وعد ابليس

وعد ابليس

[size=18]المكان: شقة متوسطة بالزيتون لاسرة من خمسة افراد
الاب وهو بالعقد الخامس من العمر نراه واقفا بالحمام امام المرآة يحلق ذقنه
استعدادا لصلاة الجمعة
الام سيدة حنون بيضاء الوجه رقيقة الملامح ترتدي جلبابا مزخرفا واقفة
بالمطبخ تعد اكواب الشاي للاسرة
تقف الى جانبها فتاة صغيرة تبلغ من العمر 8 سنوات تحاول جاهدة ان تساعد
امها ولكنها لا تتسبب الا بالمتاعب فتارة توقع السكر وتارة اخرى تتسبب بكسر
كوب وبالرغم من ذلك لاتنهرها الام الحنون
اما عن باقي افراد الاسرة فهما فتيان احدهما طالب جامعي والاخر بالمرحلة
الثانوية
من الحمام يصدر صوت الاب مناديا : ياحاجة الشاي جاهز هنتاخر ع الصلاة
الام: دقيقة ويجهز ثم تنظر الى الفتاة قائلة : اجري بسرعة شوفي اخوكي
الكبير صحي ولا لسة نايم هيضيع الصلاة منه زي كل مرة
تتنهد الام : اقول ايه بس ربنا يهديه مش عارفة طالع لمين بس ابوه بيحافظ ع
الصلاة وانا كمان حتى اخواته الصغيرين اعمله ايه بس ياربي عشان يتعدل
تهرول الطفلة مسرعة الى حجرة اخيها الاكبر فتجده نائما فتحاول الطفلة
ايقاظه تنادي عليه فلا يجيبها فتقترب منه وتخبط على كتفه فيدفعها بعنف
صائحا : انا مش قلت لك ميت مرة اما اكون نايم محدش يصحيني فتبكي الطفلة
وتذهب الى امها مرتمية في حضنها فتربت الام على الطفلة مهدئة اياها ثم تعلم
منها ما حدث فتهون على الطفلة : معلش اصله لما بيكون نايم مش بيركز هوا
بيقول ايه معلش ادعيله ربنا يهديه حقك عليا ثم تقبل الطفلة في حنان وتعطيها
قطعة بسكويت تضعها في فمها فتدا الطفلة وتعود الى مساعدة الام
يخرج الاب من الحمام فيفتح جهاز التليفزيون ليملا البيت صوت القرآن فينادي
الاب على ولديه : يللا ياولاد الصلاة هتبدا فيظهر الاخ الاصغر مرتديا
ملابسة استعدادا للصلاة فياله الاب عن اخيه فيجيب : هو نايم بس قالي لما
جيت اصحيه انه ظابط المنبه وهيصلي في الجامع القريب
فيخرج الاب والابن الى صلاة الجمعة عندئذ يستيقظ الاخ الاكبر متجها الى
المطبخ فتراه الام فتصيح به: يللا بسرعة الحق اتوضا وغير هدومك عشان تلحق
الصلاة
فيجيبها وهو يتثاءب : طيب ماشي بس عاوز فلوس عشان هخرج مع اصحابي بعد
الصلاة
تخبط الام على صدرها صائحة: فلوس اي انت مش لسه واخد من ابوك مصروف الشهر
من اسبوع
فيصيح في غضب : وهيا دي فلوس دي اعمل انا ايه بميت جنيه دي يادوب الواحد
بيصرفها في خروجة واحدة وبالعافية كمان ده انا اصحاب كل واحد منهم عنده
عربية واهله بيدوله اللي هوا عايزه هيا دي عيشة اللي الواحد عايشها دي
الام: ياخي احمد ربنا غيرك مش لاقي ياكل دا بدل ما تشكرنا تاعبانين انا و
ابوك في تربيتك واخرها تتامر علينا وبعدين يااخي على قد لحافك مد رجليك مش
لازم تخرج الخروجات دي اخرج في حته رخيصة بنت حلال على قدنا
الابن يووه انا زهقت باه دي بات حاجة تطهق عيشة تقرف
الام وعيناها تترقرق بالدموع : خلاص مش عاجباك عيشتنا روح دورلك على اهل
تانيين وللا انزل اشتغل مانتاش صغير اللي قدك يفتح بيت
الابن متاففا : ممكن تسكتي باه مش طالباها وجع دماغ ع الصبح
تبكي الام وتتضرع الى الله : يارب اهديه قادر يا كريم اصلح له حاله واهديله
نفسه يارب
ثم تتنبه الام الى صوت الاذان فتصيح به : الصلاة يابني ربنا يهديك
الابن: واصلي ليه هوا كان اداني حاجة عشان اشكره عليها فلوس مفيش عربية
مفيش معنديش اي حاجة انا اقل واحد في اصحابي اصلي ليه بس اقعدي ساكتة باه
تلطم الام خدودها: يالهوي انت اتجننت ياولد ايه اللي حصلك ايه اللي انت
بتقوله ده استغفر ربنا بسرعة
فينهض الابن متاففا وينزل تاركا المنزل فترتمي الام عل ى احد الكراسي باكية
بحرقة فتربت على ظهرها الطفلة قائلة: معلش ياماما انا متاكدة ان ربنا
هيهديه عشان انتي طيبة وبابا طيب ما بتاذوش حد وبتساعدوا الفقرا ربنا
هيهديه عشانكو
فترفع الام يديها الى السماء داعية الى الله
اما عن الابن الاكبر فبعد نزوله من المنزل اتجه الى احد المقاهي التي اعتاد
الجلوس بها مع اصدقائه ممضيا الوقت في النظر الى الفتيات ومعاكسة من تعجبة
والسخرية ممن لايعجبه شكلها حتى اتى جميع اصدقائه وركبوا في سيارة احدهم
وامضوا يومه في اللعب حينا ومقابلة الصديقات والقيام بسباقات بسياراتهم
محدثين صخبا ورعبا للناس الى ان احسوا بلاضجر فقرروا انه قد حان وقت العودة
للمنزل
في طريق عودته للمنزل راى فتاه جميلة جدا ترتدي فستان احمر قصير ينسدل
شعرها البني الطويل على ظهرها ويسحر عطرها النفاذ القلوب تتمايل في مشيتها
فكانت كانها تخطو في كل خطوة على قلبه بحذائها العالي الرفيع الكعب فتمزقه
نظرت اليه غامزة بعينيها فاحس برعشة تسري بجسده كله وشعر بدقات قلبه
تتسارع لم يستطع الا ان يتبعها اينما تسير ...شعر كانه كالمسحور لا يملك من
امره شيئا لايعلم اين يسير ولا الى اين يذهب ولا يريد ان يعلم
يسير خلفها اينما سارت تاخذه من شارع الى شارع حتى وصلت الى شارع مظلم مقفر
لايوجد به عمار ورغم ذلك لم يشعر بشئ من ذلك هو مجرد عبد تابع لسيده يسير
خلفه اينما سار ويفعل ما يامره دون تفكير فدخلت الى احد الازقة فدخل خلفها
ولكنه لم يجدها ولم يجد لها اي اثر كانها تبخرت او اختفت
هنا فقط زال مفعول السحر وبدا يشعر بالخوف من المكان الشديد الظلمة الذي
وجد نفسه به لايرى شيئا من شدة الظلمة ولايسمع صوتا الا صوت نباح الكلاب
ولا يتذكر كيف اتى الى هنا حتى يعود من نفس الطريق
احس بخوف شديد وبقشعريرة تسري في مؤخرة عنقه لم يجد حلا الا المشي والبحث
عن اي شخص يساله عن الطريق الى منزله فاستدار عائدا ولكنه لم يكد يستدير
حتى شعر بانفاسا كريهه في وجهه فصرخ من شدة الخوف وحاول ان يرى ماهذا ولكنه
وجده شيخا عجوزا محني الظهر طويل اللحية مرتديا ثوبا اسود ويغطي راسه
بغطاء اسود يداري به حتى عينيه ويستند على عصا خشبية ولكن لم يسترح الفتى
له ولم يرد ان يساله عن الطريق فقط وجد في نفسه رغبة هائلة في الجري بعيدا
عن هذا الشخص
حاول الابتعاد عنه ولكن العجوز سد طريقه بعصاه الخشبية قائلا: رايح فين انت
بقيت ملكي خلاص هوا انت مش اعترضت على ربك ورفضت تكون عبده خلاص انت ليه
انا
انت مش عاوز فلوس وعربية وستات انا هديك ده كله بس في المقابل هتكون عبدي
انا ستفعل ما امرك به
ويزيح العجوز عن راسه الغطاء فتظر ملامحة واضحة عينان حمراوان بلون الدم
ونابن يطلان من فمه وذقن طويل غير مستوي فيصرخ الفتى ويجري محاولا الهروب
ولكنه كان يفاجا انه يجده في وجهه اينما ذهب حتى تعب الفتى وجلس ارضا ينتحب

حاول ان يدعو الله ولكنه تذكر كيف استهان بالصلاة وبنعم الله عليه كيف يعوه
الان بالتاكيد لن يجيبه ولكن من يدعو غيره من يستطيع ان ينقذه غيره وتذكر
دعوات امه له ودموعها المنهمرة على وجنتيها بسبب اعماله السيئة
يسمع ضحكات العجوز الشيطانية ويشم رائحه انفاسه الكريهه في وجهه فيزداد
رعبا على رعبه
ينظر الى السماء ويصرخ من اعماق قلبه : يارب...يارب...يارب
الحقني مليش غيرك والله ماليا غيرك ومش هكون غير عبدك ات وحياة كرمك
تسامحني وترجعني عبدك تاني يارب هعمل اي حتجة وارجع عبدك تاني
يطرق بوجهه الى الارض ويبكي بكاءا حارا وضحكات الشيطان تتزايد
يصرخ الفتى باكيا : يارب انت بتغفر للكافر وانا غلطت ونادم وجايلك تائب
باكي متحسر على اللي انا عملته يارب اوعدك اني مش مش هبعد عن طريقكط تاني
يارب انا عرفت ان اكبر نعمة اديتهاني اني عبدك يارب خلاص مش عايز فلوس يارب
مش عايز حاجة منالدنيا غير رضاك يارب ردلي نعمتك ورجعني عبد من عبادك
ويصرخ الفتى صرخة قوية تهز الارجاء : ياااااااااااااااااااااااااارب
فاذا بضوء ابيض قوي يملا المكان ................................
المكان : شقة متوسطة بالزيتون لاسرة مكونة من 5 افراد
الاب نراه واقفا بالحمام يستعد لصلاة الجمعة
الام سيدة حنون واقفةبالمطبخ تعد اكواب الشاي لاسرتها وبجانبها طفلتها ذات
ال 8 سنوات تساعد امها
ينادي الاب: ياحاجة الشاي جاهز هنتاخر ع الصلاة
الام: دقيقة ويكون جاهز
تنظر الام لطفلتها قائلة : اجري بسرعة شوفي اخوكي صحي ولا لسه نايم هيضيع
الصلاة منه زي كل مرة
تهرول الطفلة الى حجرة اخيها الاكبر فتجده ساجدا..................

موضوع جميل جزاكي الله خيرا يا نور دايما ممتعانا بمواضيعك

سبحان مغير الاحوال
والله يهدى من يشاء