عبيدة على باب الجابية (الجولان)، وعمرو بنالعاص على بابتوما، وشرحبيل بن حسنة على باب الفراديس، ويزيد بن أبى سفيانعلى الباب الصغير، كانت دمشق ممتنعة غاية الامتناع، وطال بها الحصار،واشتدت الحالعلى الجميع، وكان أهل دمشق يرسلون إلى ملكهم هرقل يطلبونمددًا فلا يصل إليهم لقوة حصار المسلمين لها، وهنا فشل أهل دمشق وضعُفواوقَوِىَالمسلمون، وقدّر الله أن وُلِد لبطريق دمشق مولود فى إحدى الليالى،فصنع
للناس طعامًا، وسقاهم شرابًا، وباتوا عنده فى وليمته قد أكلواوشربواوتعبوا، فناموا عن مواقعهم واشتغلوا عنها، وفطن لذلك خالد وهو علىالباب الشرقى، فقد كان قائدًا يقظًا لا تفوته فائتة، فأعد سلالم من حبال،وجاءهو وأصحابه من الصناديد الأبطال مثل : القعقاع بن عمرو، ومذعور بنعدىوغيرهما، وقد أحضر جيشه عند الباب، وقال لهم: إذا سمعتم تكبيرنا عندالسورفاصعدوا إلينا. وقام هو وأصحابه فقطعوا الخندق سباحة، وفى أعناقهمجعبةالنبال، فنصبوا السلالم وصعدوا فيها ولما استندوا على السور رفعواأصواتهم بالتكبير، وجاء المسلمون، فصعدوا فى تلك السلالم، وانحدر خالدوأصحابهالشجعان إلى البوابين، فقتلوهم وفتحوا الأبواب، فدخلت جيوشالمسلمين،والتكبير يجلجل المكان ويضىء جنباته بنور جديد، هو نور الإسلام.
وهكذا دخلها خالد من الباب الشرقى قسرًا وقهرًا، ودخلها أبو عبيدة من باب الجابية مسالمًا، وكان ذلك سنة 13هـ / 635م.
إن دمشق حصن الشام، وبيت مملكتهم، وها هى ذى قد سقطت فى أيدى المسلمين
فتح بــيت المقدس
واصل أبو عبيدة تقدمه نحو حمص، وترك يزيد بن أبى سفيان ليتجه نحو بلادساحلدمشق، وظل القادة المسلمون يفتحون المدن واحدة بعد أخرى، ولم يبقأمامالمسلمين إلا بيت المقدس، وله فى نفس المسلمين مكانته واحترامه،وقداسته،فإليه كان إسراء الرسول (، ومنه كان معراجه. وإليه كانت قبلتهم الأولى.
وقد دافع عنه الروم دفاعًا مستميتًا ألحق بجنود المسلمين كثيرًا منالخسائر لكنهم صبروا وتحملوا، ليخلِّصوا بيت المقدس وأهله من حكم الرومانوظلمهم.
وكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص بالمسير إلى القدس، فلما وصل إلى"الرملة" وجد عندها جمعًا من الروم عليه قائد داهية اسمه (الأرطبون)كانأدهى الروم، وكان قد وضع "بالرملة" جندًًا عظيمًا و"بإيلياء"جندًاعظيمًا، فكتب عمرو إلى عمر بالخبر، فلما جاءه كتاب عمرو قال: رميناأرطبون الروم بأرطبون العرب- يعنى عمرو بن العاص.
ظل عمرو يتربص بالأرطبون زمنًا فلا يجد فرصة لذلك، وكان يرسل إليهالرسلليعرف أمره فلا تشفيه الرسل، فقرر أن يلقاه بنفسه مدَّعيًا أنه رسولعمروبن العاص إليه.
دخل عليه وأبلغه ما يريد، وسمع كلامه وتأمل حضرته، وقال الأرطبون فى نفسه:والله إن هذا لعمرو أو أنه الذى يأخذ عمرو برأيه. فقرر قتله، وأحسعمروبذلك فقال للأرطبون: أيها الأمير إنى قد سمعت كلامك وسمعت كلامى،وإنىواحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب لنكون مع هذا الوالى لنشهد أموره،وقدأحببت أن آتيك بهم ليسمعوا كلامك، ويروا ما رأيت.
فطمع الأرطبون أن يقتلهم جميعًا، فقال له: نعم فاذهب فأتنى بهم، فقامعمروفذهب إلى جيشه، وعلم الأرطبون بعد ذلك أن الرسول كان عمرًا، فقال:خدعنىالرجل، هذا والله أدهى العرب.
وكان أبو عبيدة لما فرغ من دمشق قد كتب إلى أهل بيت المقدس يدعوهم إلىاللهوإلى الإسلام أو يدفعون الجزية، وإلا كان الحرب بينهم، فأبوا أنيجيبوا إلىما دعاهم إليه، فركب إليهم فى جنوده، وحاصر بيت المقدس، وضيقعليهم حتىأجابوا إلى الصلح.
وأحس أرطبون قائد الروم بهذه المناورات تدور حوله فهرب إلى مصر، وطلبالمسيحيون الصلح على أن يحضر الخليفة بنفسه لتسلم المدينة، ويتعهدلسكانهابالحرية الدينية، فكتب عمرو إلى عمر يحيطه علمًا بذلك، فحضر عمر،وكتب بنفسه كتاب الأمان المسمى "العهدة العمرية".
وفى تلك الأرض المباركة أقام عمر -رضى الله عنه- مسجدًا من الخشب فى خرائبكانت عند الصخرة المقدسة، بعد أن طهره من القمامة التى كان الروميلقونهاعليه، ثم عاد إلى المدينة المنورة فى سنة 16هـ / 677م.. لقد قضىعلى حكم الروم فى هذه البلاد، وراحت الجيوش الإسلامية تواصل زحفها لتطهيرالبلاد من فلول الروم
فتح مصر
وها هى ذى جيوشهم تفر أمام الجيوش الإسلامية وتهرب إلى مصر، لقد قدمالمسلمون آلاف الشهداء فى حروبهم ضد الروم فى سوريا وفلسطين، فصارت هذهالديار غالية عليهم، ولن يحس المسلمون بالاستقرار فى سورية وفلسطين،وهناكجيش كبير للروم على مقربة منهم، لقد اتخذوا من مصر مركزًا لتجمعهم،وأصبح وجودهم خطرًا يهدد جيش الشام. من أجل هذا استأذن عمرو بن العاصالخليفة فىفتح مصر.
وسارع عمرو إلى مصر فتم له فتحها سنة 20هـ/ 641م، وولاه عمر عليها يرتبأمورها، وينظم أحوالها، ومن مصر تحرك جيش المسلمين غربًا إلى برقةفىليبيا، وجنوبًا إلى بلاد النوبة لفتحهما.
وبنى عمرو بن العاص الفسطاط لتصبح عاصمة مصر الإسلامية، وأقام بها الجامعالذى عرف فيما بعد بجامع عمرو، وارتفعت كلمة التوحيد فى سماء مصر، لتكونمنارة مسلمة على مر الأجيال.
إن مصر هى كنانة الله فى أرضه، وجندها خير أجناد الأرض، وبفتح مصر أصبحتبلاد الشام آمنة، وزال الخطر الذى كان يهدد الجيش الإسلامى بعد أن استسلمالروم، وفروا هاربين إلى بلادهم.
عودة إلى جبهة الفرس:
كان اهتمام المسلمين بغزو الروم يفوق اهتمامهم بغزو فارس؛ فالرومبدءوابالشغب والعدوان على الحدود، والشام وفلسطين ومصر أراض احتلتهاالروم،لكنها كانت تترقب إلى الخلاص من بين أنياب هذا المستعمر الظالم،وكان المسلمون يعلقون الآمال على أن يجدوا من أهل هذه البلاد بعض المساعدةلطردهؤلاء المستعمرين القساة، وقد تحقق لهم ما أرادوا
موقعة البويب
وفى عهد عمر كانت كفة المسلمين قد رجحت على الرومبعد انتصارهم فى معركة "أجنادين"، فاتجه عمر -رضى الله عنه- إلى معاودةالزحف على بلاد الفرس.
فبعث أبا عبيدة بن مسعود الثقفي، وأمر عمر -رضى الله عنه- المثنى بن حارثة أن يكون فى طاعة أبى عبيدة.
وسار أبو عبيدة حتى عبر الفرات بمن معه من المسلمين، وهناك دارتمعركةعظيمة هى معركة "الجسر" استشهد فيها القائد أبو عبيدة الثقفى وعددكبير من المسلمين، بعد أن انتصروا على أهل فارس أولا فى عدة مواقع سابقة.
أرسل عمر -رضى الله عنه- إلى فارس جيشًا يقوده المثنى بن حارثة، وقد حققالمسلمون فى هذه الموقعة انتصارًا رائعًا، فقد قُتل "مهران" قائد جيشالفرس فى المعركة هو وكثير من أتباعه، وتلك كانت وقعة "البويب" وقد سماهاالمسلمون "الأعشار" لأن كثيرًا من المسلمين قتل كل واحد منهم عشرة منالفرس.
وفى "القادسية" التقى الفرس والمسلمون، قاد المسلمين سعد ابن أبىوقاص،وقاد الفرس رستم، وفر رستم وعشرات الآلاف من جنوده، وغنم المسلمونغنائم كثيرة بعد أن استمرت المعركة عدة أيام.
وتساقطت مدن فارس فى أيدى الجيش الإسلامى تساقط الثمرات واحدة بعدأخرى،وكان انتصار المسلمين فى القادسية دافعًا لهم إلى مواصلة الزحفعلىالعاصمة "طيسفون" التى سماها العرب "المدائن"، ويشتد القتال ضراوة،ويهدم الفرس الجسور حتى لا يستطيع العرب عبور نهر دجلة، ولكن المسلمينسرعان ماعبروا النهر بخيولهم، وهنا اضطرب الفرس وأحاطت بهم الهزيمة، وهرب"يزدجرد بن شهريار" إلى حلوان بأرض فارس.
وسقطت العاصمة الفارسية العريقة فى أيدى المسلمين، وكان سقوط العاصمة فىالعام السادس عشر من الهجرة، (637م). إنهم لم يقبلوا مع العربصلحًا،ورفضوا أن يدفعوا الجزية، وفضلوا عبادة الكواكب والنار والمجوسيةعلى دين الله، وأعلنوا عداءهم واستعدادهم لقتال المسلمين، إذن لم يبق إلاالحرب
معركة جلولاء
لقد هرب "يزدجرد" ليعد عدته للقاء آخر، وراحيعسكر بمنطقة "جلولاء"،والإمدادات تنهال عليه، والجنود يقومون بحفرالخنادق حول معسكره، ولكن المسلمين يقتحمون عليهم خنادقهم، وتدور معركة منأعنف المعارك، وثبت المسلمون حتى كُتِبَ لهم النصر، وكان قائد المسلمين فىمعركة جلولاء "هاشمبن عتبة" ويهرب "يزدجرد" مرة ثانية؛ حيث ترك حلوان وفرإلى الري، ولم يبق إلا فتح الفتوح "موقعة نهاوند" إنها آخر محاولة يقومبها يزدجرد
نهاوند
لقد جمع الكثير من الجيوش التى استماتت فى الدفاعوالحرب، ولكن المسلمين هزموهم بإذن الله، لقد عزل عمر سعد ابن أبى وقاص،وولى مكانه النعمان بنمقرن وقد سقط النعمان شهيدًا بعدما رأى بشائر الفتحلاحت فى الأفق، فأخذ الراية أخوه نعيم، وناولها " حذيفة بن اليمان" وأشارعليهم المغيرة بنشعبة بكتمان خبر استشهاد الأمير حتى لا يرتاب الناس، فلماتم النصر على المشركين، جعل الناس يسألون عن أميرهم، فقال أخوه: "هذاأميركم، لقد أقرالله عينه بالفتح وختم له بالشهادة". فاتبع الناس حذيفةودخل المسلمون نهاوند بعد هزيمة الفرس، وكان العرب يسمون فتح نهاوند "بفتحالفتوح".
وبعد نهاوند تقدمت الجيوش الإسلامية لتستولى على المدن المجاورة، وخضعتلهم منطقة "أذربيجان"، وكانت هذه الانتصارات الباهرة سببًا فى إضعاف الروحالمعنوية عند الفرس.
لقد استسلم عدد كبير منهم ومالوا إلى الصلح، واستسلم عدد كبير منهمعنوةوقهرًا، ولم يستطع "يزدجرد" مقابلة المسلمين فى قوة كما فعل فىالماضي،وظل أمره فى نقصان حتى قتل بخراسان سنة 31هـ/ 652م، فى عهد عثمان-رضىالله عنه- وبموته انتهت دولة (آل ساسان).
لقد دانت بلاد الشام للإسلام، ودانت بلاد الفرس للإسلام، حتى أصبح عصر عمر بن الخطاب بحق هو عصر الفتوحات الإسلامية.
فلم يكد المسلمون يستقرون هنا وهناك حتى أرسل سعد بن أبى وقاص أحد قادتهوهو عياض بن غنم إلى أرض الجزيرة ؛ حيث تجمع جند الروم فى أعلاها فافتتحهذه البلاد. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل استمرت الدولة الإسلامية فىعهد عمر تواصل فتوحها، والجند ينشرون الدعوة، والجهاد لا تنطفئ شعلته.
إن عمر بن الخطاب يعد نفسه مسئولا عن توفيرالحياة الكريمة الشريفة للجميع، ويرى أنه لو عثرت بغلة فى العراق لكانمسئولا عنها. ومن أجل هذا نراه يوجه اهتمامه إلى تقوية الثغور والشواطئوالموانئ. ولا يفوته أن يحصى أسماء الجنود الفاتحين ليجعل لهم رواتب تفىبمطالبهم، وتكفل لهم حياة كريمة، ونراه يقوم بعمل إحصاء عام، ويدوِّنالدواوين، ويقسم الدولة إلى ثمانى ولايات هى: مكة، والمدينة، وفلسطين،والشام، والجزيرة الفراتية،والبصرة، والكوفة، ومصر، ويعين واليًا لكلولاية ينوب عنه فى الصلاة وقيادة الجند، وإدارة شئون الحكم فى الولاية.ولا يكتفى بهذا، بل يرتب البريد، ويتخذ من الهجرة بداية للتقويم الهجرى.
كل ذلك فى عشر سنوات، وستة أشهر وأربعة أيام، مات بعدها شهيدًا بيدالغدر،فقد قتله أبو لؤلؤة المجوسى، الفارسى الأصل -وكان غلامًا للمغيرةبنشعبة-؛ حقدًا على الإسلام والمسلمين.
كان عمر مع عدله ورحمته يخشى أن يموت وهو مقصر فى حق رعيته، وكم كانيتمنىأن يذهب إلى الناس فى الولايات الثمانية ليدرس مشكلاتهم، ويحققرغباتهم،وقد ورد عنه أنه قال فى آخر حياته: لئن عشت إن شاء الله لأسيرن فىالرعية حولا (عامًا) فإنى أعلم أن للناس حوائج تقطع دونى (لا أطلع عليها)،أماعمالهم (ولاتهم) فلا يرفعونها إلى، وأما هم فلا يصلون إلى، فأسيرإلىالشام فأقيم بها شهرين، والجزيرة شهرين، وبمصر شهرين، وبالبحرينشهرين،وبالكوفة شهرين وبالبصرة شهرين. والله لنعم الحول هذا، لكن القدر لميمهله فاستشهد -رضى الله عنه- قبل أن تتحقق هذه الأمنية.
لقد طبق عمر المبادئ الإسلامية على نفسه أولا قبل أن يطلب من غيره تنفيذها.
وكان يشترط على من يُولِّيه أمرَ المسلمين ألا يتعالى عليهم، ولا يستأثر لنفسه بشىء دونهم، ولا يغلق فى وجوههم بابه.
وكان لا يتباطأ فى معاقبة المسئولين فى حزم وقوة، إن هم أساءوا إلىالرعية،فالناس قد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا، وليس من حق أحد أن يستعبدهم حتىلو كان واليًا، لقد قاسم بعض ولاته أموالهم لما أحس أن ثرواتهم زادت عماكانت عليه قبل تولى مناصبهم، وأنصف القبطى المصرى الذى اعتدى عليه ابنوالى مصرعمرو بن العاص، وقال له: اضرب ابن الأكرمين. ووجه كلامه إلى عمروقائلا: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا.
"وادي المخازن".. معركة الملوك الثلاثة
عرف التاريخ الإنساني عددا من المعارك الفاصلةالتي كانت نقاط تحول تاريخية نتيجة للآثار الإستراتيجية البعيدة التيتركتها تلك المعارك، حيث كانت بمثابة القسمات على وجه التاريخ، وحفرتوقائعها فضلا عن أسمائها في الذاكرة الإنسانية.
ومن هذه المعارك معركة بلاط الشهداء أو لابواتيه التي كانت تحولا فيمسارالفتوح الإسلامية بأوربا، وتراجع العثمانيين أمام أسوار فيينا، ومعركةوادي المخازن بين الدولة السعدية في المغرب والعثمانيين من جانب،والبرتغالوالأسبان وفلول المتطوعين المسيحيين الأوربيين من جانب آخر.
كان دافع البرتغاليين لخوض هذه المعركة هو استرداد شواطئ شمال أفريقياوسحب البساط تدريجيا من تحت أقدام الإسلام في تلك المناطق وإرجاعها إلىحظيرةالمسيحية، وإحكام السيطرة على طرق التجارة، خاصة مدخل البحر المتوسطمن خلال السيطرة على مضيق جبل طارق، محاولين في ذلك استلهام تجربة حروبالاسترداد التي خاضتها أسبانيا ضد الوجود الإسلامي بها.
المتوكل.. على الأسبان والبرتغاليين
كانت الدولة السعدية -التي تعود لمحمد النفسالزكية أحد أئمة آل البيت النبوي- هي التي تسيطر على مراكش (المغرب)، وكانقيامها سنة (923هـ= 1517م) علىأساس مجاهدة البرتغاليين، واستطاعت هذهالأسرة أن تحرر الكثير من شواطئ المغرب المطلة على المحيط الأطلنطي -والتياحتلها الأسبان في عدة حملات- حيث استطاعت دخول مراكش سنة (931هـ= 1525م)ثم فاس في (961هـ= 1554م) وكان ذلك بداية قيام تلك الدولة التي استمرت حتىعام (1011هـ=1603م)
وعندما توفي عبد الله الغالب السعدي حاكم الدولة السعدية تولى من بعدهابنه محمدالمتوكل الحكم سنة (981هـ=1574م) وعرف عنه القسوة وإتيانالمنكرات، فانقلب عليه عماه عبد المالك وأحمد واستنجدا بالعثمانيين -الذينكانوا موجودين بالجزائر- فقدم لهما العثمانيون المساعدات واستطاعاالانتصار على المتوكل في معركتين سنة (983هـ=1576م) واستطاع عبد الملك أنيدخل فاس عاصمة الدولةالسعدية وأن يأخذ البيعة لنفسه، وأن يشرع في تأسيسجيش قوي ضم العرب والبربر وعناصر تركية وأندلسية.
ولم تؤد خسارة المتوكل أمام عميه عبد الملك وأحمد إلى أن يرضى بالأمرالواقع فرحل إلى الشواطئ البرتغالية واستنجد بالملك البرتغالي دونسباستيان ليساعده في استرداد ملكه مقابل أن يمنحه الشواطئ المغربية علىالمحيط الأطلسي.
واستطاعت المخابرات العثمانية في الجزائر أن ترصد هذه الاتصالات بينالمتوكل والبرتغاليين، وبعث حسن باشا أمير أمراء الجزائر برسالة مهمة إلىالسلطان العثماني بهذا الشأن، وكان العثمانيون في إستانبول على دراية بمايجري في أوربا فقد كان لديها معلومات عن اتصالات يجريها بابا روما ودوقفرنسا منذعدة أشهر بهدف جمع جنود وإعداد سفن وتحميلها بمقاتلين لمساعدةالبرتغال فيغزوها للشاطئ المغربي، ورصدت المخابرات العثمانية الاتصالاتبين ملك البرتغال سباستيان وخاله ملك أسبانيا فيليب الثاني ولكنها لمتستطع أن تقف على حقيقة الاتفاق الذي جرى بينهما، لكن المعلومات التيرصدتها أكدت أن ملك أسبانيا جمع حوالي عشرة آلاف جندي لمساعدة البرتغال فيتأديبه ملك فاس عبد المالك السعدي.
أماالدولة السعدية فقد استطاعت سفنها أن تلقي القبض على سفارة كان قدأرسلهاالمتوكل إلى البرتغال تطالبهم بالتدخل لمساعدته في استرداد ملكهمقابل منحهم الشواطئ المغربية على المحيط الأطلسي، ولذا بدأ السعديونيأخذون أهبتهم للحرب القادمة من حيث الاستعدادات الحربية وحشد الجنودوالاتصال بالعثمانيين الموجودين في الجزائر للحصول على دعمهم في الحربالقادمة ضدالبرتغاليين والأسبان.
و للموســـــــــــوعة بقية.........
dr:sniper- شخصية هامة
- s m s : أَنْهى الحـــــديثَ ، ولمْ يفـطن لخطبـــتهِ إلاَّ الصَّــدى و الّلَظى في قَـــلْبِه الدَّامي
وجَلْجَــــــــلَتْ صرْخةُ المستـهزئينَ بهِ : فــــــاتَ الأوانُ ، فلا تركن لأوهــــــامِ
نســـــيْتَ أنَّ لنــــا ربًّــــــا نلــــوذُ بـــهِ إذا تَـــــــطَاوَلَ فـينا جَـــــــورُ حُــــكَّامِ
عدد الرسائل : 5173
العمر : 35
الموقع : next vet
العمل/الترفيه : طبيب بـــــــــــيطري
تاريخ التسجيل : 13/12/2008
رد: ؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ ...الموسوعة التاريخية...¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛
سباستيان:
كان الهوس الديني مسيطرا على سباستيان وكان يرغبفي أن يخوض حرب استردادمسيحية أخرى في سواحل الشمال الأفريقي، ورأى أنتكون حربا كبيرة لا مجردغارة خاطفة، ولذا بدأ مشاورات مع عدد من ملوكوأمراء أوربا وعلى رأسهم خاله فيليب الثاني الذي سمح للمتطوعين الأسبانبالتدفق على الجيش البرتغالي، وأمده بقوات من جيشه وسفن لنقل القوات إلىالشواطئ المغربية،وشارك بثلث نفقات الحملة شريطة الاكتفاء باحتلال ميناءالعرائش على المحيط الأطلسي وعدم التوغل في الأراضي المغربية وألا تستمرالحرب أكثر من عام.
تدفقت جموع المتطوعين على الجيش البرتغالي من إيطاليا وألمانيا وغيرها منالدول الأوربية، وجمع سباستيان حوالي 18 ألف مقاتل، وكان بالجيش البرتغاليالكثير من المدافع والخيالة الذين كانوا عماد الحرب في تلك الفترة منالتاريخ. واختلف في المجموع الكلي لجيش سباستيان وجموع الأسبان والمتطوعينالمسيحيين الذين تدفقوا على هذا الجيش؛ إذ رفع البعض عددهم إلى حوالي125ألف مقاتل، وفي تقديرات أخرى 80 ألفا، بينما يقول المدققون إنه كانيزيدعلى 40 ألفا.
وقدظن البرتغاليون أنهم ذاهبون إلى نزهة على الشواطئ المغربية؛ حيثأخذواالأمر باستخفاف شديد؛ فقد كانوا واثقين من انتصارهم السهل، حتى إنالصلبان كانت مُعدة لتعليقها على المساجد المغربية الكبيرة في فاس ومراكش،بل وضعت تصميمات لتحويل قبلة جامع القرويين الشهير إلى مذبح كنسي، وكانتبعض النساء البرتغاليات من الطبقة الراقية يرغبن في مصاحبة الجيشلمشاهدةالمعركة، وكان بعض البرتغاليين يرتدون الثياب المزركشة المبهرةوكأنهم سيحضرون سباقا أو مهرجانا.
الإبحار والخطة والمواجهة
أبحرت السفن البرتغالية والأسبانية من ميناءلشبونة في (19 ربيع ثان 986هـ= 24من يونيو 1578م) ورست على شاطئ ميناءأصيلة فاحتلته، وفوجئ سباستيان بأن عدد قوات المتوكل قليل جدا.
بنى السعديون خطتهم للمواجهة على إطالة الفترة التي تبقاها قواتالبرتغاليين في الشاطئ دون التوغل في الأراضي المغربية؛ حتى يتمكنالسعديون من تجميع قواتهم ودفعها إلى المعركة، ثم بدأ السعديون في محاولةإغراء البرتغال بترك الشواطئ والتوغل في الأرض المغربية الصحراويةلإرهاقها وإبعادها عن مراكز تموينها على شاطئ المحيط.
نجحت خطة عبد المالك واستطاع أن يغري القوات البرتغالية والأسبانية بالزحفداخل المغرب حتى سهل فسيح يسمى سهل القصر الكبير أو سهل وادي المخازنبالقرب مننهر لوكوس، وكان يوجد جسر وحيد على النهر للعبور إلى الوادي.
كانت خطة عبد المالك القتالية أن يجعل القوات البرتغالية تعبر الجسر إلىالوادي ثم تقوم القوات المغربية بنسف هذا الجسر لقطع طريق العودة علىالبرتغاليين، ومن ثمة يكون النهر في ظهرهم أثناء القتال؛ بحيث لا يجدالجنود البرتغاليون غيره ليهرعوا إليه عند اشتداد القتال؛ وهو ما يعنيأنهمسيغرقون به نظرا لما يحملونه من حديد ودروع.
بدأالقتال وكان شديدا نظرا للحماسة الدينية التي كانت تسيطر على كلاالطرفين،وأصيب عبد المالك بمرض شديد أقعده في الفراش، وقيل إن بعض الخدموضع له سما. وقد زاد ضغط البرتغاليين والأسبان على بعض القوات المغربيةفاختلت صفوفها فما كان من عبد المالك إلا أن ركب فرسه وحث جنده علىالثبات، لكنه سقط فنقل إلى خيمته وأوصى إن توفاه الله تعالى أن يتم كتمانالخبر حتى الانتهاء من القتال حتى لا يؤثر ذلك في معنويات الجنود، وشاءتإرادة الله تعالى أن يُتوفى عبد المالك، وعمل رجال دولته بوصيته فكتمواالخبر.
استمرالقتال حوالي أربع ساعات وثلث الساعة وفي أثنائها بدأت بشائر النصرتلوح في الأفق للمسلمين فحاول البرتغاليون الهروب من ميدان المعركةوالعودة إلى الشاطئ لكنهم وجدوا أن جسر وادي المخازن قد نُسف فألقى الجنودومعهم سباستيان بأنفسهم في الماء فمات هو وكثير من جنوده غرقا، أماالباقون فقتلوا في ميدان المعركة أو أسروا، أما البقية التي نجت وركبتالبحر فقداستطاع حاكم الجزائر حسن باشا وقائده الريس سنان أن يعترض سفنهموأن يأسرغالبيتهم؛ حيث أسر 500 شخص.
معركة الملوك الثلاثة
لقي في هذه المعركة ثلاثة ملوك حتفهم هم عبد المالك وسباستيان والمتوكل؛ولذاعرفت بمعركة الملوك الثلاثة، وفقدت البرتغال في هذه الساعات ملكهاوجيشها ورجال دولتها، ولم يبق من العائلة المالكة إلا شخص واحد، فاستغلفيليب الثاني ملك أسبانيا الفرصة وضم البرتغال إلى تاجه سنة (988هـ=1580م)،وورث أحمد المنصور العرش السعدي في فاس، وأرسل سفارة إلى السلطانالعثمانيي عرض عليه فيها انضمام دولته لدولة الخلافة العثمانية.
المماليك البحرية الاتراك
سلالة من الجنود المماليك حكمت في مصر، الشام، العراق و الجزيرة العربية سنوات 1250-1517 م.
المماليك أسسوا في مصر و الشام دولتين متعاقبتين كان مركزها(عاصمتها)القاهرة :الأولى : دولة المماليك البحرية. و من أشهرهم عز الدين أيبكوقطز و بيبرس البندقداري و قلاوون و محمد بن قلاوون ، ثم تلتهامباشرةوبانفلاب عسكري قام به السلطان الشركسي برقوق الذي تصدى فيمابعدلتيمورلنك واستعاد ما احتله التتر في بلاد الشام والعراق ومنها بغداد.فبدأت دولة المماليك البرجيين الشراكسة التي عرف في عهدهم أقصى اتساعلدولةالمماليك في القرن التاسع الهجري. وكان من أبرز سلاطينهم السلطان برقوق وابنه فرج و اينال والأشرف بارسباي فاتح قبرص و قنصوه الغوري وطومان باي
المقر: القاهرة
كان هؤلاء المماليك عبيدا استقدمهم الأيوبيون،زاد نفوذهم حتى تمكنوا منالاستيلاء على السلطة سنة 1250 م. كان خطة هؤلاءالقادة تقوم استقدام المماليك من بلدان غير اسلامية، وكانوا في الأغلبأطفالاً يتم تربيتهم وفققواعد صارمة في ثكنات عسكرية معزولة عن العالمالخارجي، حتى يتم ضمانولاؤهم التام للحاكم. بفضل هذا النظام تمتعت دولةالممليك بنوع من الاستقرار كان نادرا آنذاك.
قام المماليك في أول عهد دولتهم بصد الغزو المغولي على بلاد الشام ومصروكانت قمة التصدي في موقعة عين جالوت. بعدها و في عهد السلطان بيبيرس(1260-1277 م) و السلاطين من بعده، ركز المماليك جهودهم علىالإماراتالصليبية في الشام. قضوا سنة 1290 م على آخر معاقل الصليبيين فيبلادالشام (عكا).
أصبحت القاهرة مركزا رئيسا للتبادل التجاري بين الشرق و الغرب،وازدهرتالتجارة ومعها اقتصاد الدولة. قام السلطان برقوق (1382-1399 م)بقيادةحملات ناجحة ضد تيمورلنك وأعاد تنظيم الدولة من جديد. حاول السلطانبرسباي (1422-1438 م) أن يسيطر على المعاملات التجارية في مملكته، كانللعمليةتأثير سيئ على حركة هذه النشاطات. قام برسباي بعدها بشن حملاتبحرية ناجحة نحو قبرص.
منذ العام 1450 م بدأت دولة الممليك تفقد سيطرتها على النشاطات التجارية.أخذت الحالة الاقتصادية للدولة تتدهور. ثم زاد الأمر سوءا التقدمالذيأحرزته الدول الأخرى على حسابهم في مجال تصنيع الآلات الحربية. سنة1517 ميتمكن السلطان العثماني سليم الأول من القضاء على دولتهم. ضمت مصر،الشامو الحجاز إلى أراض الدولة العثمانية.
تمتع الممليك خلال دولتهم بشرعية دينية في العالم الإسلامي وهذالسبيبن،تمكلهم لأراضي الحجاز و الحرمين، ثم استضافتهم للخلفاء العباسيينفيالقاهرة منذ 1260 م.
المماليك البحريون
كان يتوجب ادراج السلطانة شجرة الدر التي ادخلت مصر في عصر المماليك.
الحاكم و مدة الحكم
1 المعز عز الدين أيبك 1250-1257
2 المنصور نور الدين علي بن أيبك1257-1259
3 المظفر سيف الدين قطز 1259-1260
4 الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري 1260-1277
5 السعيد ناصر الدين أبو المعالى محمد بركة خان بن بيبرس 1277-1279
6 العادل بدر الدين سلامش بن الظاهر بيبرس 1279-1279
7 المنصور سيف الدين قلاوون الألفى 1279-1290
8 الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون 1290-1293
9 الناصر محمد بن قلاوون 1293-1294
10 العادل زين الدين كتبغا المنصور 1294-1296
11 المنصور حسام الدين لاجين 1296-1298
9-2 الناصر محمد بن قلاوون 1298-1308
12 المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير 1308-1309
9-3 الناصر محمد بن قلاوون 1309-1340
13 المنصور سيف الدين أبو بكر بن الناصر محمد بن قلاوون 1340-1341
14 الأشرف علاء الدين كوجك بن الناصر محمد 1341-1342
15 الناصر شهاب الدين أحمد بن الناصر محمد 1342-1342
16 الصالح عماد الدين إسماعيل بن الناصر محمد 1342-1345
17 الكامل سيف الدين شعبان بن الناصر محمد 1345-1346
18 المظفر زين الدين حاجي بن الناصر محمد 1346-1347
19 الناصر بدر الدين أبو المعالي الحسن بن الناصر محمد 1347-1351
20 الصالح صلاح الدين صالح بن الناصر محمد 1351-1354
19-2 الناصر بدر الدين أبو المعالي الحسن بن الناصر محمد 1354-1361
21 المنصور صلاح الدين محمد بن حاجي بن قلاوون 1361-1363
22 الأشرف زين الدين شعبان بن حسن بن محمد بن قلاوون 1363-1376
23 المنصور علاء الدين علي بن شعبان 1376-1381
24 الصالح زين الدين حاجى 1381-1382
dr:sniper- شخصية هامة
- s m s : أَنْهى الحـــــديثَ ، ولمْ يفـطن لخطبـــتهِ إلاَّ الصَّــدى و الّلَظى في قَـــلْبِه الدَّامي
وجَلْجَــــــــلَتْ صرْخةُ المستـهزئينَ بهِ : فــــــاتَ الأوانُ ، فلا تركن لأوهــــــامِ
نســـــيْتَ أنَّ لنــــا ربًّــــــا نلــــوذُ بـــهِ إذا تَـــــــطَاوَلَ فـينا جَـــــــورُ حُــــكَّامِ
عدد الرسائل : 5173
العمر : 35
الموقع : next vet
العمل/الترفيه : طبيب بـــــــــــيطري
تاريخ التسجيل : 13/12/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى